أعاني من أمراض في عظامي ومفاصلي وأعصابي ، ولقد ذهبت للأطباء فأخبروني أنه يجب عليّ ممارسة الرياضة ، وخصوصًا السباحة؛ أي يجب عليّ أن أذهب لحمامات السباحة وأمارس هذه الرياضة ، أنا مسلمة وأعرف أن هذا حرام، ولكن ماذا أفعل؟
فهل يجوز لي الذهاب لحمامات السباحة وأنا مرتدية الحجاب الشرعي، حيث إنه لا خيار أمامي؟
هل يجوز أن تسبح المرأة في حمامات السباحة لعلاج أمراض العظام والمفاصل ؟
السؤال: 181042
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وبعد.
أولا :
نسأل الله أن يشفيك ويعافيك ، ويعينك على طاعته ومرضاته .
ثانيا :
لا يجوز للمرأة الذهاب إلى حمامات السباحة المختلطة ؛ لما في ذلك من كشف ومشاهدة العورات .
أما كشف العورة : فمعلوم أن الماء يؤدي إلى التصاق الملابس بالبدن ، فلا يفيدك ارتداء الحجاب ؛ لأن شرط الحجاب الشرعي أن لا يصف بدن المرأة وألا يبين حجم عظامها . وينظر : سؤال (214) .
وأما مشاهدة العورات ، فهو محرم أيضا ؛ لأن يحرم النظر إلى عورة الرجل ، وإلى عورة المرأة ، وبدن المرأة كله عورة ، وأما الرجل فعورته ما بين السرة إلى الركبة .
وقد روى أبو داود (4010) والترمذي (2803) وحسنه عَنْ أَبِي الْمَلِيحِ الْهُذَلِيِّ أَنَّ نِسَاءً مِنْ أَهْلِ حِمْصَ أَوْ مِنْ أَهْلِ الشَّامِ دَخَلْنَ عَلَى عَائِشَةَ فَقَالَتْ : أَنْتُنَّ اللَّاتِي يَدْخُلْنَ نِسَاؤُكُنَّ الْحَمَّامَاتِ ؟ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ : ( مَا مِنْ امْرَأَةٍ تَضَعُ ثِيَابَهَا فِي غَيْرِ بَيْتِ زَوْجِهَا إِلَّا هَتَكَتْ السِّتْرَ بَيْنَهَا وَبَيْنَ رَبِّهَا ) صححه الألباني في “صحيح الترمذي” .
وروى الترمذي (2801) عَنْ جَابِرٍ رضي الله عنه أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : (مَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ فَلَا يُدْخِلْ حَلِيلَتَهُ الْحَمَّامَ) وحسنه الألباني في “صحيح الترمذي” .
والمراد بالحمام هنا : الحمامات العامة التي كانت موجودة قديماً ، لما كانت البيوت ليس فيها حمامات.
لكن إن وُجدت حمامات خاصة بالنساء ، وأُمن اطلاع الرجال على من فيها ، فقد يرخص لك في دخولها نظرا لمرضك وحاجتك للعلاج ، وإلا فإن دخولها في الأصل محرم إذا كان يدخلها من تكشفن عن عوراتهن .
والنصيحة لك أن تمارسي أنواعا أخرى من الرياضة في بيتك ، والاستعانة ببعض الوسائل كجهاز الجري ، وحمام البخار ، والتداوي بالأمور الطبيعية كالعسل والحجامة والأعشاب .
والله أعلم .
هل انتفعت بهذه الإجابة؟
المصدر:
موقع الإسلام سؤال وجواب
موضوعات ذات صلة