0 / 0

دعاء المرأة ألا يتم زواج زوجها عليها لإخلاله بشروط العقد

السؤال: 177847

زوجي متسلط جدا ، يظلمني في كثير من الأحيان ، وأواجهه بالصبر والبكاء ، والدعاء له بالهداية ، وأن ينصرني الله عليه .
قبل زواجنا أخبرني أنه سيتزوج من ثانية ؛ قلت له : إن هذا من شرع الله ، ومن حقك ، لكن بشرط أن تعدل بيننا ، كما اتفقنا أنه لكل واحدة منا مسكن مستقل ، فوافق ، وسكتنا .
والآن ، وبعد مرور سنتين من زواجنا ، قرر أن يحضر المرأة التي سيتزوجها للعيش معي في منزل واحد ، مع اشتراكنا في كل شيء في المنزل والمطبخ ، وكل شيء . وأنا أرفض بشدة ، وأذكره باتفاقنا قبل الزواج ، لكنه لا يأبه لذلك الاتفاق ، ومصر على إحضار المرأة ، بل ويهددني بالطلاق ، ويهجرني في الفراش ، ويعاملني معاملة سيئة جدا ، لا أعرف كيف أصفها ، مع العلم أني عشت مع والدته في بداية زواجي ، وأنا الآن أعيش مع ابنيه من طليقته ، أعاملهم كأبنائي ، لم أرزق بأولاد حتى الآن ؛ فقد حرمني من الإنجاب في السنة الأولى من الزواج ، بقصد : هل أصلح كزوجة أم لا ؟! ويرفض أخذي للمعالجة بقصد الحمل .

أنا الآن أدعو في كل مرة ألا يوفقه الله لهذا الزواج ، إذا كان سيحضرها للعيش معي ، وفي كل مرة لا يوفق ؛ فما حكم دعائي هذا عليه ؟ وما حكم رفضه لأخذي للطبيب قصد العلاج ؛ لأن له أطفالا من غيري ، وأنا ليس لي أطفال ؟

الجواب

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وبعد.

أولاً :
الأصل في المعاشرة بين الزوجين أن تكون بالمعروف والبر ؛ لقول الله تعالى : ( وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ فَإِنْ كَرِهْتُمُوهُنَّ فَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَيَجْعَلَ اللَّهُ فِيهِ خَيْرًا كَثِيرًا) النساء/19 ، وقوله سبحانه ( وَلَهُنَّ مِثْلُ الَّذِي عَلَيْهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ وَلِلرِّجَالِ عَلَيْهِنَّ دَرَجَةٌ ) البقرة/228 .
وما يفعله زوجك من الظلم لك وسوء المعاملة أمر مخالف لتعاليم الشرع ، ويجب عليه الإقلاع عنه وإلا تعرض لعقاب الله وعذابه .
وجزاك الله خيرًا بما صبرت وأحسنت لزوجك وأهله ، فإن هذا يدل على حسن دينك وخلقك نسأل الله لك الثبات والسداد .
ثانيًا :
من حق الزوجة على زوجها أن يكسنها في مسكن خاص بها ، لا يشركها فيه أحد من أهله ، أو زوجة أخرى ، أو أبناؤه من زوجة أخرى ، إن كان له ، لما عليها في ذلك من الأذى والمضرة ، ومخالفة العشرة بالمعروف .
وينظر جواب السؤال رقم (81933) ورقم (7653) .
فإذا كانت الزوجة قد اشترطت عليه ذلك ، فقد زاده الشرط تأكيدا ، وتأكد وجوب الوفاء عليه بما شرط لها ؛ فقد ثبت عن رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أنه قَالَ : ( أَحَقُّ الشُّرُوطِ أَنْ تُوفُوا بِهِ مَا اسْتَحْلَلْتُمْ بِهِ الْفُرُوجَ ) .
أخرجه البخاري (2721) ، ومسلم (1418) .
ثالثًا :
إذا كنت قد قيدت دعائك بما ذكرت من إحضارها للعيش معك ، فلا حرج عليك في ذلك ؛ لأنه ظالم لك بعزمه على ذلك ، وليس فيما ذكرت من الدعاء إثم ولا قطيعة رحم .
ولمزيد من التفصيل يمكنكم مراجعة السؤال رقم (165543) .
رابعًا :
المختار من أقوال أهل العلم أن علاج الزوجة واجب على زوجها ؛ لأنه من العشرة بالمعروف التي أمر الله عز وجل بها في قوله : ( وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ ) النساء/19 .
ولمزيد من التفصيل يمكنكم مراجعة السؤال رقم (83815) .
فإن كان باستطاعة زوجك أن يتولى أمر علاجك فالواجب عليه ألا يقصر في ذلك ، ولا يجوز له أن يحرمك من حقك في الولد ، وقد جاء الشرع بالحض على التناسل والتكاثر ، والحث على إنجاب الذرية الصالحة ، وجعل ذلك من أعظم مقاصد الزواج .
وأخيرًا فإننا ندعو الله أن يصلح لك زوجك وأن يهديه إلى الحق ، وأن يرزقه التقوى في القول والعمل ، وأن يجنبه الظلم وخلف العهد وسوء الخلق ، وندعو الله أن يرزقك الصبر والثبات ، وأن يفرج عنك كربك ، وأن يهيئ لك من أمرك رشدًا .
والله أعلم .

هل انتفعت بهذه الإجابة؟

المصدر

موقع الإسلام سؤال وجواب

at email

النشرة البريدية

اشترك في النشرة البريدية الخاصة بموقع الإسلام سؤال وجواب

phone

تطبيق الإسلام سؤال وجواب

لوصول أسرع للمحتوى وإمكانية التصفح بدون انترنت

download iosdownload android