تنزيل
0 / 0

هل ثبت عن الإمام الشافعي مدحه للصوفية في شعره ؟

السؤال: 179938

أنا مسلمة أعيش في كندا ، هنا في بلاد الغرب لقد انتشرت الصوفية كثيراً ، وأصبح الكثير من المسلمين المحترمين والمتعلمين يتبعون طرق الصوفية وأهل البدع ، هذه مشكلة كبيرة في بلادنا، وكثيرٌ من هؤلاء الصوفية يستشهدون بقول الإمام الشافعي رحمه الله ، فمن فضلكم أريد شرح هذه الأبيات :
فقيهاً وصوفياً فكن ليس واحداً فإني وحق الله إياك انصح
فذلك قاسٍ، لم يذق قلبه تقى وهذا جهولٌ ، كيف ذو الجهل يصلح؟

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وبعد.

هذا الشعر المنسوب إلى الإمام الشافعي رحمه الله لا يُعرف عنه من طريق مقبول ، ولا ذكره عنه – فيما نعلم – أحد من أصحابه ولا أحد من أتباع مذهبه ، وإنما ذُكر في كتاب “ديوان الإمام الشافعي” (ص32) ، وقد سبقت الإشارة في جواب السؤال رقم (154451) إلى أن هذا الديوان المجموع لا تصح نسبته إليه رحمه الله .

والزيادة على الإمام الشافعي ، والتقول عليه في الشعر ، أمر معروف من قديم ؛ فقد ذكر الحافظ ابن حجر رحمه الله في “الدرر الكامنة” (1/355) في ترجمة نور الدين الهاشمي ، عن التقي السبكي أنه قال عنه : ” استعرت منه جزءا فوجدت فيه في الأبيات الضادية المنسوبة للشافعي التي أولها : ( يا راكبا قف بالمحصب من منى ) بيتا زائدا ، وهو :
قف ثم ناد بأنني لمحمد ووصيه وابنيه لست بباغض
قال : فتأملت خط البيت الزائد فإذا هو خط نور الدين الهاشمي . ومن له معرفة يعلم أن الشافعي لا يستعمل اسم فاعل من ” أبغض ” انتهى .

والذي يبرهن على عدم صحة نسبة هذا الكلام للإمام الشافعي – فضلا عن كونه لا يعرف عنه من وجه معتبر – عدة أمور ، منها :
أولا : أنه لا يعرف عن الشافعي مدحه للصوفية ومذاهبهم ، وإنما المعروف عنه ذمه لهم ولطريقتهم .
فعن يونس بن عبد الأعلى قال سمعت الشافعي يقول : ” لو أن رجلا تصوف أول النهار ، لا يأتي الظهر حتى يصير أحمق ” .
وعنه أيضا أنه قال : ” ما لزم أحد الصوفية أربعين يوما ، فعاد عقله إليه أبدا ” .
وقال يونس بن عبد الأعلى تلميذ الشافعي : ” صحبت الصوفية ثلاثين سنة ، ما رأيت فيهم عاقلا ، إلا مسلم الخواص ” . انتهى من “تلبيس إبليس” (ص 327) .
وانظر كتاب “الاستقامة” لشيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله (1/414) .

وقال الشافعي أيضا : ” صحبت الصوفية فما انتفعت منهم إلا بكلمتين ، سمعتهم يقولون : الوقت سيف فإن قطعته وإلا قطعك . ونفسك إن لم تشغلها بالحق ، وإلا شغلتك بالباطل ” .
“مدارج السالكين” (3 /129) .

ثانيا : ركاكة هذا الشعر ، وضعف صياغته وبنائه ، والشافعي رحمه الله معروف عنه البلاغة والفصاحة والمعرفة التامة بالشعر .
قال المبرد : ” دخل رجل على الشافعي فقال : إن أصحاب أبي حنيفة لفصحاء .
فأنشأ يقول :
فلولا الشعر بالعلماء يزري لكنت اليوم أشعر من لبيد ”
“سير أعلام النبلاء” (10 /72) .

ثالثا : نفيه تقوى الله عن قلب الفقيه ، ووصفه بالقساوة قول باطل ، لا يجوز أن ينسب إلى الشافعي ، بل الفقيه أولى الناس بتقوى الله .
روى البخاري (71) ومسلم (1037) عن مُعَاوِيَةَ قال : سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ يَقُولُ : ( مَنْ يُرِدْ اللَّهُ بِهِ خَيْرًا يُفَقِّهْهُ فِي الدِّينِ )
فكيف والإمام الشافعي ما عظم في الأمة ، ولا عرف فيها بشيء أجل من فقهه ، وإمامته فيه ، وأما التصوف فما عرف له فيه شيء ، ولا ثبت عنه فيه بحث ولا مقام .

وينظر لمعرفة المزيد عن الطرق الصوفية وموقف المسلم منها جواب السؤال رقم : (118693) ، (166464) .

المصدر

موقع الإسلام سؤال وجواب

هل انتفعت بهذه الإجابة؟

at email

النشرة البريدية

اشترك في النشرة البريدية الخاصة بموقع الإسلام سؤال وجواب

phone

تطبيق الإسلام سؤال وجواب

لوصول أسرع للمحتوى وإمكانية التصفح بدون انترنت

download iosdownload android