0 / 0

نشر صور المردان والنظر إليها

السؤال: 178152

لو كان هناك شخص أمرد جميل الصورة والهيئة ، يضع صُوره في الفيسبوك ، فهل نمنعه منها ونقول له : إنك سوف تفتن الناس ، فلا ينبغي أن تنشر صورك ، ويجب عليك مسح صورك؟ أم نقول له : يستحسن ويستحب لك أن تمسحها لئلا يفتتن بك الناس ؟ بمعنى آخر: هل يأخذ مَن هذه حاله وخشينا أن يفتن الناس بجماله ، أنه يجب عليه مسح صوره أم يسن أم ماذا ؟

الجواب

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وبعد.

أولاً :
إن الله تعالى أمر الناس بغض البصر عن المحرمات ، وعما يغلب على الظن أنه يثير الفتنة والشهوة ، ويخشى أن يوقع في المحرمات .
قال الله تعالى : ( قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ . وَقُلْ لِلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ ) النور/30-31.
قال السعدي في تفسيره ” تيسير الكريم الرحمن ” ص 515 :
” أي أرشد المؤمنين وقل لهم ، الذين معهم إيمان يمنعهم من وقوع ما يخل بالإيمان : يغضوا من أبصارهم عن النظر إلى العورات ، وإلى النساء الأجنبيات ، وإلى المُردان الذين يخاف بالنظر إليهم الفتنة ” انتهى .
وقال القرطبي في تفسيره الجامع لأحكام القرآن (12/223) :
” البصر هو الباب الأكبر إلى القلب ، وأعمر طرق الحواس إليه ، وبحسب ذلك كثر السقوط من جهته ، ووجب التحذير منه ، وغضه واجب عن جميع المحرمات ، وكلِّ ما يخشى الفتنة من أجله ” انتهى .
ثانيًا : لا يجوز النظر إلى الأمرد المليح باتفاق العلماء إذا كان النظر بشهوة ؛ أو على وجه يخشى منه وقوع الفتنة ، أما النظر بغير شهوة وعند أمن الفتنة فلا بأس به .
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في ” الفتاوى الكبرى” (3/202) :
” الصبي الأمرد المليح بمنزلة المرأة الأجنبية في كثير من الأمور ، .. ولا يجوز النظر إليه على هذا الوجه [ يعني بشهوة ] باتفاق للناس ، بل يحرم عند جمهورهم النظر إليه عند خوف ذلك ” انتهى .
وقال برهان الدين إبراهيم بن مفلح الحنبلي في المبدع (7/11) : ” ولا يجوز النظر إلى أحد ممن ذكرنا [ منهم الأمرد ] لشهوة ، لما فيه من الفتنة ، ومعنى الشهوة : أن يتلذذ بالنظر إليه ، ومن استحله كفر إجماعًا ، اختاره الشيخ تقي الدين ، وحرّم ابن عقيل ـ وهو ظاهر كلام غيره ـ النظر مع شهوة تخنيث وسحاق ، ودابة يشتهيها ، ولا يعف عنه ” انتهى بتصرف .
وقال ابن الجوزي : ” كان السلف يقولون في الأمرد : هو أشد فتنة من العذارى ، فإطلاق البصر من أعظم الفتن ” انتهى من كشاف القناع (5/37) .
وقال ابن عابدين في حاشيته ( 1/ 407 ) : ” ويحرمُ النظر إلى وجهها ، ووجه الأمرد إذا شك في الشهوة ، أما بدونها فيباح ولو جميلاً ، كما اعتمده الكمال ، قال : فمحلُّ النظر منوط بعدم خشية الشهوة ، مع عدم العورة ” انتهى .

ثالثًا : إن كان الواقع كما ذكر من خشية الفتنة بصورة مثل هذا ، فإنه يحرم نشر مثل هذه الصور ، سدًا لذرائع الفتنة والفساد .
ولمزيد من التفصيل يمكن مراجعة جواب السؤال رقم (110729) ورقم (134595) .
والله أعلم .

هل انتفعت بهذه الإجابة؟

المصدر

موقع الإسلام سؤال وجواب

at email

النشرة البريدية

اشترك في النشرة البريدية الخاصة بموقع الإسلام سؤال وجواب

phone

تطبيق الإسلام سؤال وجواب

لوصول أسرع للمحتوى وإمكانية التصفح بدون انترنت

download iosdownload android