تنزيل
0 / 0

هل امتناع الملائكة من دخول البيت الذي فيه صور يشمل كل البيت أم الغرف التي بها الصور ؟

السؤال: 183561

أنا مسلم جديد ، وأعيش مع والديّ في بيتهما ، حيث يعلّقون صورًا لأناس مختلفين على الجدران ، وقد قرأت أن الملائكة لا تدخل بيتاً فيه صورة ، إلا أن غرفتي خالية من أي صور ، فهل عليّ من جُناح في هذه الحالة ؟ أرجو الشرح والتوضيح .

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وبعد.

نود في البداية أن نهنئك على نور الهداية الذي حباك الله إياه ، وعلى قوة إرادتك
وحكمتك في اتخاذ القرار الصعب بالتحول إلى الإسلام ، وتحمل الكثير من المتاعب بسبب
ذلك ، وهذه صفات مميزة ، قد لا تتوفر في كثير من الأشخاص الذين يضعفون رغم قناعتهم
بالإسلام ، ولكن شأنه في قلوبهم ثانوي ، لا يعدو كونه تغيير أوراق شخصية أو عادات
يومية ، يقول الله عز وجل : ( وَيَزِيدُ اللَّهُ الَّذِينَ اهْتَدَوْا هُدًى
وَالْبَاقِيَاتُ الصَّالِحَاتُ خَيْرٌ عِنْدَ رَبِّكَ ثَوَابًا وَخَيْرٌ مَرَدًّا )
مريم/76.
ونحن – إذ نشكر لك سؤالك وحرصك على أحكام الشريعة الإسلامية – نود تنبيهك أيضا إلى
ضرورة تعلم الإسلام ، عقيدة وشريعة ، وضرورة العناية بأركان الدين وثوابته
العقائدية والتشريعية التي جاء التركيز عليها في نصوص الكتاب والسنة ، والانتباه
إلى الفرق بينها وبين مسائل الفروع الفقهية التي قد يقع فيها الاختلاف بين العلماء
، فلا تأخذها جميعها بميزان واحد ، بل لا بد من النظر في كل منها بما يناسبه ، وذلك
من حكمة الله سبحانه وتعالى في مراعاة الطبيعة البشرية المختلفة ، لذلك تجد لدى
جميع الأمم الأركان والثوابت التي يجتمعون عليها ، والمكملات والفوارق التي يختلفون
فيها .
نبين هذا لأن سؤالك – أخانا الكريم – من القضايا الاجتهادية التي قد تختلف فيها
أنظار الفقهاء والعلماء ، يتأملون لحلها في الأحاديث النبوية وفي الأدلة الشرعية ،
ثم يجتهدون في قياس محل الإشكال على تلك الأدلة ، فمنهم من يقتنع بحكم ، ومنهم من
يتوصل إلى آخر ، وهكذا يقول النبي صلى الله عليه وسلم : ( إِذَا حَكَمَ الحَاكِمُ
فَاجْتَهَدَ ثُمَّ أَصَابَ فَلَهُ أَجْرَانِ ، وَإِذَا حَكَمَ فَاجْتَهَدَ ثُمَّ
أَخْطَأَ فَلَهُ أَجْرٌ ) رواه البخاري (7352) ومسلم (1716) .
وقد سبق في موقعنا أن حكم التصوير الفوتوغرافي ، وتعليق تلك الصور على الجدران من
مسائل الخلاف بين الفقهاء المعاصرين ، ولكن المعتمد لدينا هو تحريم ذلك لغير حاجة
أو ضرورة ، اعتمادا على الأحاديث النبوية المطلقة في تحريم التصوير ، واحتياطا
للدين ، يمكنك مراجعة تلك الفتاوى في الأرقام الآتية : (7918)
، (95322) ، (101257)
، (10668) .

ويبقى السؤال إن كانت الصور
تمنع دخول الملائكة إلى جميع أجزاء المنزل الذي فيه صورة واحدة ، أم تمنع دخول
الملائكة الغرفة التي علقت فيها الصورة دون غيرها من غرف المنزل الخالية عن الصور .
الذي يبدو لنا أن وجود الصور المحرَّمة يمنع دخول ملائكة الرحمة المكان الذي توجه
فيه فقط ، أي الغرفة التي تشتمل عليها فحسب ، أما بقية غرف المنزل الخالية عن الصور
فلا يشملها هذا المنع ، والدليل على ذلك قوله صلى الله عليه وسلم : ( إِنَّ
البَيْتَ الَّذِي فِيهِ الصُّوَرُ لاَ تَدْخُلُهُ المَلاَئِكَةُ ) رواه البخاري
(5961) ومسلم (2104)
فقوله عليه الصلاة والسلام ( البيت ) يعني المكان أو الغرفة التي فيها الصور فحسب ،
فقد كان ( البيت ) يطلق على ما يسميه الناس اليوم ” الغرفة “، بدليل قوله صلى الله
عليه وسلم – في الحديث الصحيح -: ( صَلَاةُ الْمَرْأَةِ فِي بَيْتِهَا أَفْضَلُ
مِنْ صَلَاتِهَا فِي حُجْرَتِهَا ، وَصَلَاتُهَا فِي مَخْدَعِهَا أَفْضَلُ مِنْ
صَلَاتِهَا فِي بَيْتِهَا ) رواه أبوداود في ” السنن ” (570) وصححه الألباني في ”
صحيح أبي داود “.
يقول ابن حجر رحمه الله :
” المراد بالبيت المكان الذي يستقر فيه الشخص ، سواء كان بناء أو خيمة أم غير ذلك ”
انتهى من ” فتح الباري ” (10/381) .

وقال الشيخ ابن عثيمين رحمه
الله :
” إذا كانت الصورة محرمة فالظاهر -والله أعلم- أنه إذا كانت في حجرة فإن ذلك لا
يشمل كل البيت ، لا سيما إذا كان أهل البيت قد كرهوا ذلك ؛ لأنه يوجد في بعض
العوائل يكون واحد منهم قد استهوته الشياطين وصار يقتني الصور ويضعها عنده أو
يعلقها على الجدار ، وأهل البيت يكرهون ذلك لكن لا يستطيعون منعه ، ففي هذه الحال
إن أهل البيت الذين يكرهون ذلك لا تمتنع الملائكة من دخول بيتهم .
وأما الحجرة التي فيها الصور فإن الملائكة لا تدخل بيتاً فيه صورة ” انتهى من ”
لقاء الباب المفتوح ” (لقاء رقم/75، سؤال رقم/17) .
والله أعلم .

المصدر

موقع الإسلام سؤال وجواب

هل انتفعت بهذه الإجابة؟

at email

النشرة البريدية

اشترك في النشرة البريدية الخاصة بموقع الإسلام سؤال وجواب

phone

تطبيق الإسلام سؤال وجواب

لوصول أسرع للمحتوى وإمكانية التصفح بدون انترنت

download iosdownload android