0 / 0

هل يحلق لحيته لأنها تسبِّب حساسية لبشرة زوجته ؟

السؤال: 177699

أنا متزوج وزوجتي صاحبة بشرة حساسة جدّاً ، كلما اقتربتُ منها في منطقة الوجه ظهر لها حبيبات بسبب لحيتي ، وهذا يسبِّب لها ألماً شديداً ، فماذا أفعل في لحيتي ؟ .

الجواب

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وبعد.

فإن الأحاديث قد تضافرت على وجوب إعفاء اللحية والتحذير من مشابهة المجوس في حلقها أو تخفيفها ، ومن هذه الأحاديث : ( خَالِفُوا الْمُشْرِكِينَ وَفِّرُوا اللِّحَى ) رواه البخاري ( 5553 ) وقال ( جُزُّوا الشَّوَارِبَ وَأَرْخُوا اللِّحَى خَالِفُوا الْمَجُوسَ ) رواه مسلم ( 260 ) .
وقد ذكر شيخ الإسلام ابن تيمية – رحمه الله – في ” اقتضاء الصراط المستقيم ” أن مشابهة الكفار في الظاهر سبب لمشابهتهم في الأخلاق والأفعال الممنوعة بل وفي نفس الاعتقادات ، فقال : ” المشابهة في الظاهر تورث نوع مودة ومحبة وموالاة في الباطن ، كما أن المحبة في الباطن تورث المشابهة في الظاهر ، وهذا أمر يشهد به الحس والتجربة ” .
انتهى من ” اقتضاء الصراط ” ( ص 221 ) .
وكان النبي صلى الله عليه وسلم قد تزوج بنساء كثيرات وهو كث اللحية ، فقد قال جابر رضي الله عنه في صفة النبي صلى الله عليه وسلم ( وَكَانَ كَثِيرَ شَعْرِ اللِّحْيَةِ ) رواه مسلم ( 2344 ) ، وفي حديث النسائي ( 5232 ) – وصححه الألباني – بلفظ ( كثَّ اللحية ) ، وكان الأمر هكذا مع الصحابة والتابعين ومن بعدهم بل وحتى غير المسلمين ممن يعفون لحاهم .
وفي حلق اللحية منكرات عدة ، منها : أنها تغيير لخلق الله ، ومنها : التشبه بالكفار ، والنبي صلى الله عليه وسلم يقول ( مَنْ تَشَبَّهَ بِقَوْمٍ فَهُوَ مِنْهُمْ ) رواه أبو داود ( 4031 ) بإسناد جيد ، ومنها : التشبه بالنساء وفي الحديث ( لَعَنَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْمُتَشَبِّهِينَ مِنْ الرِّجَالِ بِالنِّسَاءِ ) رواه البخاري ( 5546 ) .
وانظر جواب السؤال رقم (110462 ) و ( 1189 ) ( 100909 )
والأصل في الأمر الوجوب ، وقد يرخص في تخفيفها أو حلقها لعذر شرعي يتعلق بصاحبها نفسه كظهور حبوب في الوجه لا تعالج إلا بتخفيف لحيته أو حلقها ، أو من أجل إجراء عملية في الوجه ، لكن لا يفتى بحلقها من أجل عذر قائم بغيره .

فإذا قدر أن هناك حالة خاصة ، كالتي تذكر عن زوجتك ، فإن مفاداة التأذي عند معاشرة الزوجة ممكنة ، كأن يضع أحدكما ، أو كلاكما على وجهه شيئا من العوازل الطبية ، كمرطبات الوجه والزيت ، عند المباشرة ، من أجل توقي ذلك .

وعلى الزوجة أن تعالج نفسها من مرضها ذاك ؛ إذ لا يمكن من أجل إرضاء الزوجة الوقوع فيما حرم الله من حلق اللحية .
ثم إن ذهاب المرض من الزوجة بحلق الزوج لحيته مظنون ؛ فقد يحلق لحيته وتبقى الحساسية من مماسة الجلد للجلد .

فالذي ينبغي عليكم العمل على ذهاب هذه الحساسية من الزوجة ، وليس العمل على ذهاب اللحية ، وبقاء الحساسية .
وينظر جواب السؤال رقم (12740 ) .

والله أعلم

هل انتفعت بهذه الإجابة؟

المصدر

موقع الإسلام سؤال وجواب

at email

النشرة البريدية

اشترك في النشرة البريدية الخاصة بموقع الإسلام سؤال وجواب

phone

تطبيق الإسلام سؤال وجواب

لوصول أسرع للمحتوى وإمكانية التصفح بدون انترنت

download iosdownload android