تنزيل
0 / 0
3478727/05/2012

كيف يوفِّق بين دراسته وعمله وبين طلبه للعلم الشرعي ؟

السؤال: 178489

أنا طالب بكلية تجارة كيف أجمع بين طلب العلم الشرعى والكلية التي أنا فيها ؟ وهل عليَّ أن أترك الكلية التي أنا بها كي أطلب العلم الشرعي ؟ وما هي الكتب التي أبدأ بها ؟
مع العلم أن الوقت لديَّ ضيق ؛ لأني أعمل في ” محل سوبر ماركت ” لكي وأوفر مصاريف الكلية ومدة العمل 12 ساعة .

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وبعد.

إن شرف العلم وفضله وفضل أهله مقرر في الفطر والنفوس ، وأعظم ذلك وأجله : العلم
بالله جل جلاله ودينه وما شرعه لعباده .
قال تعالى ( قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا
يَعْلَمُونَ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُولُو الْأَلْبَابِ ) الزمر/ 9 ويكفي طالب العلم
فخراً حديث النبي صلى الله عليه وسلم ( مَنْ سَلَكَ طَرِيقًا يَلْتَمِسُ فِيهِ
عِلْمًا سَهَّلَ اللَّهُ لَهُ بِهِ طَرِيقًا إِلَى الْجَنَّةِ ) رواه مسلم ( 2699 )
من حديث أبي هريرة .
وإن الآيات والأحاديث في فضل العلم كثيرة .
وأنت – إن شاء الله – صاحب همة عالية ، ونفس تواقة ، والكلام معك في أمور عدة :
أ. كيف تجمع بين طلب العلم الشرعي والدراسة في الكلية ؟ .
1. يكون ذلك بتقسيم الوقت ، وإعطاء كل ذي حق حقه ، فإذا كانت الكلية تأخذ ثلث وقتك
فاجعل ساعتين أو ثلاثة لطلب العلم ، والوقت المتبقي تجعله لعملك .
2. ناسب بين نوع العلم الذي تأخذه من الجامعة وبين علوم الشرع ، فأنت تدرس التجارة
وهذه التجارة تفتقر إلى أحكام شرعية كثيرة ، من معاملات وبيوع ، فهذا يعينك على
الجمع بين الأمرين ، أو في خدمة الاقتصاد الإسلامي أو معاملات المصارف الإسلامية ،
فهذا باب عظيم لخدمة الدين .
3. تحصيل التوفيق والبركة بسؤال الله ذلك ، فكم من متفرغ ولا يجد وقتا لطلب العلم
لقلة التوفيق والحرمان ، وكم من مشغول بأعباء الدنيا والكسب الحلال ، وهو يجد وقتاً
وبركة في يومه وليلته ، ومما يجلب التوفيق والبركة : البعد عن المعاصي والإكثار من
الطاعات .
4. قد يكون الجمع بين الأمرين بتأخير طلب العلم الشرعي إلى حين انتهائك من الدراسة
في الكلية إذا كانت الكلية تستنزف وقتك والعمل يجهدك كثيراً ؛ فإن غالب الدراسات
تنتهي إلى أجل معين ، أما طلب العلم الشرعي فإنه من المهد إلى اللحد ، على أننا
نقول لك : ما لا يدرك كله ، لا يترك كله ، لكن سدد وقارب ، واتق الله ما استطعت ،
فإن لم يتيسر لك ساعات لطلب العلم ، فساعة ، وإن لم تتيسر ساعة ، فبعض ساعة ،
وبالإمكان أن تنتفع بكثير من الأوقات في عملك ، عن طريق استماع المحاضرات العلمية
وأنت تعمل ، حتى ولو لم تركز فيها بدرجة كافية ، فسوف تحصل قدرا لا بأس به ،
