0 / 0
23,57423/01/2013

هل حفظ القرآن الكريم من أسباب تنمية الذكاء ؟

السؤال: 184570

لو أن شخصاً قام بحفظ القرآن فهل هذا يجعله أكثر ذكاءً ، وإذا كانت الإجابة بـ ” لا “، فكيف يمكنني أن أكون أكثر فطنة من خلال الطرق والتعاليم التي تعرضها الشريعة الإسلامية في القرآن ؟

الجواب

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وبعد.

تنمية الذكاء لدى الإنسان واحد من التخصصات العلمية ، والدراسات النفسية ، التي تعتني بها الجامعات والمعاهد والمراكز البحثية اليوم ، فهي همٌّ مشترك للكثير من الباحثين ، وتبذل لتحقيقه الكثير من الجهود والبرامج ، المبنية على دراسات وأبحاث متخصصة .
وإثبات علاقة حفظ القرآن الكريم بزيادة ذكاء الحافظ لا بد أن يستند إلى دراسات وأبحاث علمية منضبطة ، تجري تجاربها على شريحة معينة من طلبة مراكز تحفيظ القرآن ، وتقوم بفحص مستويات الذكاء قبل الحفظ وبعده من خلال أدق مقاييس الذكاء العالمية ، وتقارن بعد ذلك بالطلبة الذين لا يشتغلون بالحفظ ، مع مراعاة اختلاف السن وفارق التعليم ، والنتيجة بعد ذلك هي الحَكَم ، كي نخاطب القوم بلغتهم ، فتكون الدعوى مبنية على دليل تجريبي واضح ، ولا نتهم بإطلاق الأحكام العاطفية ، وقد سمعنا عن دراسة متخصصة أقيمت في الأزهر الشريف في هذا الشأن ، ولكن لم يتسن لنا الحصول عليها لغاية الآن .
لكن حسبنا أن نقول هنا إن حفظ القرآن وتلاوته من أعظم أسباب طهارة القلب وزكاته ، وأعظم أسباب البركة للعبد ، ونشير هنا إلى أمور مقررة :
أولا :
حفظ القرآن الكريم نور من الله تعالى يقذفه في قلب عبده ، ويكفي ما أخبر عنه النبي صلى الله عليه وسلم أنه : ( كَالأُتْرُجَّةِ طَعْمُهَا طَيِّبٌ ، وَرِيحُهَا طَيِّبٌ ) رواه البخاري (5020) ومسلم (797)، وعَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنه قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( إِنَّ الَّذِي لَيْسَ فِي جَوْفِهِ شَيْءٌ مِنَ القُرْآنِ كَالبَيْتِ الخَرِبِ ) رواه الترمذي (2913) وقال : حسن صحيح . وصححه الألباني في ” صحيح الترمذي “
ثانيا :
حفظ القرآن الكريم وسيلة مهمة للتدبر والتأمل والتفكر ، وذلك السبيل الأهم في تحصيل الفهم في دينه ، والفطنة لمواضع رضاه لتتبع ، ولمواضع سخطه لتجتنب.
ثالثا :
القرآن الكريم سبب سعادة العبد وهنائه وطمأنينته في الدنيا والآخرة ، وتنمية مهارات الذكاء لا تتم لقلب لاه مكتئب ممتلئ بالهموم والأدران .
رابعا :
الاعتبار بأذكياء العالم في العصور الأولى مِن حَفَظَة كتاب الله وسنة رسوله ، ونظرة في تراجم كبار المفسرين العظماء كالطبري ، والقرطبي ، وابن كثير ، والرازي ، وابن تيمية وغيرهم تدلك على ذلك ، فهم أعظم دليل على تأثير حفظ القرآن في مهارات الذكاء .
خامسا :
حفظ القرآن الكريم في حقيقته قراءة ومطالعة مكثفة ، وقد اتفقت كثير من الدراسات المعاصرة على أن القراءة من أهم عوامل زيادة الذكاء لدى المتلقي ؛ فكيف إذا كانت القراءة في أشرف الكلام وأطهره وأزكاه .
والله أعلم .

هل انتفعت بهذه الإجابة؟

المصدر

موقع الإسلام سؤال وجواب

at email

النشرة البريدية

اشترك في النشرة البريدية الخاصة بموقع الإسلام سؤال وجواب

phone

تطبيق الإسلام سؤال وجواب

لوصول أسرع للمحتوى وإمكانية التصفح بدون انترنت

download iosdownload android