0 / 0

كتاب فقه السنة للسيد سابق

السؤال: 180904

ما رأيكم في كتاب فقه السنة للسيد سابق ، أنا طبيب وليس لدي الوقت الكافي لدراسة الكتب الكبيرة فهل تنصحني به ؟ وإذا لا فماذا تنصحني بقراءته من كتب الفقه المختصرة ؟

الجواب

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وبعد.

أولاً :
جزاك الله خيرًا على حرصك على التفقه في الدين ، ورغبتك في طلب العلم الشرعي ، ومعرفة أحكام الدين ، وهكذا ينبغي أن يكون كل مسلم مهما كان اختصاصه وانشغاله ، وندعو الله أن ييسر لك طريق العلم ، وأن ييسر لك به طريقًا إلى الجنة .
ثانيًا : كتاب فقه السنة للشيخ سيد سابق رحمه الله يعد من كتب الفقه المعاصرة الجيدة ، يمتاز بأنه متوسط الحجم ، فلا يتوسع في ذكر تفاصيل المسائل ، ولا يستطرد بذكر أقوال المذاهب وأدلتها ، وليس مختصرا ـ أيضا ـ اختصارا مخلا بالمقصود ، وحاجة المتعلم والمثقف .
ثم إنه يمتاز أيضا بأن أسلوبه سهل ميسر ، وعباراته بعيدة عن التعقيد والاصطلاحات الفقهية التي لا يحسن فهمها إلا طلاب العلم ، وأنه يهدف إلى الابتعاد عن التعصب المذهبي والارتباط بالأدلة من الكتاب والسنة والإجماع .
يقول الشيخ سيد سابق رحمه الله في مقدمة كتابه ” فقه السنة ” (1/7) :
” فهذا كتاب يتناول مسائل من الفقه الإسلامي مقرونة بأدلتها من صريح الكتاب وصحيح السنة ، ومما أجمعت عليه الأمة .
وقد عُرضت في يسر وسهولة ، وبسط واستيعاب لكثير مما يحتاج إليه المسلم ، مع تجنب ذكر الخلاف إلا إذا وجد ما يسوغ ذكره فنشير إليه .
وهو بهذا يعطي صورة صحيحة للفقه الإسلامي الذي بعث الله به محمدًا صلى الله عليه وسلم ، ويفتح للناس باب الفهم عن الله ورسوله ، ويجمعهم على الكتاب والسنة ، ويقضي على الخلاف وبدعة التعصب للمذاهب .. ” انتهى .
وقال الشيخ الألباني رحمه الله في كتاب ” تمام المنة في التعليق على فقه السنة “ص10 :
” فإن كتاب فقه السنة للشيخ سيد سابق من أحسن الكتب التي وقفت عليها مما ألف في موضوعه في حسن تبويب ، وسلاسة أسلوب ، مع البعد عن العبارات المعقدة التي قلما يخلو منها كتاب من كتب الفقه ، الأمر الذي رغب الشباب المسلم في الإقبال عليه والتفقه في دين الله به ، وفتح أمامهم آفاق البحث في السنة المطهرة ، وحفزهم على استخراج ما فيها من الكنوز والعلوم التي لا يستغني عنها مسلم أراد الله به خيرًا ..
ولقد كان صدور هذا الكتاب – فيما أرى – ضرورة من ضرورات العصر الحاضر ، حيث تبين فيه لكثير من المسلمين أن لا نجاة مما هم فيه من الانحراف والاختلاف والانهيار وتغلب الكفار والفساق عليهم ، إلا بالرجوع إلى كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم ، يأخذون منها فقط ومن القرآن ، أمور دينهم ومسائل فقههم ، فكان لهذا لا بد لعامتهم من مصدر قريب التناول يمكن الاعتماد عليه ، والرجوع إليه حين يقتضيهم الأمر ويغنيهم عن المراجعات الكثيرة في الموسوعات العديدة من أجل مسائل قليلة أو كثيرة .
فكان أن ألهم الله تعالى الأستاذ السيد سابق فأخرج لهم هذا الكتاب ” فقه السنة ” فقرب لهم الطريق وأنار لهم السبيل جزاه الله خيرا .
من أجل ذلك كنت ولا أزال أحض على اقتنائه والاستفادة مما فيه من السنة والحق – ومنذ صدور الجزء الأول منه من الحجم الصغير القديم – كل راغب في السنة وناصر للحق حتى انتشرت نسخه بين صفوف إخواننا السلفيين وغيرهم .. ” انتهى .
