0 / 0

يترك بعض الصلوات ويقدح في مريم وينكر التعدد فهل ينفسخ النكاح ؟

السؤال: 175801

هل يجب علي فسخ العقد ، ولو كان يجب كيف يتم هذا ؟ شخص اعتنق الإسلام تقدم لي ،
ولقد بينت له أني متدينة وأرغب في الزواج من رجل مثلي يشابهني ، فأخبرني أنه يصلي
الصلوات الخمس ، وبعد وقت أدركت أنه لا يهتم بأمر العلم الشرعي ، فأخبرته أننا لسنا
مناسبين لبعضنا ، فأصر على إخباري أنه سوف يفعل كل ما في وسعه ، ولكن هو ليس عنده
كثير وقت ، ولكن حين نكون سوياً سيكون الأمر أيسر ، فأعطيته الفرصة وبعد فترة بسيطة
تزوجنا ، وقريباً أن أدركت أنه لا يصلي كل الصلوات ، أنا لا أدري كم يصلي فلست معه
طيلة الوقت فهو يخرج كثيراً .

وعدم اهتمامه بتعلم أمور دينه كانت المشكلة الرئيسية بيننا ، بذلت ما في وسعي
لأجعله يهتم بتعلم شئون دينه ولكنه لم يفعل ، أنا حقاً شعرت بالخديعة ، لأنه لما
كان شخصاً ليس مهتماً بشئون الإسلام ، وهذا المستوى الضحل من التدين ، كان عليه أن
يفكر فيمن هي مثله وتناسبه .

اليوم الثاني بعد الزواج ، قال لي بأنه كان يجب عليه أن يخبرني أنه كان يعيش مع
عشيقة له لمدة خمسة عشر سنة والتي أنجب منها طفلين ، وكان قد أخبرني مسبقاً أنه كان
عرض الزواج على امرأة مسلمة تزوجها فيما بعد وطلقها ، وهذا أثناء علاقته بتلك
الفتاة التي استمرت لخمسة عشر سنة ، لم أعط تلك القضية كثير اهتمام لأنه لم يكن
مسلماً في هذا الوقت .

في اليوم الثاني من الزواج اعترف لي أنه كذب علي بشأن تلك العلاقة التي استمرت
لخمسة عشر عاماً ، بل كان بالفعل متزوجا وحين سألته لماذا كذبت علي قال خشية أن
ترفضي عرض الزواج مني !!

و لأنه لم يظهر أي نوع من الاهتمام والتقدم منذ أن تزوجته ، وكذلك من أجل تلك
الأكاذيب والخداع ، كان من الصعب علي التصديق بأنه مسلم حقيقي أم مدع للإسلام ، هل
هو يشرب الخمر ، هل هو يأكل الخنزير هل يفعل ذلك من ورائي أم لا ؟
هو يقول بأنه لا يعتقد بأن مريم جاءت بالمسيح من غير زواج ، ويختار بأن ينكر أن
النبي صلى الله عليه وسلم كان متزوجا من عائشة و أن هناك خطأ في مسألة عمرها ، و
يقول كذلك بأنه لا يوافق على مسألة التعدد ، ويسأل أسئلة ضد الإسلام تماماً ، وحين
أحاول أنا أو أي شخص آخر بيان الأمر له لا يسمع . مؤخراً ، صارت أختي زوجة ثانية .
فتحدث عن اشمئزازه من الموضوع ، وقال لو كان حدث هذا منذ ألف وأربعمائة سنة كان
مقبولا ولكن الآن لا يقبل ، وقال بأن التعدد هو نفس مستوى الشذوذ الجنسي ،
والاعتداء الجنسي على الأطفال ، وقال بأن ” عدم قبولي للتعدد يجعلني غير مسلم ثم
يجب علي التعزير ” ودخل في جدال شديد مع ولدي من زواج سابق لي وهدده بالضرب والشجار
، هل كان يجب علي التدخل ؟

شعرت بعد ذلك أنني وهو لن نكون منسجمين مع بعضنا بعد مرور تلك الأمور ، وأنه يجب
علينا ألا نستمر ، وفيما بعد طلبت منه الطلاق . غادر ، وتواصلنا لمدة أكثر من أسبوع
وهددني بأنه سوف يشل ولدي ، و كان هذا خطئي لأني كنت أريده أن يشاهد فيديو عن تعدد
الزوجات واحترام هذا الأمر ، فبدأ بإهانتي بقوله إنه كان يجمع معلومات عني وعن
عائلتي وعن كل من ارتبط بي ، وإنه سوف يستخدم ذلك ضدنا إذا لم توافق عائلتي على
شروطه ، ومنها : أن أدفع له أربعة ألاف دولار ، وقال إن الباقي بعد أن وكان يجب علي
أن ألتزم بهذا لأعيش في سلام .

فقلت له إذا لم تتوقف عن تهديدي فسوف أبحث عن شتى الطرق القانونية لدفعه بها ،
فتوقف واعتذر ، وقال : أنه لم يكن يقصد أي شيء مما قاله ، مع أنه بعد زواجي منه كان
يخبرني عن إهاناته وتهديداته لزوجته المسلمة السابقة بعد أن تركته ، وكانت حجته
أنها لم يكن ينبغي عليها أن تتركه ، لأنه كان قد أرسل لأخيها رسالة يصف فيها ما
يحدث في علاقتهم الجنسية وهددها بالحكومة ، مما جعلها تغادر البلد .

