0 / 0
14,17428/06/2012

هل يجوز له أخذ ما يحتاجه من كتب من مكتبة المدرسة المهملة ؟

السؤال: 180381

رجل يعمل معلماً في قرية ، وفوجئ بمكتبة تضم كتباً علمية ، ورسائل جامعية مهملة ، قد تراكمت عليها الأتربة ، وبعضها يوجد منه نسخ مكررة ، فسأل عن مصدرها ممن هم قبله ، ولا أحد يعلم ، وهو من طلاب العلم ، فهل يجوز له أخذ ما يحتاجه منها ، لا سيما أن طلاب المدرسة في المرحلتين الابتدائية والمتوسطة ؟

الجواب

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وبعد.

أولا :
هذه الكتب في حكم الموقوفة على المكتبة ، فلا يجوز أخذ كتاب منها إلا بإذن أمين المكتبة ، وعلى وجه الاستعارة ، فإذا انقضت مدة الاستعارة المسموح بها ، وجب رد الكتاب إلى المكتبة .
وما وُجد فيها من كتب شرعية أو رسائل جامعية نافعة : قد أهملت فتعرضت للضياع أو التلف ، فالمتعين تعاون أهل الخير والصلاح – وخاصة طلبة العلم – قدر الإمكان – على إصلاح ما فسد منها ، وإنقاذ ما يمكن إنقاذه منها ، وإعادة ترتيبها وتنظيمها وتجليدها ، فإن هذا من العمل الصالح الذي يستمر أجره لصاحبه ما انتُفع بهذه الكتب ، كما أنه من التعاون على البر والتقوى ، وإذا كان الناس اليوم يهملونها ولا ينتفعون بها فعسى أن يأتي الله من بعدهم بقوم ينتفعون بها ويقدرونها قدرها .
ولا يجوز لمجرد ما ذكر من الإهمال والتعرض للضياع والتلف ، أخذ كتب منها واقتناؤها إلا على سبيل العارية ، كما سبق .
كما لا يجوز أخذ نسخة من نسخ الكتاب الواحد ، وخاصة إذا كان من الكتب المهمة ؛ فإن من شأن المكتبات الحرص على توافر أكثر من نسخة ؛ لأن ذلك أحفظ للكتاب من الضياع ، فلو ضاعت نسخة أو تلفت أمكن الاستعاضة عنها بالنسخ الأخرى . كما أنه يمكن بتوافر أكثر من نسخة تمكّن غير واحد من استعارة الكتاب في وقت واحد ، وخاصة إذا كان من الكتب التي يقبل عليها طلبة العلم كثيرا ويحتاجونها في بحوثهم وأعمالهم .

سئل الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله :
في سنوات دراستي الماضية كان لدينا في مدرستنا مكتبة تضم عددا من الكتب والمجلات , وكانت لا تلقى أي اهتمام من الطالبات , وقد كنت أحب القراءة واقتناء الكتب , وأعجبني بعض الكتب الدينية التي كانت فيها ، وكذلك الكتب الطبية والقصصية , وهي حوالي أربعة كتب , وقد أخذتها من مكتبة المدرسة حتى أقرأها وأعيدها , وفي زحمة الدراسة نسيت أن أعيدها إلى المكتبة , وبعد أن تخرجت من المدرسة بحوالي ثلاث سنوات قالت لي إحدى الأخوات : إن أخذ هذه الكتب وعدم إرجاعها حرام ومحاسبون عليه يوم القيامة , مع العلم أنني عندما أخذتها لم أكن أعلم بحكم أخذها , وكذلك لم يكن للمكتبة أي اهتمام من المدرسات أو الطالبات , وأنا قد استفدت منها وخاصة الدينية , ولا أود أن أعيدها ؛ لأن فيها أحكاما أفادتني . فما الحكم في ذلك جزاكم الله خيرا ؟
فأجاب : ” الواجب عليك ردها إلى المكتبة ؛ لأنها في حكم الوقف على المكتبة , ولا يجوز لأحد أن يأخذ من المكتبات العامة ولا من المكتبات المدرسية شيئا إلا بإذن المسئول عنها على وجه العارية لمدة محدودة , وعليك مع ذلك التوبة إلى الله مما فعلت ” .
انتهى من “مجموع فتاوى ابن باز” (5 /353)

ثانيا :
إذا كانت المكتبة مهملة في هذا المكان إهمالا يُخشى معه على الكتب التي بها ، وجب نقلها إلى مكان آخر ، ليكون أحفظ لها ، وأدوم لمنفعتها .
وهكذا الحال إذا تعطلت المنفعة بالكتب في هذا المكان ، كأن تكون كتبا كبارا ، والطلاب في مرحلة الابتدائية مثلا كما تذكر ، أو لغير ذلك من أسباب تعطل المنفعة بها في المكان الذي وضعت فيه : شرع نقلها لمكان آخر ، سواء مدرسة أخرى ، أو جامعة ، أو مسجد ، أو غير ذلك من الأماكن التي يتيسر فيها الانتفاع بهذه المكتبة ، والمحافظة على ما فيها .
وينظر جواب السؤال رقم (140176) والإحالات الموجودة فيه .

فإذا قدر أن ذلك متعذر ، وهو ما نستبعده غالبا ، وأمكنك نقل الكتب إلى بيتك والاستفادة منها ، وعدم حبسها عن أحد : جاز لك ذلك ؛ صيانة لها من التلف والفساد والضياع ، حتى تتمكن من نقلها إلى مكتبة أخرى .
سئل د. محمد بن عبد الله الهبدان :
تم تعييني في مدرسة نائيَة ، فوجدت فيها مكتبة خاصَّة بهذه المدرسة ، قامت بتأثيثها إدارة التعليم ؛ لكن هذه المكتبة مهملة إهمالاً شنيعاً ، لدرجة أن الكتب قد امتلأت غباراً ، بل إن الكثير منها قد اهترأ وتمزّق ، كما أن الطلبة والمعلمين لا يلقون لها بالاً ، والبلدة التي بها المدرسة بلدة بادية ، فقمت بالإعداد لترتيبها وتنظيفها ، واستخرجت منها عدداً من الكتب القيّمة التي يصعب الحصول على مثلها اليوم ، واستخلصتها لنفسي ، لأنني أستفيد منها كوني أعمل بحوثاً خاصَّة بي . فهل تحل لي تلك الكتب ، مع أن حال المكتبة وكتبها كما ذكرت لك ؟
فأجاب :
” لا يحل لك تلك الكتب ، لكن إن كان في بقاء الكتب في تلك المكتبة ضرر على الكتب ، بأن تتلف ، فيجب نقلها إلى مكان آخر . وإذا لم يمكنك نقلها ، فلا بأس أن تضعها في بيتك مع عدم حبسها عن أحد ، بل عليك أن تسهل الوصول إليها لكل مستفيد وراغب في العلم ، والله يأجرك ، فإن الله تعالى لا يضيع أجر من أحسن عملا ” انتهى من موقع الشيخ .
www.alhabdan.net/index.php?option=com

والله تعالى أعلم .

هل انتفعت بهذه الإجابة؟

المصدر

موقع الإسلام سؤال وجواب

answer

موضوعات ذات صلة

at email

النشرة البريدية

اشترك في النشرة البريدية الخاصة بموقع الإسلام سؤال وجواب

phone

تطبيق الإسلام سؤال وجواب

لوصول أسرع للمحتوى وإمكانية التصفح بدون انترنت

download iosdownload android