سؤالي يتعلق بصلاة الجماعة : هل لها وقت معلوم لا يجب أن تخرج عنه أم لا ؟ مثلا إذا كنا مسافرين وتعذر علينا الصلاة ( المغرب مثلا ) ، هل يجوز لنا أن نصليها جماعة قبيل أذان العشاء ، أم يصليها كل واحد منا منفردا ، لأن وقتها( صلاة الجماعة ) قد فات .
حكم تأخير صلاة المغرب للمسافر إلى قبيل صلاة العشاء ثم صلاتها في جماعة
السؤال: 175521
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وبعد.
أولاً:
الأصل أن الصلوات الخمس لها وقت محدد، فلا يجوز تقديمها عليه ولا تأخيرها عنه؛ لقوله تعالى: ( إِنَّ الصَّلَاةَ كَانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتَابًا مَوْقُوتًا ) النساء/103 .
قوله: (مَوْقُوتاً) أي: محدداً بوقت.
وينظر أجوبة الأسئلة : (171813) (151694) (9940) .
ثانياً:
إذا كان الإنسان مسافراً ، فله أن يجمع بين صلاتي الظهر والعصر ، وبين المغرب والعشاء ؛ إما جمع تقديم : فيصلي الظهر ـ مثلا ـ ويصلي العصر معها ، قبل دخول وقتها المعتاد ؛ ويصلي المغرب ثم يصلي معها العشاء ، قبل دخول وقتها أيضا ، أو يجمعهما جمع تأخير ، فإذا دخل عليه وقت الظهر ، أخر صلاتها حتى يدخل وقت العصر ، ثم يصليهما معا ، وإذا دخل عليه وقت المغرب ، أخر صلاتها حتى يدخل وقت العشاء ، ثم يصليهما معا .
ويختار ما يلائمه من ذلك ، على حسب حاله وأشغاله ، إما جمع التقديم ، أو جمع التأخير .
فإذا كان في سعة من أمره ووقته ، فالأفضل في حقه أن يصلي كل صلاة في وقتها ، كما يفعله في الحضر .
قال النووي رحمه الله : ” ومذهبنا : جواز الجمع بين الظهر والعصر في وقت أيتهما شاء وبين المغرب والعشاء في وقت أيتهما شاء , ولا يجوز جمع الصبح إلى غيرها , ولا المغرب إلى العصر بالإجماع ” انتهى من “المجموع شرح المهذب” (4/249).
وجاء في “الموسوعة الفقهية” (27/311): ” ذهب الجمهور إلى جواز الجمع بينهما بعذر السفر جمع تقديم أو تأخير, بأن تصلى العصر في وقت الظهر أو بالعكس, خلافاً للحنفية” انتهى.
ثالثا :
وقت صلاة الجماعة لا يتقيد بأن يصلي الصلاة في أول وقتها مثلا ، كما تصلى الجماعة الأولى في المساجد ؛ بل وقت مشروعية الجماعة ، هو وقت مشروعية الصلاة ، ولا فرق ؛ فإما إما في أول الوقت ، أو آخره ، أو أوسطه .
سئل الشيخ ابن عثيمين رحمه الله :
من المعلوم بأن جمع المسافر يكون إما جمع تقديم ، أو جمع تأخير، سؤالي هنا: ما هو حكم الجمع في وسط الوقتين ؟
فأجاب: الجمع ليس معناه أن تكون الصلاتان بين الوقتين ، الجمع معناه الضم، أن تضم إحدى الصلاتين إلى الأخرى، إما الثانية للأولى إذا كان جمع تقديم، أو الأولى إلى الثانية، إذا كان جمع تأخير، سواء في أول وقت الأولى ، أو في آخر وقت الثانية ، أو في الوسط ، كلها على حد سواء، لكن افعل ما هو أرفق بك ؛ إن كان أرفق جمع التقديم ، فقدم وإن كان أرفق جمع التأخير ، فأخر” انتهى من “جلسات رمضانية”(17/23).
وللاستزادة في حكم صلاة الجماعة بالنسبة للمسافر ينظر جواب سؤال رقم (45815) (21498).
والله أعلم
هل انتفعت بهذه الإجابة؟
المصدر:
الإسلام سؤال وجواب
موضوعات ذات صلة