0 / 0

كيف تكون المسلمة مصدر ازدهار ورخاء في حياة زوجها ؟

السؤال: 186010

سمعت البعض يقول : إن الرجل إذا تزوج فإنه إمّا أن تزدهر حياته وتنمو ، وإما أن يعاني ويصارع الحياة وكل ذلك بسبب زوجته ، فهي إما مصدر حظ حسن أو حظ سيء.
سؤالي هو: كزوجات، ماذا يمكننا أن نفعل كي نجلب لأزواجنا الحظ الحسن؟ وما تفصيل هذا الموضوع على ضوء من الكتاب والسنة ؟

الجواب

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وبعد.

أولا :
التشاؤم والتطير مذموم في الشريعة ، وهو ضعف الثقة بالله ، والتوكل عليه ، والإيمان بقدره وتدبيره وتصريفه .
وأما ما رواه البخاري (5094) ومسلم (2225) عَنْ ابْنِ عُمَرَ قَالَ : “ذَكَرُوا الشُّؤْمَ عِنْدَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( إِنْ كَانَ الشُّؤْمُ فِي شَيْءٍ فَفِي الدَّارِ وَالْمَرْأَةِ وَالْفَرَسِ ) .
فليُعلَمْ أنه ليس شيء من النساء أو الدور أو الدواب تضر أو تنفع إلا بإذن الله ، فهو سبحانه خالق الخير والشر ، ولكن قد يبتلي العبد بامرأة سيئة الخلق ، أو دار يكثر فيها العطب ، فيشرع للعبد التخلص من ذلك ، فرارا من قدر الله إلى قدر الله ، وحذرا من الوقوع في التشاؤم المذموم .
ولم ينسب النبي صلى الله عليه وسلم الطيرة والشؤم إلى شيء من الأشياء على سبيل أنه سبب مؤثر بذاته ، دون تقدير الله تعالى .
فلا يجوز للمسلم أن يعتقد أن هذه الأشياء تؤثر بذاتها ؛ لأن ذلك من الشرك ؛ لعموم قوله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( الطِّيَرَةُ شِرْكٌ ) رواه أبو داود (3910) وصححه الألباني في “صحيح أبي داود” .
راجع جواب السؤال رقم : (27192) .
ثانيا :
القول بأن الزوجة إما أن تكون مصدر حظ حسن أو مصدر حظ سيء لزوجها : إن كان هذا من واقع النظر إلى عملها ومعاشرتها زوجها ، فنعم : من كانت صالحة تتقي الله وتطيع الزوج وتؤدي الذي عليها فهي فأل حسن ، وفاتحة خير وبركة على زوجها وأهل بيتها ؛ كما روى مسلم (1467) عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : ( الدُّنْيَا مَتَاعٌ وَخَيْرُ مَتَاعِ الدُّنْيَا الْمَرْأَةُ الصَّالِحَةُ ) .
ومن كانت عاصية لربها ، خارجة عن طوع زوجها ، ناشزة عليه ، كافرة لنعمته : فذلك شؤم المرأة حقيقة ؛ فاليُمْن ، والشؤم إنما هو بأعمال العباد ، وأخلاقهم ، ليس بذواتهم ، ولا أشكالهم ، ولا صورهم ، كما قال تعالى عن الْقَرْيَةِ الَّتِي جَاءَهَا الْمُرْسَلُونَ ، فِي قَوْلِهِ: ( قَالُوا إِنَّا تَطَيَّرْنَا بِكُمْ لَئِنْ لَمْ تَنْتَهُوا لَنَرْجُمَنَّكُمْ ) ؛ وَبَيَّنَ تَعَالَى أَنَّ شُؤْمَهُمْ مِنْ قِبَلِ كُفْرِهِمْ ، وَمَعَاصِيهِمْ، لَا مِنْ قِبَلِ الرُّسُلِ؛ قَالَ فِي الْأَعْرَافِ : ( أَلَا إِنَّمَا طَائِرُهُمْ عِنْدَ اللَّهِ ) … وَقَالَ فِي يس : ( قَالُوا طَائِرُكُمْ مَعَكُمْ ) .
ينظر : ” أضواء البيان ” ، للشنقيطي رحمه الله (2/39) .

وحينئذ يقال لمن أرادت لنفسها ولزوجها ولذريتها الحياة الطيبة في الدنيا ، والسعادة الدائمة في الآخرة فعليها بتقوى الله في السر والعلن ، بأداء ما افترض الله عليها ، وترك ما نهاها الله عنه ، ثم بطاعة زوجها ، وحسن معاشرته ، وعدم مخالفته في المعروف ، وعدم تكليفه فوق ما يطيق ، بل لا تطلب منه كل ما يطيق ؛ بل المرأة العاقلة تدع شيئا من ذلك ، ولا تأتي معه على كل ؛ ثم توطن نفسها على الصبر والاحتمال ، إذا حصل نوع من خلاف ، أو منازعة ، أو تقصير .
ثم بالحرص على تنشئة أولادها التنشئة الصالحة بتربيتهم على تعاليم الإسلام وأخلاقه وآدابه ، وتربيتهم على طاعة الله وطاعة رسوله صلى الله عليه وسلم .
وذلك كله ، معلق بقدرة العبد ، ووسعه ، فلا يكلف الله نفسا إلا وسعها ، ومن اتقى الله فيما قدر عليه ، كفاه الله مؤنة ما عجز عنه ، بمنه وكرمه .
وقد قال الله تعالى : ( مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ) النحل /97 .

وروى ابن حبان (4032) عن سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ( أربع من السعادة : المرأة الصالحة ، والمسكن الواسع ، والجار الصالح ، والمركب الهنيء ، وأربع من الشقاوة : الجار السوء ، والمرأة السوء، والمسكن الضيق ، والمركب السوء ) صححه الألباني في “الصحيحة” (282) .
راجعي لمعرفة المزيد جواب السؤال رقم (10680) ، (88353).
وراجعي لمعرفة طرق النجاح في الحياة جواب السؤال رقم : (22704) .

والله تعالى أعلم .

هل انتفعت بهذه الإجابة؟

المصدر

موقع الإسلام سؤال وجواب

at email

النشرة البريدية

اشترك في النشرة البريدية الخاصة بموقع الإسلام سؤال وجواب

phone

تطبيق الإسلام سؤال وجواب

لوصول أسرع للمحتوى وإمكانية التصفح بدون انترنت

download iosdownload android