0 / 0

صفات الله عز وجل أقسام بعدة اعتبارات

السؤال: 182737

أسمع كثيرا ، عندما يكون الكلام عن صفات الربّ جلّ وعلا ، قولهم “صفات خبرية” وكذلك “صفات عقلية” ، فما هو عدد أقسام الصفات ، وكيف التعامل مع كلّ قسم ؟ أرجو إفادتي بالمرجع عند ذكر كل معلومة هامة ، لأن الأمر يتعلق بالاعتقاد ، فكما ترون أنّني أبعث إليكم لأمر لاحظته فيكم ، ألا وهو ذكركم للمراجع الصحيحة ، فأرجو إفادتي .

الجواب

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وبعد.

صفات الله عز وجل تنقسم إلى أقسام باعتبارات مختلفة :
القسم الأول : باعتبار الثبوت وعدمه ، وهو نوعان :
أ . صفات ثبوتيه : وهي التي أثبتها الله لنفسه ، أو أثبتها له رسوله صلى الله عليه وسلم ، كالحياة والعلم والوجه والنزول والاستواء وغيرها من الصفات ، وكلها صفات مدح وكمال ، وهي أغلب الصفات المنصوص عليها في الكتاب والسنة ، وهذا النوع يجب إثباتها له سبحانه .

ب . صفات سلبية : وهي التي نفاها الله عن نفسه ، أو نفاه عنه رسوله صلى الله عليه وسلم ، كالموت ، والنوم ، والظلم ، وكلـها صفات نقص ، والواجب في هذا النوع نفي النقص مع إثبات كمال الضد ، فقوله تعالى ‏:‏ ( ‏وَلا يَظْلِمُ رَبُّكَ أَحَدًا ) ‏الكهف ‏: 49‏ ، فيجب الإيمان بانتفاء الظلم عن الله وثبوت ضده وهو العدل الذي لا ظلم فيه‏ .

القسم الثاني : باعتبار أدلة ثبوتها ، وهو نوعان :
أ – صفات خبرية : وهي الصفات التي لا سبيل إلى إثباتها إلا السمع والخبر عن الله أو عن رسوله صلى الله عليه وسلم ، وتسمى ( صفات سمعية أو نقلية ) ، وقد تكون ذاتية ، كالوجه ، واليدين ، وقد تكون فعلية ، كالفرح ، والضحك .

ب – صفات سمعية عقلية : وهي الصفات التي يشترك في إثباتها الدليل السمعي ( النقلي ) والدليل العقلي ، وقد تكون ذاتية ، كالحياة والعلم ، والقدرة ، وقد تكون فعلية ، كالخلق ، والإعطاء .

القسم الثالث : باعتبار تعلقها بذات الله وأفعاله ، وهو ثلاثة أنواع :
أ – صفات ذاتية : وهـي التي لم يزل ولا يزال الله متصفاً بها ، فهي لا تنفك عنه سبحانه وتعالى ، كالعلم ، والقدرة ، والحياة ، والسمع ، والبصر ، والوجه ، واليدين ونحو ذلك ، ويسمى هذا النوع ( الصفات اللازمة لأنها ملازمة للذات لا تنفك عنها ) .

ب – صفات فعلية : وهي التي تتعلق بمشيئة الله ، إن شاء فعلها ، وإن شاء لم يفعلها ، وتتجدد حسب المشيئة ، كالاستواء على العرش ، والنزول إلى السماء الدنيا ، والغضب ، والفرح ، والضحك ، وتسمى (الصفات الاختيارية) .
قال الشيخ عبد العزيز الراجحي حفظه الله : ” وضابطها – أي : الصفات الفعلية – أنها تقيد بالمشيئة ، تقول : يرحم إذا شاء ، ويغضب إذا شاء ، ويكتب إذا شاء ، بخلاف الصفات الذاتية ، فلا تقول : يقدر إذا شاء ، ويعلم إذا شاء ، بل هو سبحانه عليم وقدير في جميع الأحوال ” انتهى من ” شرح كتاب التوحيد من صحيح البخاري ” .

ج – صفات ذاتية فعلية باعتبارين : باعتبار أصل الصفة ذاتي ، وباعتبار آحاد الفعل فعلي ، فالكلام – مثلاً – صفة ذاتية باعتبار أصله ؛ لأن الله لم يزل ولا يزال متكلماً ، أما باعتبار آحاد الكلام ، فهو صفة فعلية ؛ لأن الكلام يتعلق بمشيئته سبحانه .

ويظر : ” مجموع فتاوى الشيخ ابن عثيمين ” (1 / 124 ) .

القسم الرابع : باعتبار الجلال والجمال ، وهو نوعان :
أ – صفات الجمال : وهي الصفات التي تبعث في القلب محبة الخالق والرغبة فيما عنده سبحانه وتعالى ، ومن ذلك صفة الرحمة ، والمغفرة ، والرأفة .

ب – صفات الجلال : وهي الصفات التي تبعث في القلب مخافة الله جل وعلا وتعظيمه ، ومن ذلك صفة القوة ، والقدرة ، والقهر .

قال الشيخ صالح آل الشيخ حفظه الله : ” صفات العَظَمَة هذه يقال لها صفات جلال ، وصفات ونعوت الرحمة والمحبة يقال له صفات جمال ، هذا اصطلاح لبعض علماء السنة وهو اصطلاح صحيح .
ولهذا في الختمة التي تُنسبُ لشيخ الإسلام ابن تيمية ، رجَّحَ طائفة من أهل العلم أن تكون لشيخ الإسلام لورود هذا التقسيم فيها ، وهو قوله في أولها ( صدق الله العظيم المُتَوحّدُ بالجلال لكمال الجمال تعظيما وتكبيرا ) .
ولا أعلم من أَشْهَرَ هذا التقسيم قبل شيخ الإسلام ابن تيمية ، يعني : تقسيم الصفات إلى صفات جلال وجمال ” انتهى من ” شرح الطحاوية للشيخ صالح آل الشيخ ” .

وللاستزادة أكثر في باب صفات الله ننصحك بالقراءة في كتاب ( القواعد المثلى ) للشيخ ابن عثيمين رحمه الله ، وكتاب ( صفات الله عز وجل الواردة في الكتاب والسنة ) للشيخ علوي السقاف حفظه الله ، وكتاب “الأسماء والصفات” لفضيلة الشيخ عمر سليمان الأشقر ، حفظه الله.

والله أعلم

هل انتفعت بهذه الإجابة؟

المصدر

موقع الإسلام سؤال وجواب

at email

النشرة البريدية

اشترك في النشرة البريدية الخاصة بموقع الإسلام سؤال وجواب

phone

تطبيق الإسلام سؤال وجواب

لوصول أسرع للمحتوى وإمكانية التصفح بدون انترنت

download iosdownload android