0 / 0

طلَّق أمَّهم فحصلت وحشة بينه وبين أولاده منها فما السبيل لإصلاح الأمر ؟

السؤال: 180693

لقد قدَّر الله عليَّ أن أطلق زوجتي ولدي منها ولدان وبنت ، وبعدها سُحرتُ وما زلتُ إلى الآن أعاني من السحر فهو يضعف ويقوى وتزيد المشاكل .
عاش أطفالي مع أمهم لمدة 13 سنة ، كنت أرسل لهم المصروف وكنتُ لا أستطيع أن أراهم فكنت أكرههم بسبب كره أمهم التي خانت .
والآن أستعيد أطفالي وهم مشبعون بالكره تجاهي ، والمشكلة أن زوجتي عطفتْ عليهم وكانت تخاف من أن يكونوا سبباً في أن تعود أمهم ؛ من غيرتها ، وبدأت تعطف عليهم وتحاول أن تقول لهم كلاماً حتى يوصلوه إلى أمهم حتى لا تفكر أن تعود ، والنتيجة أن أولادي بدأ يتعمق كرههم لي وبُعدهم عني ، فأنا أشعر أن ابنتي تكرهني وهي في سن حرجة – 14 سنة – ولا أريد أن أخسرها ، وأريد أن تطمئن في بيت أبيها مع أن زوجتي – لا أعرف هل هو بقصد بحسن نية أم بنية سيئة – تحاول إبعادهم عني ، مع أنني حلفت لها كثيراً أنني لن أعيدها إلى ذمتي .
فدلني – يا شيخ – على طريق أكسب فيه زوجتي وأطفالي ، جزاك الله خيراً ، وأرجو أن لا تتأخر في الإجابة ، فالوقت يمضي سريعاً نحو الهاوية .

الجواب

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وبعد.

نسأل الله تعالى أن يجمع لك أهلك على خير وأن يؤلِّف بين قلوبهم ، ومما ننصحك بفعله :
1. أن تبدأ بعلاج نفسك من السحر الذي زعمت وقوعه .
وانظر – في ذلك – أجوبة الأسئلة (13792 ) و (11290 ) و (12918 ) .
2. أن تنصح زوجتك وتعظها – بالحسنى – أن تكون زوجة صالحة تجمع ولا تفرِّق ، وتنشر المودة ولا تولِّد العداوة ، وأن تكون مفتاح خير لا مفتاح شر ، ولا بأس أن تؤدبها بكل ما ينفع ويناسب ، إن هي استمرَّت في تصديع العلاقة بينك وبين أولادك ، ويجب عليك – بعد التأكد من فعلها وقولها – مصارحتها ومواجهتها بالإثم المترتب على فعلها وبخطورة كلامها وأثره على حياتها الزوجية معك .
3. وننصحك بتغيير أسلوبك مع أولادك – الذكور والإناث – فلا بدَّ لك أن تنتبه إلى سنِّهم وإلى أنهم بعيدون عنك بأجسادهم ، فاحرص على التلطف معهم وإظهار الرحمة والحب لهم تأليفاً لقلوبهم ، ونقترح عليك أن لا يكون لقاؤك بهم في بيتك ، بل اخرج أنت وإياهم في نزهة إلى مكان فسيح تصارحهم بشعورك تجاههم وتظهر عظيم شوقك ومحبتك لهم ، كما نقترح عليك أن تأخذهم في رحلة إلى بيت الله الحرام لأداء عمرة وللصلاة فيه ، ولعلَّ هذا الأمر أن يزيد في توثيق العلاقة بينك وبينهم ويُكسبك قلوبهم وعقولهم .
4. ونرى أن يكون لمطلَّقتك نصيب في مشروع التأليف بينك وبين أولادك ، فاختر عاقلا من أهلها ينصحها ويرشدها لما فيه الخير لها ولأولادها ، وهو أن تكون العلاقة بين أولادها وبين أبيهم قوية متينة ، وأنه يجب عليها أن يكون لها سهم في ترميم تلك العلاقة وتقوية أركانها ، ولو لم تجد أحداً فلا بأس أن تكلمها أنت مباشرة وتذكِّرها بأن الأولاد مشتركون بينكما وأنهم من مسئوليتكم الملقاة على عاتقكم وهم أمانة في رقابكم ، فلعلَّ ذلك أن يساهم في تقوية علاقة أولادك بك ويزيد في محبتهم لك .
5. ومع كل ما نصحناك بفعله ، فلا تُخْلِ أمورك من دعاء ربك تعالى أن يؤلف بينك وبين أولادك ، وأن يجمعهم لك خير جمع ، فقلوب العباد بين أصبعين من أصابع الرحمن ، وهو الذي يؤلف بين القلوب ، ومهما أنفق الإنسان من وقت وجهد ومال لا يستطيع جذب القلوب له وصناعة الألفة بين وبين غيره إلا أن يشاء الله ذلك .
والله الموفق

هل انتفعت بهذه الإجابة؟

المصدر

موقع الإسلام سؤال وجواب

at email

النشرة البريدية

اشترك في النشرة البريدية الخاصة بموقع الإسلام سؤال وجواب

phone

تطبيق الإسلام سؤال وجواب

لوصول أسرع للمحتوى وإمكانية التصفح بدون انترنت

download iosdownload android