تنزيل
0 / 0

هل ننصحه بالتزوج من زميلته في الدراسة مع وجود معوقات ؟

السؤال: 176902

أنا شاب في السادسة والعشرين ، من أصل باكستاني ، ولكني مقيم في ” بريطانيا ” حيث أدرس لنيل شهادة الدكتوراة في ” الهندسة الميكانيكية ” .
إني أحاول التمسك بديني قدر المستطاع ، وأحاول دعوة كل من حولي سواءً كانوا مسلمين أم غير مسلمين بمن في ذلك زملائي الذين في المعمل ، ومن ضمن هؤلاء الزملاء فتاة مسلمة تعرفت عليها منذ ثلاث سنوات وليست بذاك القدر من الالتزام ، ولا ألومها على ذلك ، فليست إلا مجرد نتاج لبيئة صاخبة يصعب معها التمسك بمبدأ أو خُلق ، إلا أني أؤمل أن اُحدث تغييراً .
ومن خلال دعوتي لها بالطرق الشرعية الصحيحة اتضح لي أنها كانت ملتزمة في الماضي ، وأن حياتها تغيرت عندما انتقلت وعاشت في مكان آخر فتأثرت بتلك البيئة والرفقاء الجدد ، وأن والدها أيضاً رجل غير ملتزم وأن والدتها توفيت عندما كانت صغيرة لذا فوالدها هو من تولى تربيتها ، وقد قالت إنها تسعى جاهدة للعودة إلى ما كانت عليه من تدين والتزام ، وقالت أيضا إنها هي من يعتني بأبيها الآن ، وإنها تحاول أن تأخذ بيده إلى المسار الصحيح .
وأتذكر أني سألتها في إحدى المرات ما إذا كانت تفكر بالزواج فقالت ” نعم ” ، ولكنها لم تجد الشخص المناسب حتى الآن ، ومن ضمن الشروط أن يكون من نفس خلفيتها الثقافية والمحلية .
هذا الأمر جعلني أفكر بالزواج بها رغم اختلال شرط الخلفية الثقافية والمحلية ، ولكني أحب فقط أن أكون سبباً في عونها ومساعدتها إلى العودة إلى التمسك بدينها .
في الحقيقة لم أتعرف عليها بعمق حتى يتسنى لي أخذ قرار صحيح ، فكل ما في الأمر أنها مجرد فكرة خطرت ببالي فأحببت استشارتكم ، ولم أظهر لها مطلقاً أني أسعى لأمر كهذا حتى وإن أقدمتُ عليه فلن يكون قبل أن أنتهي من دراستي .
بالنظر إلى حديث النبي صلى الله عليه وسلم ( تُنكح المرأة لأربع لمالها ونسبها وجمالها ودينها فاظفر بذات الدين تربت يداك ) إذا ما أتيتُ لإنزال هذه الصفات عليها وجدت نفسي غير قادر على معرفة ذلك بالتفصيل ، فالدين – كما أشرت سابقاً – ليس بتلك الصلابة ، ولكنه هو الأمر الذي دفعني للتفكير بالزواج بها أساساً ، حتى الجمال لا أستطيع البتّ فيه لأني أتجنب النظر إلى وجهها وأحاول غض بصري باستمرار ، إذن فكيف أتوصل إلى القرار الصحيح ؟ حتى والدتي لا أظن أنها ستتفاعل مع زواج كهذا ؛ فهي تريد فتاة ” باكستانية ” تشاطرنا لغتنا وعاداتنا وتقاليدنا … الخ ، فماذا لو تخطيت والدتي وخالفت رغبتها أتظنون أن الأمر من النُبل بحيث يبيح لي مثل ذلك ؟ فبماذا تشيرون عليَّ إجمالاً ؟ أرجو منكم النصح والتوجيه .

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وبعد.

الذي نراه أن هناك معوقات كثيرة أمامك حتى تقدم على الزواج من تلك الفتاة ، وأول
تلك المعوقات : عدم اقتناعك بصلاحيتها زوجةً لك ! وهذا واضح من تعابير ألفاظك وليس
شيئاً نستنتجه بصعوبة ، فهي – عندك – ليست متدينة بالقدر الكافي ، وليس بذات جمال
يلفت انتباهك إليها – وإن كنتَ تقول إنك لم تدقق النظر فيها – ، وثاني المعوقات :
رفض والدتك للزواج من خارج بيئتكم الأصلية ، وثالثها : أنك لن تتزوج الآن بل قد
يطول بك الأمر ، ولو حصل الزواج فيما بعد ، فقد يصعب عليك الرجوع بها إلى بلدك ،
إما رفضاً من أهلك أو رفضاً منها هي نفسها .

والذي يبدو لنا أنك مررت
بلحظة عاطفية مشوبة بشفقة على تلك الفتاة ، فخطر لك أنك قد تكون الزوج الذي يحفظ
لها دينها ويعيدها إلى سالف عهدها ، ولذا لم تكن جازماً برغبتك في الزواج منها ،
وقد ذكرت من المعوقات ما يجعل المشورة بالانصراف عن ذلك الزواج أقرب ، وربما كنت
تريد أن تسمع ذلك منا ، في حقيقة الأمر !!
والواقع أن هذا هو ما نميل إليه فعلا ـ الآن على الأقل ـ في ضوء ما شرحت لنا من
ملابسات ، لا سيما والتجارب المتكاثرة تشجع على اعتبار أمر وحدة البيئة والثقافة في
اختيار الزوجين ؛ فكلما كان الزوجان من بيئة ثقافية واحدة ، أو متقاربة على أقل
تقدير ، كان ذلك أدعى إلى نجاح الزواج واستمراره .
لكن إذا كنت تلمس منها صدقا في الاستقامة على أمر دينها ، وإقبالا على الطاعة ،
ورغبة فيها ، وأمكنك إقناع والدتك بقبولها ، وغلب على ظنك أن بإمكانكما تجاوز
الفروق الثقافية والبيئية بينكما : فلا مانع من التفكير الجدي في الزواج بها .
وانظر جواب السؤال رقم (
102799 ) .

ومع كل ما ذكرناه لك فلا
يفوتنا أن ننبهك إلى حرمة البقاء على علاقة بتلك الفتاة ؛ لأنها أجنبية عنك ، فلا
يحل لك محادثتها ولا مراسلتها ولا مقابلتها ، فإن تمَّ عقد الزواج الشرعي بينكما
بشروطه وأركانه حلَّ لك ذلك كله .
وقد بيَّنا حكم المراسلة والمحادثة بين الجنسين في فتاوى متعددة ، فانظر جوابي
السؤالين ( 78375
) و ( 34841 )
.
والله أعلم

المصدر

الإسلام سؤال وجواب

هل انتفعت بهذه الإجابة؟

at email

النشرة البريدية

اشترك في النشرة البريدية الخاصة بموقع الإسلام سؤال وجواب

phone

تطبيق الإسلام سؤال وجواب

لوصول أسرع للمحتوى وإمكانية التصفح بدون انترنت

download iosdownload android