تنزيل
0 / 0

ماذا يصنع مع زوجته غير المتحجبة ولا يعجبها استقامته على الطاعة ؟

السؤال: 178162

هل عليَّ إثم إذا لم تطعني زوجتي في الأمور الآتية ؟ ، وكيف أتصرف معها ؟ اجتهدت في حرصي على ديني في السنتين الأخيرتين وفي اتباعي للسنة النبوية ، أقول اجتهاداً لأن في مجتمعي لا تعتبر هذه الأمور واجبة ، حيث تركت سماع الموسيقى ، والذهاب إلى الحفلات والأعراس التي فيها اختلاط ورقص ، والذهاب إلى البحر الذي فيه اختلاط ، وإذا ذهبت مضطراً أستر عورتي كما ينبغي ؛ لأن الناس في هذا الزمن يرتدون لباساً قصيراً جدّاً ، وأغض بصري ، لا أسبل الثياب ، لا ألامس النساء عند السلام ، غير أن هذا الاجتهاد ليس بذوق زوجتي ، بل تعتبره تفاهات وتضييعاً لفرص التمتع بالحياة ، وتقول : إنني تغيرت كثيراً ، وتخاف على نفسها أن تختنق إذا طبقت الدين كما ينبغي ، مع العلم أنني أنصحها وأريها الآيات والأحاديث التي تنهى عما تفعله وترفض العمل بها . يجب أن أوضح أن زوجتي تصلي ، وتصوم ، وذات خلق حسن ، وغير محتجبة .

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وبعد.

أولاً:
نسأل الله أن يعينك على الاستقامة على دينه , وأن يوفق زوجتك للتوبة إلى الله من تقصيرها وعدم لبسها للحجاب .
ثانياً:
أوجب الله تعالى على النساء البالغات لبس الحجاب ، وهو محل اتفاق بين العلماء ، ولم يقع بينهم اختلاف في وجوب تغطية المرأة البالغة رأسها وإنما وقع الخلاف في تغطية الوجه والكفين ، والصواب من القولين وجوب تغطيتهما ، والذي فهمناه من قولك : إن امرأتك ليست محتجبة ، أنها مخالفة لما اتفق عليه من الحجاب المعروف لدى المسلمات ، الذي يغطي الرأس والجسد كله ، وليست القضية قضية غطاء الوجه المختلف فيه ، ونص القرآن صريح في وجوب الحجاب ، قال تعالى : ( يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُل لِّأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاء الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِن جَلَابِيبِهِنَّ ذَلِكَ أَدْنَى أَن يُعْرَفْنَ فَلَا يُؤْذَيْنَ وَكَانَ اللَّهُ غَفُوراً رَّحِيماً ) الأحزاب/ 59 ، والواجب عليك أمرَها بما هو واجب عليها بنص الشرع ، وقد جعل الله تعالى لك القوامة فقال تعالى : ( الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاء بِمَا فَضَّلَ اللّهُ بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ وَبِمَا أَنفَقُواْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ ) النساء/ 34 .
وجعلك – تعالى – مسئولاً عن رعيتك – ومنهم زوجتك – فقال النبي صلى الله عليه وسلم : ( كُلُّكُمْ رَاعٍ ومَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ وَالرَّجُلُ رَاعٍ عَلَى أَهْلِ بَيْتِهِ وَهْوَ مَسْئُولٌ عَنْهُمْ ) رواه البخاري ( 2278 ) ومسلم ( 1829 ) .
ثالثاً:
نرى – مع وجوب إلزامها بالحجاب – أن تصبر عليها وتتمهل قبل فراقها ، وخير ما تفعله أن تسلك الطريق الذي خطَّه لك الشرع في حال حصول النشوز من الزوجة ، وهو أن تعظها وتذكرها بما أوجب الله تعالى وتحذرها بما نهاها عنه الله تعالى ، ولا يشترط أن يكون الوعظ منك بل يمكنك أن تجعل إحدى النساء الموثوقات في دينهن تقوم بذلك الوعظ والتذكير ، فإن لم تستجب فانتقل معها إلى الخطوة الثانية وهي هجرها في الفراش ، فإن لم يُجد ذلك فاضربها ضرباً يسيراُ غير مبرح ، قال تعالى : ( فَالصَّالِحَاتُ قَانِتَاتٌ حَافِظَاتٌ لِّلْغَيْبِ بِمَا حَفِظَ اللّهُ وَاللاَّتِي تَخَافُونَ نُشُوزَهُنَّ فَعِظُوهُنَّ وَاهْجُرُوهُنَّ فِي الْمَضَاجِعِ وَاضْرِبُوهُنَّ فَإِنْ أَطَعْنَكُمْ فَلاَ تَبْغُواْ عَلَيْهِنَّ سَبِيلاً إِنَّ اللّهَ كَانَ عَلِيّاً كَبِيراً ) النساء/ 34 .
ومع هذا الصبر الذي نوصيك به فإنه لا ينبغي لك التساهل بالسماح لزوجتك بالخروج أو ملاقاة الرجال الأجانب وهي غير متحجبة ، واستعمل الحكمة معها بما تراه مناسباً من لين أو شدة لتحقيق ذلك .
ومع توجيهك لها بما هو في صالحها من الاستقامة على طاعة لها يتعيَّن عليك – كذلك – الترفق بها لتعلمها بأن ما تفعله أنت من الالتزام بشرع الله تعالى هو الواجب على كل مسلم وأنه لا يسع أحدا مخالفتُه ، وأن دورها – في الأصل – يجب أن يكون في تشجيعك على الاستمرار بالطاعة والازدياد منها ، وأن هذا الالتزام لا يعدُّ تشدداً بل هو استقامة على الطريق ولا يخلو من تقصير – كما ذكرتَه أنت عن نفسك – فكيف لها أن تقف في وجهك لتصدك عن الخير ؟! .

ونعتقد أن ما شهدت لها به ، من حسن الخلق ، والصلاة ، هي بدايات طيبة لطريقك إلى علاجها ؛ فإن الخلق الحسن : نعم ، قلما تتحصل لأحد ، إلا لذي معدن طيب . والصلاة ، كما قال الله تعالى : تنهى عن الفحشاء والمنكر ؛ فاربط ذلك كله بصلاتها ، وحسن خلقها ، فباب العبودية لله عز وجل واحد .

وانظر جوابي السؤالين ( 121467 ) و ( 102799 ) .

والله أعلم

المصدر

موقع الإسلام سؤال وجواب

هل انتفعت بهذه الإجابة؟

at email

النشرة البريدية

اشترك في النشرة البريدية الخاصة بموقع الإسلام سؤال وجواب

phone

تطبيق الإسلام سؤال وجواب

لوصول أسرع للمحتوى وإمكانية التصفح بدون انترنت

download iosdownload android