0 / 0
26,30908/08/2012

حكم الدعاء بقول العبد ( يا من اسمه دواء وذكره شفاء )

السؤال: 181605

ما حكم الدعاء بهذه الصيغة ( يا من اسمه دواء وذكره شفاء ) ؟

الجواب

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وبعد.

إذا أثنى العبد على الله في دعائه بما يصح أن يكون ثناء عليه سبحانه ، مما يشتق من أسمائه الحسنى وصفاته العلى فلا حرج عليه في ذلك .
قال النووي رحمه الله في “باب الدعاء لمن يقاتل” من كتابه “الأذكار” (ص 211) :
” ويقول : ” يا قديم الإحسان ، يا من إحسانه فوق كل إحسان ، يا مالك الدنيا والآخرة ، يا حي يا قيوم ، يا ذا الجلال والإكرام ، يا من لا يعجزه شيء ولا يتعاظمه شيء ، انصرنا على أعدائنا هؤلاء وغيرهم ، وأظهرنا عليهم في عافية وسلامة عامة عاجلا ” انتهى .
ومدح المتنبي الشاعر بعض الملوك بقوله :
يا من ألوذ به فيمــــا أؤمله * ومن أعوذ به ممــا أحاذره
لا يجبر الناس عظما أنت كاسره * ولا يهيضون عظما أنت جابره
قال ابن كثير رحمه الله :
” وقد بلغني عن شيخنا العلامة شيخ الإسلام أحمد بن تيمية رحمه الله أنه كان ينكر على المتنبي هذه المبالغة في مخلوق ويقول : إنما يصلح هذا لجناب الله سبحانه وتعالى .
وأخبرني العلامة شمس الدين بن القيم رحمه الله أنه سمع الشيخ تقي الدين المذكور يقول : ربما قلت هذين البيتين في السجود ، أدعو الله بما تضمناه من الذل والخضوع ” انتهى من “البداية والنهاية” (11 /292)

وسئل الشيخ عبد الرحمن البراك حفظه الله :
ما حكم الدعاء بغير الأسماء الحسنى مما صح معناه مثل قولهم : يا سامع الصوت ويا سابق الفوت ويا كاسي العظام لحما بعد الموت ، يا دليل ، يا ساتر ، ونحو ذلك ؟
فأجاب :
” الله تعالى له أسماء كثيرة ، وقد اختلف العلماء في إحصاء عدد الأسماء الحسنى اختلافا كثيرا ، وكلُّ ما صح إطلاقه على الله مدحا وثناء فهو من أسمائه سبحانه ، وما يشتق من صفاته الفعلية إذا كان يظهر أنه مختص بالله فيجوز الدعاء به ؛ كفارج الكربات ومغيث اللهفات ومصرف الرياح ومجري السحاب وهازم الأحزاب ، وأما إذا كان لا يظهر اختصاصه بالله فلا يجوز الدعاء به ؛ مثل سامع الصوت وسابق الفوت ، وأما كاسي العظام لحما بعد الموت فهو من جنس ماسبق : فارج الكربات ومغيث اللهفات .
كذلك لا يدعى سبحانه وتعالى بالأسماء التي لا يصح ذكره بها والثناء عليه ، وإنما يجوز الإخبار بها عنه ، مثل موجود وشيء وواجب الوجود ، وأما الدليل والساتر فلم يرد إطلاقهما على الله ، لكن إذا قيدا بما يدل على ما يختص به سبحانه جاز الدعاء بهما ، مثل يا دليل الحائرين ويا ساتر العورات . فأما دليل الحائرين فقد جاء عن الإمام أحمد أنه قال لرجل : ” قل يا دليل الحائرين ” . وأما ساتر العورات فهو من جنس مقيل العثرات ، لا ينصرف إلا إلى الله تعالى ” انتهى باختصار

http://ar.islamway.net/fatwa/34838
نقلا عن موقع الشيخ .

ومن هذا الباب : قول القائل في دعائه وثنائه على الله : ” يا من اسمه دواء وذكره شفاء ” فهذه جملة صحيحة المعنى ، لا حرج في الدعاء بها ؛ لأنها لا أحد : اسمه دواء ، وذكره شفاء ، سوى الله جل جلاله ؛ ؛ فأسماء الله تعالى وذكره سبحانه دواء لما في النفوس وشفاء لما في الصدور من أمراض الشهوات والشبهات ، وكافة ما يصيب العبد من نكبات الدنيا وهمومها وغمومها .
روى مسلم (2186) عَنْ أَبِي سَعِيدٍ أَنَّ جِبْرِيلَ أَتَى النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ : يَا مُحَمَّدُ اشْتَكَيْتَ ؟ فَقَالَ نَعَمْ . قَالَ : ( بِاسْمِ اللَّهِ أَرْقِيكَ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ يُؤْذِيكَ مِنْ شَرِّ كُلِّ نَفْسٍ أَوْ عَيْنِ حَاسِدٍ اللَّهُ يَشْفِيكَ بِاسْمِ اللَّهِ أَرْقِيكَ )
وقال ابن القيم رحمه الله :
” الذكر شفاء القلب ودواؤه والغفلة مرضه ، فالقلوب مريضة وشفاؤها دواؤها في ذكر الله تعالى . قال مكحول : ذكر الله تعالى شفاء وذكر الناس داء ” انتهى من “الوابل الصيب” (ص 99)
وينظر جواب السؤال رقم (165867) .

على أن الأفضل والأكمل في الأوراد التي يلازمها العابد ، ويديم عليها : أن تكون بالأدعية والأذكار المأثورة ، فهي أعظم بركة ، وأرجى لحصول المقصود .
وينظر إجابة السؤال رقم (153274) .
والله أعلم .

هل انتفعت بهذه الإجابة؟

المصدر

موقع الإسلام سؤال وجواب

at email

النشرة البريدية

اشترك في النشرة البريدية الخاصة بموقع الإسلام سؤال وجواب

phone

تطبيق الإسلام سؤال وجواب

لوصول أسرع للمحتوى وإمكانية التصفح بدون انترنت

download iosdownload android