0 / 0
31,86114/05/2012

ما صحة حديث : ما من ساعة من ليل ولا نهار إلا والسماء تمطر فيها ؟

السؤال: 178709

ما صحة الحديث ( ما من ساعة من ليل ولا نهار إلا تمطر السماء فيها ، يصرفه الله حيث يشاء )،والحديث الآخر : (ما من عام أمطر من عام ) ؟

الجواب

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وبعد.

أولا :
الحديث الأول رواه الإمام الشافعي في ” مسنده “(365) – ومن طريقه البيهقي في “المعرفة” (2104) – قال الشافعي : ” أخبرنا من لا أتهم حدثني عمرو بن أبي عمرو عن المطلب بن حنطب : أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : (مَا مِنْ سَاعَةٍ مِنْ لَيْلٍ وَلَا نَهَارٍ إِلَّا وَالسَّمَاءُ تُمْطِرُ فِيهَا، يُصَرِّفُهُ اللَّهُ حَيْثُ يَشَاءُ) .
وهذا إسناد ضعيف ، المطلب هو ابن عبد الله بن المطلب بن حنطب تابعي ، وهو صدوق كثير التدليس والإرسال ، كما في “التقريب” (ص534) .
وشيخ الشافعي لم يسم فهو مجهول .
والحديث أورده الشيخ الألباني رحمه الله في “سلسلة الأحاديث الضعيفة” (4494) من هذه الطريق ، وقال :
” وهذا إسناد ضعيف ؛ فإنه مع إرساله ، فيه شيخ الشافعي الذي لم يسم ، ولا يبعد أن يكون إبراهيم بن أبي يحيى الأسلمي المدني ، وهو متهم عند غير الإمام الشافعي ” انتهى .

ويؤيد كون الراوي المجهول هو ابن أبي يحيى ، قول الربيع بن سليمان : ” كان الشافعي إذا قال : حدثنا من لا أتهم – يريد به إبراهيم ابن أبى يحيى ” .
“ميزان الاعتدال”(1 /58) ، وانظر “تعجيل المنفعة” (2/627) ،”الكامل” لابن عدي (1/220) .

وعليه : فالإسناد واه ؛ لأن ابن أبي يحيى متهم بالوضع ، قال النسائي : ” الكذابون المعروفون بوضع الحديث أربعة : إبراهيم بن أبي يحيى بالمدينة ، والواقدي ببغداد ، ومقاتل بخراسان ، ومحمد بن سعيد بالشام ” .
انتهي من “تهذيب التهذيب” (9 /163) .

ثانيا :
الحديث الثاني رواه البيهقي في “سننه” (6717) والحاكم في “مستدركه” (3520) ، والطبري في ” تفسيره ” (19/280) ، وابن أبي حاتم في “تفسيره” (15247) من طريق الْحَسَنِ بْنِ مُسْلِمٍ عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضِي الله عَنْهُمَا قَالَ : مَا مِنْ عَامٍ بِأَقَلَّ مَطَرًا مِنْ عَامٍ ، وَلَكِنَّ اللَّهَ تَعَالَى يُصَرِّفُهُ حَيْثُ يَشَاءُ ، ثُمَّ تَلاَ هَذِهِ الآيَةَ ( وَلَقَدْ صَرَّفْنَاهُ بَيْنَهُمْ لِيَذَّكَّرُوا فَأَبَى أَكْثَرُ النَّاسِ إِلاَّ كُفُورًا ) .
قال الحاكم : ” صحيح على شرط الشيخين ” ووافقه الذهبي .

ورواه الطبري (17/84) ، والبيهقي (6716) من طريقين عن عَبْدُ اللَّهِ ابْن مَسْعُودٍ رضِي الله عَنْه قَالَ : ” مَا عَامٌ بِأَكْثَرَ مَطَرًا مِنْ عَامٍ ، وَلَكِنَّ اللَّهَ يُحَوِّلُهُ كَيْفَ يَشَاءُ ” .
وقد رواه البيهقي (6725) عن ابن مسعود مرفوعا ، ثم قال : ” كَذَا رُوِىَ مَرْفُوعًا بِهَذَا الإِسْنَادِ وَالصَّحِيحُ مَوْقُوفٌ ” .
وجزم ابن كثير رحمه الله في “تفسيره” (6/116) بنسبته إلى ابن مسعود وابن عباس رضي الله عنهما .
ورواه الطبري (17/84) عن الحكم بن عتيبة من قوله .
والحديث ذكره الشيخ الألباني في “الصحيحة” (2461) عن ابن عباس من قوله وصححه على شرط الشيخين ، وذكره عن ابن مسعود أيضا ثم قال : ” فيظهر مما تقدم أن الحديث وإن كان موقوفا ، فهو في حكم المرفوع لأنه لا يقال من قبل الرأي والاجتهاد ، ولأنه روي مرفوعا ” انتهى.

والخلاصة :
أن الحديث صحيح عن ابن مسعود وابن عباس من قولهما ، أما مرفوعا فلا يصح ، وهل له حكم الرفع ؟ هذا محل اجتهاد ، والذي يظهر – والله أعلم – أن لا ينسب إلى النبي صلى الله عليه وسلم ، لأنه لم يثبت عنه ، ولكن ينسب إلى من ثبت عنه ، ويقتصر على ذلك .

والله تعالى أعلم .

هل انتفعت بهذه الإجابة؟

المصدر

موقع الإسلام سؤال وجواب

at email

النشرة البريدية

اشترك في النشرة البريدية الخاصة بموقع الإسلام سؤال وجواب

phone

تطبيق الإسلام سؤال وجواب

لوصول أسرع للمحتوى وإمكانية التصفح بدون انترنت

download iosdownload android