ثالثًا : رغم جودة كتاب فقه السنة إلا أن عليه بعض الملاحظات الحديثية والمنهجية والفقهية والأصولية ، وينبغي للقارئ التنبه لهذه الملاحظات قبل الشروع في قراءته .
وقد جمع الشيخ الألباني رحمه الله هذه الملاحظات إجمالاً في مقدمة كتاب ” تمام المنة في التعليق على فقه السنة “ص12-13 فقال :
” يمكن حصر هذه الأخطاء على وجه التقريب فيما يلي :
1- أحاديث كثيرة سكت المؤلف عليها وهي ضعيفة .
2- أحاديث أخرى قواها وهي عند التحقيق واهية .
3- أحاديث ضعفها وهي صحيحة أو لها أسانيد أخرى صحيحة .
4- أحاديث ينسبها لغير ” الصحيحين ” وهي فيهما أو في أحدهما .
5- أحاديث يعزوها لأحد ” الصحيحين ” وغيرها ولا أصل لها فيهما .
6- أحاديث يوردها ولا وجود لها في شيء من كتب السنة .
7- سوق الحديث من طريق صحابي يسميه برواية جماعة من المحدثين وهو عند بعضهم عن صحابي آخر أو أكثر .
8- عزوه الحديث لمخرجه ساكتًا عليه مع أن مخرجه الذي نسبه إليه عقبه بما يقدح في صحته .
9- عدم تتبعه أدلة المسائل فكثيرًا ما يسوق المسائل دون دليل يؤيدها وأحيانًا يحتج لها بالقياس مع أنه يوجد فيها حديث صحيح وتارة يستدل بالعموم وفيها دليل خاص .
10- عدم استقصائه مسائل الفصل مثل ” الأغسال المستحبة ” ونحوها .
11- إيراده في المسالة الواحدة أقوالاً متعارضة دون أن يرجح إحداها على الأخرى .
12- اضطراب رأيه في بعض المسائل في المكان الواحد فيختار في أول البحث ما ينقضه في خاتمته .
13- ترجيحه من الأقوال والآراء المتعارضة ما لا يستحق الترجيح لضعف دليله وقوة دليل مخالفه .
14- مخالفته الحديث الصحيح الذي لا معارض له من الحديث في غير ما مسألة ” انتهى .
رابعًا : وجود هذه الملاحظات في الكتاب لا يعني تركه عدم الاستفادة منه ، وإنما تذكر هذه الملاحظات حتى يتنبه لها أثناء القراءة .
ولهذا يُنصح الأخ الكريم باقتناء نسخة محققة من كتاب ” فقه السنة ” تهتم بتخريج الأحاديث والآثار وبيان مدى صحتها وقبولها ، ولتحقيق استفادة أكبر عند قراءته يُنصح بمراجعة كتاب ” تمام المنة في التعليق على فقه السنة ” للشيخ الألباني رحمه الله ، والوقوف على ما به من تعليقات واستدراكات وملاحظات . مع ملاحظة أن بعضا من هذه الملاحظات أو الاستداركات : هي مسائل مجتهد فيها ، جاء من بعد الشيخ سيد سابق ، فقرر فيها اجتهاده ، وقد لا يكون التعقب عليه هو الراجح في المسألة ، أو هو الكلمة الأخيرة فيها ، وكل يؤخذ من قوله ويترك ، سوى رسول الله صلى الله عليه وسلم .
خامسًا : من كتب الفقه المختصرة التي ينصح بقراءتها كذلك كتاب ” الفقه الميسر ” ، أعده مجموعة من العلماء ، وطبعته وزارة الأوقاف السعودية ؛ فهو مختصر في الفقه مقرون بأدلته من الكتاب والسنة ، حسن في ترتيبه ، سهل في أسلوبه ، ميسر في عرضه وعباراته ، ومن الممكن أن يكون بداية مفيدة لك ، تنتهي منه ، ثم تقرأ كتاب فقه السنة على مهلك .
ومن المفيد أيضا أن تراجع كتب الفتاوى الصادرة عن أهل العلم الثقات ، فهي مفيدة لك في وصولك إلى مطلوبك وحاجتك في كثير من المسائل والنوازل بيسر . ومن المجموعات المفيدة في ذلك : “فتاوى علماء البلد الحرام” في مجلد ضخم ، مرتب على حسب الأبواب .
والله أعلم .

هل انتفعت بهذه الإجابة؟

المصدر

موقع الإسلام سؤال وجواب

at email

النشرة البريدية

اشترك في النشرة البريدية الخاصة بموقع الإسلام سؤال وجواب

phone

تطبيق الإسلام سؤال وجواب

لوصول أسرع للمحتوى وإمكانية التصفح بدون انترنت

download iosdownload android