تنزيل
0 / 0

حكم تعلم تلاوة القرآن وتجويده عن طريق متابعة القلم الالكتروني .

السؤال: 185848

يوجد قلم قارئ للقرآن وهو ما يسمى ” القلم القارئ للقرآن ” الذي يساعد على تحسين التجويد ، ويمكنك الاستماع من خلاله إلى قراء مختلفين ، وعند الضغط على القرآن الكريم بالقلم فتتلى الآية بصوت عال ، ويمكنك اختيار القارئ فتتمكن من المراجعة وتصحيح التجويد وعلى جانب قلم القرآن الكريم أزرار تفاعلية على سبيل المثال تفسير للآية ، القاري الذي ترغب في اختياره أو تغيير مستوى الصوت واختيار اللغة التي تريد … الخ .
أريد أن أعرف هل القراءة بقلم القرآن ، وكأنني أقرأ القرآن بطريقة عادية وسوف أحصل على نفس الأجر من القراءة ، فالقلم القارئ يساعدني على تصحيح أخطائي ويجعلني أفهم القرآن أكثر ، وهذا للقرآن الكريم كاملا ، وكنت

أتساءل : هل يكون هذا نوعا من البدعة ؟
ولكن هناك الكثير من الفوائد في هذا كما سبق ، من أجل تحسين فهم وتصحيح التجويد لدي ، والمعرفة عن القرآن الكريم .

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وبعد.

أولا :

ليس في هذا البرنامج المذكور
نوع من البدعة إن شاء الله ؛ لأن هذه وسيلة مبتكرة لا محظور فيها تعين على تلاوة
القرآن التلاوة الصحيحة وتعين على حفظه ومعرفة تفسيره .

وهذا كدخول الكمبيوتر وآلات
التسجيل والتصوير الحديثة وغير ذلك المجال الشرعي لتسجيل المحاضرات وتصويرها
وإذاعتها ، إلى غير ذلك . فمثل هذا ليس من قبيل البدعة .

قال الشيخ ابن عثيمين رحمه
الله : ” البدعة هي التعبد لله عز وجل بغير ما شرع ، وعلى هذا فالبدع لا تدخل في
غير العبادات ، بل ما أُحدث من أمور الدنيا ينظر فيه هل هو حلال أم حرام ، ولا يقال
إنه بدعة … وعلى هذا فما أحدثه الناس اليوم من الأشياء المقربة إلى تحقيق العبادة
لا نقول : إنها بدعة وإن كانت ليست موجودة ، من ذلك مكبّر الصوت ، مكبر الصوت ليس
موجوداً في عهد النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم ، لكنه حدث أخيراً ، إلا أن فيه
مصلحة دينية ، يبلغ للناس صلاة الإمام وقراءة الإمام والخطبة ، وكذلك في اجتماعات
المحاضرات فهو من هذه الناحية خير ومصلحة للعباد ، فيكون خيراً ، ويكون شراؤه
للمسجد لهذا الغرض من الأمور المشروعة التي يثاب عليها فاعلها ” انتهى من “نور على
الدرب” (2/426).
راجع إجابة السؤال رقم (3175)
، والسؤال رقم (95430)
.

ثانيا :
تقدم في إجابة السؤال رقم (
88728 ) ، والسؤال
رقم (112763) أن
الإنصات لقراءة القرآن خارج الصلاة سواء كان عن طريق القارئ أو عن طريق آلة التسجيل
لا يجب ، إلا أنه مستحب مشروع .
وأن الترديد مع القارئ من أجل إتقان القراءة ، أو من أجل مراجعة الحفظ لا حرج فيه .
فاستعمالك هذا القلم الالكتروني ليساعدك على الحفظ وإتقان التلاوة وتصويب الأخطاء
ومعرفة التفسير أمر محمود ، لا حرج فيه إن شاء الله .

ثالثا :
أما بالنسبة للأجر : فإن الاستماع إلى القراءة من الجهاز ليس كالاستماع من القارئ
المباشر ، كما تقدم في إجابة السؤال رقم (112763)
.

وكذلك أيضا : الاستماع ليس
كالتلاوة ، بل التلاوة أفضل من الاستماع ، وإن كان التنويع بين العبادات المشروعة
أمرا حسنا مطلوبا ، وهو أفضل من تركها بعضها دائما .
قال الشيخ محمد بن إبراهيم رحمه الله :
” يثاب الإنسان على نيته الصالحة ، وعلى استماعه لتلاوة القرآن وتفسيره ، والأحاديث
النبوية ، سواء كانت من فم القارئ ، أو من صوت مسجل براديو أو غيره ، مع أن الأصل
في الاستماع إلى قراءة القرآن عن السلف أن تكون من صوت القارئ نفسه وبدون واسطة .