وبإمكانك أن تعيد سماعها مرات ومرات حتى تستوعبها . وبإمكانك أن تستمع إلى محفوظك
من القرآن أو الحديث ، وهكذا ؛ فنحن نعتقد أن جزءا كبيرا من وقت عملك ، يمكن أن
تنتفع به في العلم الشرعي ، من غير إخلال بما تقوم به .
ب. لا تترك الكلية لأجل طلب العلم الشرعي ؛ فإن النفس تقوى على الدراسة الإلزامية
التي في الكلية ، وتضعف عن الدراسة التطوعية وهي طلب العلم الشرعي ، فنخشى عليك أن
تفتر فتندم على تركك الكلية ، ويضاف إلى ذلك أن دراستك في الكلية سبب من أسباب
الرزق ، وأنت تعلم حاجة الإنسان اليوم إلى عمل ينفق على نفسه فيه ، وإذا تيسر لك
المال في المستقبل العاجل – بإذن الله – قوِيت نفسك على طلب العلم الشرعي .
ج. كيف تطلب العلم وما هي الكتب المناسبة لك مع ضيق وقتك ؟ .
1. طلب العلم يعتمد على الإخلاص ، والعمل بالعلم ، فيجب أن تستحضر هذه الأمور حتى
يكتب الله لك التوفيق .
2. تلقي العلم عن العلماء أو طلبة علم أقوياء إذا استطعت إلى ذلك سبيلاً ؛ فإن أهل
العلم يختصرون لك الطريق ، ويوجهونك عند انحرافك عن الجادة ، وقد قال النبي صلى
الله عليه وسلم عنهم ( العُلَمَاءُ وَرَثَةُ الأَنْبِيَاءِ ) رواه أبو داود
والترمذي . وحسَّنه الألباني في ” صحيح الترغيب ” ( 1 / 17 ) .
3. الجد والاجتهاد ؛ فإن هذا العلم ثقيل ولا يعطيك بعضَه حتى تعطيه كلَّك ، فافهم
الفهم الحسن واحفظ الفوائد والمتون التي تقع بين يديك .
4. صحبة طلاب العلم والحريصين عليه ؛ فإن هذه الصحبة تفيدك في المذاكرة والمدارسة
وتشد على يدك .
د. ما الكتب التي يدرسها طالب العلم ؟ .
كما أسلفنا سابقاً فإن من المستحسن أن تجلس بين يدي شيخ يوجهك إلى الكتب التي
تناسبك لكن نرشد إلى بعض الكتب المهمة في التحصيل .
1. أفضل العلوم : علم التوحيد والعقيدة :
ففي التوحيد : كتاب ” الأصول الثلاثة ” ثم ” كشف الشبهات ” ثم ” كتاب التوحيد ”
وكلها للإمام محمد بن عبد الوهاب .
وفي أبواب العقيدة الأخرى: ” العقيدة الواسطية ” ، ثم ” الطحاوية ” ، وكتب شيخ
الإسلام ابن تيمية وتلميذه ابن القيم فإنها مليئة بهذين العِلمين : العقيدة
والتوحيد .
2. ومن العلوم التي لا يستغني عنها طالب العلم : اللغة بفنونها من نحو وصرف وبلاغة
.
ففي النحو : ” متن الآجرومية ” وشرحها ” التحفة السنيَّة ” ، ثم ” قطر الندى ” لا
بن هشام ، ثم ” الألفية ” لابن مالك و” شرح ابن عقيل ” لها .
وفي الصرف : ” متن البناء ” للإمام الزنجاني ، و” لامية الأفعال ” لابن مالك ، و ”
شذا العرف في فن الصرف ” ، وهذا علم لا بد فيه من التلقي .
وفي البلاغة : ” دروس البلاغة العربية ” ألَّف هذه الرسالة مجموعة من علماء مصر ،
وقد شرحها الشيخ محمد بن صالح العثيمين ، و” البلاغة الواضحة ” لعلي الجارم ومصطفى
أمين .
3. وفي الفقه فإن من المفضل أن تأخذ مذهبا من المذاهب الفقهية تنطلق منها إلى سائر