الجواب

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وبعد.

أولا :
إذا كان زوجك يترك بعض الصلوات ، وتحققت من ذلك ، أو كان يتهم مريم عليها السلام بالزنا ، أو ينكر مشروعية التعدد ، فالواجب أن تمتنعي منه ، ولا تمكنيه من نفسك حتى يتوب ويصلي ويرجع عن مقالته في مريم ، فإن أصر على باطله حتى انقضت عدتك ، فقد انفسخ النكاح الذي بينكما .
وذلك أن من ترك صلاة متعمدا حتى خرج وقتها ، فهو كافر ، في قول جمع من أهل العلم ، وهو المروي عن عدد من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ، وبه تفتي اللجنة الدائمة ، والشيخ ابن باز رحمه الله ، وانظري السؤال رقم (83165) .
واتهام مريم عليها السلام بالزنا : كفر وردة عن الإسلام ؛ لأنه تكذيب للقرآن الذي برأها من ذلك
بل لو لم يتهمها بالزنا صراحة ، وادعى أنها تزوجت وولدت عيسى ابنها من زوج آخر ، وأن له أبا كسائر البشر ، فهو كافر مكذب بخبر القرآن والسنة عن خلق عيسى ، وما أجمع عليه أهل الإسلام في شأنه .
وكذلك إنكار التعدد تكذيب للقرآن الكريم والسنة المتواترة .
وإذا صدر الكفر من الزوج ، لزم الزوجة الامتناع منه حتى يتوب ، فإن لم يرجع إلى الإسلام حتى انقضت عدتها ، فقد انفسخ نكاحها ، وعليها أن تخلص منه بكل طريق ممكن ، بالطلاق ، أو بالخلع ، أو بمراجعة المركز الإسلامي ، أو المحكمة ولو كانت وضعية ؛ لأنه لا يحل لمسلمة أن تكون تحت كافر .
فحيث انقضت العدة مع إصراره على ما هو كفر ، فقد انفسخ النكاح شرعا ، وجاز لها أن تتزوج من غيره ، لكنها تحتاج إلى التخلص منه عبر الطرق الرسمية حتى لا يتمكن من تهديدها أو مضايقتها .
وانظري السؤال رقم (126523) .

وننبه إلى أن الزوج حديث العهد بالإسلام : لا يحكم بكفره وإن صدر منه ما ذكرت ، حتى تقام عليه الحجة ، وتفنّد له الشبهة ، وذلك عن طريق من يحسن إقامتها من أهل العلم والدين ، فيستمعون إليه ، ويزيلون شبهته ، فإن رجع فالحمد لله ، وإن أبى ، كان كافرا ، وترتب عليه ما ذكرنا من وجوب امتناع زوجته منه ، وانفساخ نكاحه إذا انقضت العدة قبل توبته .
ثانيا :
تزوج النبي صلى الله عليه وسلم بعائشة رضي الله عنها وهي بنت ست سنين ، أي عقد عليها وهي كذلك ، ودخل بها وهي بنت تسع سنين . وهذا ثابت في الصحيحين وغيرهما من دواوين السنة . فقد روى البخاري (5133) ومسلم (1422) عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تَزَوَّجَهَا وَهِيَ بِنْتُ سِتِّ سِنِينَ وَأُدْخِلَتْ عَلَيْهِ وَهِيَ بِنْتُ تِسْعٍ وَمَكَثَتْ عِنْدَهُ تِسْعًا .
وليس في ذلك ما يستغرب ، فإن كثيرا من النساء في الجزيرة العربية يبلغن في سن التاسعة ، ويصلحن للزواج حينئذ ، وكان هذا شائعا منتشرا في ذلك الزمن .
ثالثا :
أما ما ذكرت من الكذب والخداع والتهديد ، فهذا ينظر فيه إلى حال الشخص ؛ فإن كان يرجى من مثله أن يعالج بالصبر والحكمة ، إذا تاب من الأمور المكفّرة ، فاجتهدي معه في ذلك ، واستعيني عليه بالرفقة الصالحة .
وإن كان قد بدا لك أن ذلك طبع راسخ عنده ، وأن المكر والخيانة قد صار أمرا من سجيته ، وأنه غير جاد في جهاد نفسه على ذلك ، وعلاجها من شره : فمثل هذا لا يؤمن جانبه ، ولا يرجى من عشرته الخير ، ولو تاب من كفره ، ولو كان مسلما أصليا .
نسأل الله تعالى لنا ولك التوفيق والسداد .
والله أعلم .

هل انتفعت بهذه الإجابة؟

المصدر

الإسلام سؤال وجواب

at email

النشرة البريدية

اشترك في النشرة البريدية الخاصة بموقع الإسلام سؤال وجواب

phone

تطبيق الإسلام سؤال وجواب

لوصول أسرع للمحتوى وإمكانية التصفح بدون انترنت

download iosdownload android