أليس رسم الأنبياء مخالفا للشرع الحنيف ، لماذا يقوم المسلمون بعمل فيلم “المسيح” في عام 2008 ، والذي يظهر وجه المسيح عليه السلام ؟
لا يجوز تصوير الأنبياء وتمثيلهم وهو منكر محرم
السؤال: 181704
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وبعد.
تقدم في جواب السؤال رقم : (158232) بيان عدم جواز تمثيل أنبياء الله ورسله صلى الله عليهم وسلم ، وكذا تمثيل الصحابة رضي الله عنهم ؛ لما في القيام بذلك من تنقصهم والامتهان لهم والاستخفاف بهم ، والإخلال بتعظيمهم وتوقيرهم ، وتعريضهم للنيل منهم ، ولما فيه من الاختلاق والكذب على أصفياء خلق الله .
وهذا الفيلم المشار إليه زعم مخرجه أنه أخرجه من وجهة نظر إسلامية ؛ حيث تقوم فكرته
على نفي قصة الصلب وفق ما جاء بالقرآن الكريم ، كما أنه يتضمن بشارة المسيح بنبوة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم .
وأنه موجه في الأساس إلى الغرب ؛ ردا على الإساءات الغربية المتكررة لنبينا صلي الله عليه وسلم بشكل خاص وللإسلام بشكل عام ، ولبيان منزلة المسيح عليه السلام عند المسلمين ، وأن الإسلام جاء بالإيمان بجميع أنبياء الله ورسله بلا استثناء ولا تفريق بينهم في ذلك .
ومع إيماننا بأن المسيح عليه السلام لم يصلب ، ولم يقتل ، وقد صرح بذلك القرآن الكريم ؛ فإننا لا نقبل أن يقدم ذلك في عمل تمثيلي يظهر فيه شخص على أنه المسيح عليه السلام ، أو حتى ترسم صورة له بذلك ، فهذا كله ممنوع محرم ، لما فيه التنقص من مقام أنبياء الله عليهم السلام ، وابتذال مكانتهم في النفوس ، ولما يدخله عادة من الكذب عليهم ، وإظهارهم في حال غير ما كان عليه واقعهم ، سواء كانت المخالفة قليلة أو كثيرة ؛ فلا يحل لأحد أن يكذب على أنبياء الله عليهم السلام ، أو يتنقص من مقامهم ، أو يمثل شخصهم ، أو يصوره ، مهما كان مقصده نبيلا ، وغايته شريفة ؛ فالغاية إذا كانت نبيلة ، فالوسيلة ـ أيضا لا بد أن تكون مشروعة .
قال علماء اللجنة الدائمة في معرض بيان عدم جواز تمثيل الأنبياء والصحابة :
” دعوى أن هذا العرض التمثيلي لما جرى بين المسلمين والكافرين طريق من طرق البلاغ الناجح والدعوة المؤثرة والاعتبار بالتاريخ – دعوى يردها الواقع ، وعلى تقدير صحتها فشرها يطغى على خيرها ، ومفسدتها تربو على مصلحتها ، وما كان كذلك يجب منعه والقضاء على التفكير فيه. ووسائل البلاغ والدعوة إلى الإسلام ونشره بين الناس كثيرة ، وقد رسمها الأنبياء لأممهم وآتت ثمارها يانعة ؛ نصرة للإسلام ، وعزة للمسلمين ، وقد أثبت ذلك واقع التاريخ فلنسلك ذلك الصراط المستقيم صراط الذين أنعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين ولنكتف بذلك عما هو إلى اللعب وإشباع الرغبة والهوى أقرب منه إلى الجد وعلو الهمة ” .
انتهى من “فتاوى اللجنة الدائمة” (3 /269-270) .
وحينئذ ؛ فليس خطأ أحد من المسلمين حجة على الشرع ، ولا هو خطأ لعامة المسلمين ؛ وقد قال الله تعالى : ( قُلْ أَغَيْرَ اللَّهِ أَبْغِي رَبًّا وَهُوَ رَبُّ كُلِّ شَيْءٍ وَلَا تَكْسِبُ كُلُّ نَفْسٍ إِلَّا عَلَيْهَا وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى ثُمَّ إِلَى رَبِّكُمْ مَرْجِعُكُمْ فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ ) الأنعام/164 .
والله تعالى أعلم .
هل انتفعت بهذه الإجابة؟
المصدر:
موقع الإسلام سؤال وجواب
موضوعات ذات صلة