كما أن تلاوة الإنسان القرآن بنفسه بتدبر وخشوع أفضل وأعظم أجراً ” .
انتهى من “فتاوى ورسائل محمد بن إبراهيم” (13 /81) .

والتلاوة مع الاستماع لتجويد
القراءة وتصويب الأخطاء أفضل من مجرد التلاوة التي يخطئ فيها التالي ؛ لأن القراءة
الصحيحة المجودة أفضل من القراءة غير المجودة والتي تقع فيها أخطاء .
هذا بالنسبة لمن لا يحسن التلاوة والتجويد .
فإذا كنت لا تحسن التلاوة فقراءتك القرآن مع متابعة القارئ المجود عن طريق القلم
الالكتروني أفضل من مجرد تلاوتك للقرآن مع وقوعك في بعض الأخطاء وعدم تجويدك .
أما بالنسبة لمن يحسن التلاوة والتجويد فالأفضل له الاقتصار على القراءة من المصحف
أو القراءة من حفظه إذا كان حافظا ؛ لأن هذا هو الأصل : أن يتلو القرآن دون أن يجمع
مع التلاوة السماع ، ولأن هذا هو عمل السلف والأئمة والناس من بعدهم ، ولأن ذلك
أجمع لقلب التالي وأقرب إلى الخشوع والتدبر ، وإن كان يشرع له في بعض الأحيان أن
يشتغل بالسماع من غيره ، خاصة إذا كان حسن القراءة ، يتخشع فيها .

ومع أنه لا تحجير على فضل
الله وعطائه لعباده ، إلا أن قراءة الماهر بالقرآن أفضل من قراءة غيره ، ومن اجتهد
في التعلم والضبط والحفظ ، ويشق عليه ذلك ، أجره الله عليه ، وجبر له نقصه ؛ كما
روى البخاري (4937) ومسلم (798) – واللفظ له – عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ قَالَ
رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( الْمَاهِرُ بِالْقُرْآنِ
مَعَ السَّفَرَةِ الْكِرَامِ الْبَرَرَةِ ، وَالَّذِي يَقْرَأُ الْقُرْآنَ
وَيَتَتَعْتَعُ فِيهِ وَهُوَ عَلَيْهِ شَاقٌّ لَهُ أَجْرَانِ ) .
قال النووي رحمه الله :
” الْمَاهِر : الْحَاذِق الْكَامِل الْحِفْظ الَّذِي لَا يَتَوَقَّف وَلَا يَشُقّ
عَلَيْهِ الْقِرَاءَة بِجَوْدَةِ حِفْظه وَإِتْقَانه ، وَأَمَّا الَّذِي
يَتَتَعْتَع فِيهِ فَهُوَ الَّذِي يَتَرَدَّد فِي تِلَاوَته لِضَعْفِ حِفْظه فَلَهُ
أَجْرَانِ : أَجْر بِالْقِرَاءَةِ , وَأَجْر بِتَتَعْتُعِهِ فِي تِلَاوَته
وَمَشَقَّته ، قَالَ الْقَاضِي وَغَيْره مِنْ الْعُلَمَاء : وَلَيْسَ مَعْنَاهُ
الَّذِي يَتَتَعْتَع عَلَيْهِ لَهُ مِنْ الْأَجْر أَكْثَر مِنْ الْمَاهِر بِهِ ,
بَلْ الْمَاهِر أَفْضَل وَأَكْثَر أَجْرًا ; لِأَنَّهُ مَعَ السَّفَرَة وَلَهُ
أُجُور كَثِيرَة , وَلَمْ يَذْكُر هَذِهِ الْمَنْزِلَة لِغَيْرِهِ , وَكَيْف
يَلْحَق بِهِ مَنْ لَمْ يَعْتَنِ بِكِتَابِ اللَّه تَعَالَى وَحِفْظه وَإِتْقَانه
وَكَثْرَة تِلَاوَته وَرِوَايَته كَاعْتِنَائِهِ حَتَّى مَهَرَ فِيهِ ؟ ” انتهى .

والخلاصة :
حيث إنك لا تحسن التلاوة المجودة ، وتخطئ أحيانا في التلاوة ، فيساعدك هذا القلم
على تصويب الخطأ والتلاوة الجيدة ، مع معرفة التفسير : فمتابعتك مع هذا البرنامج
أمر حسن مشروع ، لا بدعة فيه ، إن شاء الله .

والله أعلم .

المصدر

موقع الإسلام سؤال وجواب

هل انتفعتم بهذه الإجابة؟

at email

النشرة البريدية

اشترك في النشرة البريدية الخاصة بموقع الإسلام سؤال وجواب

phone

تطبيق الإسلام سؤال وجواب

لوصول أسرع للمحتوى وإمكانية التصفح بدون انترنت

download iosdownload android