المذاهب الفقهية :
فعند الحنابلة كتاب ” أخصر المختصرات ” للإمام محمد بن بدر الدين بن بلبان ، ثم ”
عمدة الفقه ” لابن قدامة وشروحها كثيرة ، ثم ” زاد المستقنع ” وشرحه ” الروض
المُربِع ” ، ثم الانتقال إلى ” المغني ” في الفقه لابن قدامة .
أو الدراسة على كتب الشافعية :
فتبدأ بـ ” متن أبي شجاع ” وشرحه لابن القاسم الغزي ، ثم ” عمدة السالك وعدة الناسك
” أو ” الفقه المنهجي ” تأليف عدد من علماء الشام ، ثم ” منهاج الطالبين ” للإمام
النووي ثم شروحه مع الانتباه إلى المسائل العقدية التي فيها مخالفة لعقيدة السلف ،
ثم ” المجموع ” للنووي كذلك .
4. وفي فقه الحديث :
” متن الأربعين النووية ” وشروحها كثيرة ، و ” عمدة الأحكام ” حفظا وفقها ، ثم ”
بلوغ المرام ” ، ثم ” صحيح الإمام مسلم ” و ” شرحه ” للإمام النووي ، ثم ” صحيح
البخاري ” وشرحه ” فتح الباري ” للإمام الحافظ ابن حجر .
5. وفي علم مصطلح الحديث :
” متن البيقونية ” ، أو “تيسير مصطلح الحديث” ، ثم ” نخبة الفِكَر ” و ” شرحها ”
للإمام ابن حجر ، ثم ” مقدمة ابن الصلاح ” ، وبعدها تصبح لديك معرفة بانتقاء الكتب
المناسبة .
6. وفي التفسير : تفسير الإمام السعدي ” تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام
المنَّان ” ، ثم ” مختصر تفسير ابن كثير” للشيخ نسيب الرفاعي ، ثم ” تفسير ابن كثير
” نفسه ، ثم ” تفسير الطبري ” ، ولا غنى لك عن التفاسير الأخرى التي تبحث في
البلاغة واللغة .
أيضا لا بد من القراءة في كتب الأدب كـ ” العِقد الفريد ” لابن عبد ربه ، و ”
البيان والتبيين ” للجاحظ ، وغيرها .
7. وفي التاريخ : ” تاريخ الخلفاء الراشدين ” للسيوطي ، و ” البداية والنهاية ”
لابن كثير ، و ” تاريخ الإسلام ” لمحمود شاكر .
وهذه المنهجية تقريبية ليست إلزامية ؛ فقد يناسبك غير ما ذكر ، لكن يجب مراعاة
التدرج في الطلب .
هـ. كيف تجمع بين ضيق الوقت وطلب العلم ؟ .
إن عملك يستغرق منك 12 ساعة وهذا مرهق لجسدك إن بذلت مجهوداً كبيراً في طلب العلم ،
فعليك – أخي – بالرفق بنفسك ، وطلب العلم شيئاً فشيئاً ، وكما ذكرنا لك : أن تحاول
استثمار ما يمكنك من وقت العمل في السماع ، أو قراءة ورد القرآن ، أو نحو ذلك ، بما
لا يخل بالعمل الذي تعمله واؤتمنت عليه .

وانظر – لمزيد فائدة وتفصيل
لما سبق إجماله – أجوبة الأسئلة (161081
) و ( 20191
) و ( 160836
) و ( 153227
) و ( 138389
) .

والله الموفق

المصدر

موقع الإسلام سؤال وجواب

هل انتفعت بهذه الإجابة؟

at email

النشرة البريدية

اشترك في النشرة البريدية الخاصة بموقع الإسلام سؤال وجواب

phone

تطبيق الإسلام سؤال وجواب

لوصول أسرع للمحتوى وإمكانية التصفح بدون انترنت

download iosdownload android