حين كان صحابة النبي صلى الله عليه وسلم في القدس وقاموا بفتح القدس ، وكان معهم سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه حينها صلَّى الصحابة الكرام في بهو الكنيسة بدعوة من كبير القساوسة ، ولكن لم يشاركهم عمر بن الخطاب لأسباب أخرى .
فهل هذا صحيح أن الصحابة صلوا بالكنيسة ؟
هل صلَّى عمر بن الخطاب في الكنيسة عندما فتح بيت المقدس ؟
السؤال: 180466
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وبعد.
ليس في كتب السنَّة والآثار التي اطلعنا عليها أسانيد لحادثة صلاة عمر بن الخطاب رضي الله عنه في الكنيسة عند فتح بيت المقدس ، وكذا لم يرد شيء عن الصحابة في صلاتهم فيها ، وأقدم من رأينا ذكر تفصيل الحادثة هو ابن خلدون رحمه الله وذكر أن تعليل رفض عمر بن الخطاب رضي الله عنه للصلاة فيها خشية أن يتخذها المسلمون من بعده مسجداً .
قال ابن خلدون – رحمه الله – : ” ودخل عمر بن الخطاب بيت المقدس ، وجاء كنيسة القمامة ! فجلس في صحنها ، وحان وقت الصلاة فقال للبترك : أريد الصلاة ، فقال له : صلِّ موضعك ، فامتنع وصلَّى على الدرجة التي على باب الكنيسة منفرداً ، فلما قضى صلاته قال للبترك : لو صليتُ داخل الكنيسة أخذها المسلمون بعدي وقالوا هنا صلَّى عمر ، وكتب لهم أن لا يجمع على الدرجة للصلاة ولا يؤذن عليها ” انتهى من ” تاريخ ابن خلدون ” ( 2 / 225 ) .
وليس لهذه الحادثة إسناد يُذكر فلا يجوز نسبتها لعمر رضي الله عنه .
والذي يظهر لنا نكارة متنها وعدم صحتها لأمرين :
الأول : أن الكنيسة لا تستحق للمسلمين إذا صلَّى فيها حاكم أو محكوم من المسلمين ، ولا يُعرف هذا القول عند أئمة الفقه .
الثاني : أن الثابت عن عمر رضي الله عنه جواز الصلاة في الكنيسة إذا خلت من التماثيل والصور ، وأنه في حال وجودهما في كنيسة فإن عمر بن الخطاب يمتنع من دخولها فضلا عن الصلاة فيها .
روى البخاري في ” صحيحه ” ( 1 / 167 ) عن عمر رضي الله عنه قوله : ” إنا لا ندخل كنائسكم من أجل التماثيل التي فيها الصور ” . انتهى .
وانظر حكم الصلاة في الكنيسة جواب السؤال رقم (147007 ) .
والله أعلم
هل انتفعت بهذه الإجابة؟
المصدر:
موقع الإسلام سؤال وجواب