تنزيل
0 / 0
545802/07/2012

هل يجب عليه أن يهاجر من بلاد الغرب مع حاجة أمه وأهله له ؟

السؤال: 181007

أنا حقّاً في حاجة للنصيحة الأمينة ، ولله الحمد فأنا في موقف يمكنني من الذهاب إلى ” المملكة العربية السعودية ” وأداء فريضة الحج ، فلدي درجتان علميتان في الماجستير وكذلك بكالوريوس في تدريس اللغة الإنجليزية ، وسوف تقبلني ” المملكة العربية السعودية ” كمعلم لغة إنجليزية إن شاء الله ، وحصلت على عروض جيدة وأنا على وشك الذهاب .
أمي مريضة بالسرطان في المرحلة الرابعة وأبي يسافر كثيراً إلى عمله ولدي إخوة صغار وأخت ولكنهم صغار جدّاً ولا يستطيعون القيام على مساعدة والدتي وتلبية حاجاتها ، تحب أمي زوجتي وطفلي وترغب على الدوام الاقتراب منهم ولا ترغب أمي العيش في ” المملكة العربية السعودية ” وتود أن تكمل علاجها هنا في ” الولايات المتحدة الأمريكية ” وهي تكره ” العرق العربي ” ! أنا لا أريد العيش في ” الولايات المتحدة الأمريكية ” أكثر من ذلك ؛ لأني أخشى على ديني ، لأني لو جلست فسأعمل في مدرسة ثانوية مختلطة الجنسين والتي تكون محل فتنة ، وأنا قلق بشأن أنهم ممكن أن يمنعوني من أداء صلاة الجمعة ، يوجد مجتمع مسلم بالقرب من عائلتي جيد جدّاً مسجد التوحيد في أتلنتا ، ولكني لا أود العيش في الغرب مدة أطول ، وأنا أيضاً عليَّ ديْن قرض الدراسة والذي يجب عليَّ رده ، والذي أعلم أنه من المستحيل دفعه في هذا البلد ولكن في المملكة العربية السعودية يمكنني الادخار إن شاء الله .

ما الذي يجب عليَّ عمله ؟

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وبعد.

أولاً:
نسأل الله لك ولأهلك الثبات على الدين والتوفيق للطاعة ، وإن القابض على الدين في
هذه الأيام – وخاصة في بلاد الغرب – كالقابض على الجمر ، فعليك بتقوى الله في السر
والعلن والمسارعة إلى الخيرات وكثرة سؤال الله الثبات ، والله يعينكم ويحفظكم .
وعلى المسلم أن يهاجر بدينه من بلاد الكفر والشرك فإن الدنيا أيام معدودة وساعات
قلائل ولا يدري أين يدركه الأجل .
عَنْ جَرِيرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ : قَالَ رسول الله صلى الله عليه وسلم (
أَنَا بَرِيءٌ مِنْ كُلِّ مُسْلِمٍ يُقِيمُ بَيْنَ أَظْهُرِ الْمُشْرِكِينَ ) رواه
الترمذي ( 1604 ) وأبو داود ( 2645 ) وصححه الألباني في ” صحيح الترمذي ” .
وانظر حول هذا الشأن جواب السؤال رقم (27211
) .

الذي يظهر لنا أنه لا بأس
ببقائك في تلك البلاد ، على الأقل في هذه الفترة ، إلى أن يتم علاج أمك ، أو
إقناعها بالانتقال معك ، أو استغنائها عن وجودك بجانبها ، وبذلك يتحقق مصالح كثيرة
، إن شاء الله :
1. إرضاء والدتك ، وهذا يوافق ما أمر به الشرع من الإحسان إلى الأم وتعاهدها وبرها
، قال تعالى ( وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ
وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا
أَوْ كِلاهُمَا فَلا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلا تَنْهَرْهُمَا وَقُلْ لَهُمَا
قَوْلا كَرِيمًا * وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُلْ
رَبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا ) الإسراء / 23 .
2. القيام على علاج والدتك ؛ فربما لا تجد من يقوم على رعايتها وشأنها إلا أنت ،
وربما كان غيابك مما يزيد حزنها وألمها ومرضها ، وهذا الفعل نوع من أنواع الجهاد ،
عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو قَالَ : جَاءَ رَجُلٌ إِلَى النَّبِيُّ صلى الله
عليه وسلم يَسْتَأْذِنُهُ فِى الْجِهَادِ فَقَالَ ( أَحَيٌّ وَالِدَاكَ ) قَالَ :
نَعَمْ ، قَالَ ( فَفِيهِمَا فَجَاهِدْ ) رواه البخاري ( 2842 ) ومسلم ( 2549 ) .
3. وفي بقائك مصلحة لإخوانك وأخواتك الصغار فإنهم يحتاجون إلى الرعاية الدائمة
والنصيحة التي لا تنقطع فلا يزالون بعيدين عن الفتن وهم بحاجة لتربيتهم على
الاستقامة والعفاف .
وأما ما ذكرت من الديون التي عليك : فإن مَن ترك شيئاً لله عوَّضه الله خيراً منه ،
قال تعالى ( وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا . وَيَرْزُقْهُ مِنْ
حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ ) الطلاق/
2 ، 3 .
وانظر جوابي السؤالين (
5046
) و ( 169551
) .

ثانياً:
العبرة ليست بكثرة المال وإنما بالبركة التي يضعها الله تعالى فيه ، فإذا بارك الله
في القليل أغناك ، وإذا نزعها من الكثير أفقرك .
ولا يلزمك أن تعمل في موطن يكون فيه الاختلاط ، بل احرص على العمل في المراكز
الإسلامية – مثلاً – أو خدمة الجاليات المسلمة ، أو غير ذلك من المهن التي تخلو من
المحاذير .

وعليك بالرحيل للمجتمع
المسلم القريب من عائلتك كما ذكرت فإن في ذلك خيراً لك ولأهلك .
وهذا كله إذا تعسر عيك إقناع والدتك ووالدك بالهجرة ، فإذا تمكنت من ذلك فلا تتردد
في الخروج والهجرة حفاظاً على الدين والنفس والعرض .
ولا بأس بأن تذهب معهم للعمرة أو الحج علَّ هذا يكون باب خير عليك وعليهم فتتبدل
آراؤهم في تمسكهم في تلك البلاد وتتغير نظرتهم إلى ” العرق العربي ” ، ونسأل الله
أن يختار لكم الخير ويوفقكم له .

والله أعلم

المصدر

موقع الإسلام سؤال وجواب

هل انتفعت بهذه الإجابة؟

at email

النشرة البريدية

اشترك في النشرة البريدية الخاصة بموقع الإسلام سؤال وجواب

phone

تطبيق الإسلام سؤال وجواب

لوصول أسرع للمحتوى وإمكانية التصفح بدون انترنت

download iosdownload android