0 / 0

صحة حديث إهداء ملك الهند زنجبيلا للرسول صلى الله عليه وسلم

السؤال: 186168

ورد في بعض كتب الحديث كما في ” مستدرك ” للحاكم ، من رواية أبي سعيد الخدري : ” أن ملك الهند أرسل إلى النبي صلى الله عليه وسلم هدية ، عبارة عن مخلل فيه شيء من الزنجبيل ، فوزّعه النبي صلى الله عليه وسلم على من حوله من الصحابة ، وقال أبو سعيد : وحصلت على شيء منه فأكلته ” .” مستدرك الحاكم، كتاب الأطعمة، المجلد الرابع، صفحة 150″ .
فما صحة هذا الحديث؟

الجواب

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وبعد.

هذا الحديث المشار إليه في السؤال رواه الحاكم في “مستدركه” (7190) .
حدثنا علي بن حمشاد العدل ثنا العباس بن الفضل الأسفاطي ومحمد بن غالب قالا : ثنا عمرو بن حكام ثنا شعبة أخبرني علي بن زيد قال : سمعت أبا المتوكل يحدث عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال : ” أهدى ملك الهند إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم جرة فيها زنجبيل ، فأطعم أصحابه قطعة قطعة وأطعمني منها قطعة ” .

والمشهور بهذا الإسناد أن ملك الروم هو الذي أهدى تلك الهدايا إلى النبي صلى الله عليه وسلم لا ملك الهند ، كذا رواه الطبراني في “المعجم الأوسط” (2416) ، والطبري في “التهذيب” (1599) والإسماعيلي في “معجمه” (187) ، وابن الأعرابي في “معجمه” (292) ، والعقيلي في “الضعفاء” (3/267) ، وابن عدي في “الكامل” (5/137) من طريق عمرو بن حكام قال حدثنا شعبة قال سمعت علي بن زيد يحدث عن أبي المتوكل الناجي عن أبي سعيد الخدري قال : ” أهدى ملك الروم إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم هدايا ، وكان فيما أهدى إليه جره فيها زنجبيل ، فأطعم كل إنسان قطعة وأطعمني قطعة ” .

وهذا الحديث مما أنكروه على عمرو بن حكام واتهموه به ، قال أبو حاتم وأبو زرعة :
” حديث عمرو بن حكام حديث منكر ، لا نعلم أنه رواه أحد سوى عمرو بن حكام ” .
انتهى من “علل الحديث” (1 /302) .
وقال الذهبي في ” تلخيص المستدرك ” : ” هذا مما ضعفوا به عمرا ، تركه أحمد ” .
وقال الهيثمي :
” رواه الطبراني في الأوسط ، وفيه عمرو بن حكام وقد اتهم بهذا الحديث وهو ضعيف ” .
انتهى من “مجمع الزوائد” (5 /59) .
وقال الذهبي أيضا :
” هذا منكر من وجوه : أحدهما أنه لا يعرف أن ملك الروم أهدى شيئا إلى النبي صلى الله عليه وسلم .
وثانيهما أن هدية الزنجبيل من الروم إلى الحجاز شيء ينكره العقل ، فهو نظير هدية التمر من الروم إلى المدينة النبوية ” انتهى من “ميزان الاعتدال” (3/ 254) .
وعمرو بن حكام ، قال أحمد : كان يروي عن شعبة نحو أربعة آلاف حديث ، تُرك حديثه . وقال ابن عدي : عامة ما يرويه غير متابع عليه ، وضعفه علي بن المديني ، والبخاري وأبو زرعة ، والساجي ، والعقيلي ، وابن شاهين ، وأبو أحمد الحاكم وغيرهم .
انظر : “لسان الميزان” (4 /360) .
وقد رواه ابن عساكر في “تاريخه” (14/343) من طريق محمد بن أشرس بن موسى السلمي نا الحسين بن الوليد نا شعبة به .
ومحمد بن أشرس قال الذهبي : ” متهم في الحديث . وتركه أبو عبد الله بن الأخرم الحافظ وغيره “.
ثم روى له هذا الحديث وقال : ” هذا إنما يعرف بعمرو بن حكام عن شعبة ، فالحسين بن الوليد من ثقات الخراسانيين، لا يحتمل هذا ” انتهى من “ميزان الاعتدال” (3 /485) .
وقال ابن أبي حاتم : ” وسألت أبي وأبا زرعة عن حديث رواه عمرو بن حكام عن شعبة … فذكره ، فقالا : لا نعرفه من حديث شعبة ، رواه ابن يزيد بن هارون ، عن سفيان بن حسين عن علي بن زيد ، عن أنس.
قلت فهذا صحيح ؟ قالا : هذا أشبه ” انتهى من “علل الحديث” (1 /302) .

يشيران إلى ما رواه أبو داود (4047) وأحمد (12987) من طريق عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ أَنَّهُ قَالَ : ” إِنَّ مَلِكَ الرُّومِ أَهْدَى لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مُسْتَقَةً مِنْ سُنْدُسٍ ( فرو طويل الأكمام ) فَلَبِسَهَا وَكَأَنِّي أَنْظُرُ إِلَى يَدَيْهَا تَذَبْذَبَانِ مِنْ طُولِهِمَا ، فَجَعَلَ الْقَوْمُ يَقُولُونَ يَا رَسُولَ اللَّهِ أُنْزِلَتْ عَلَيْكَ هَذِهِ مِنْ السَّمَاءِ ؟ فَقَالَ : ( وَمَا يُعْجِبُكُمْ مِنْهَا فَوَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ إِنَّ مَنْدِيلًا مِنْ مَنَادِيلِ سَعْدِ بْنِ مُعَاذٍ فِي الْجَنَّةِ خَيْرٌ مِنْهَا ، ثُمَّ بَعَثَ بِهَا إِلَى جَعْفَرِ بْنِ أَبِي طَالِبٍ فَلَبِسَهَا ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( إِنِّي لَمْ أُعْطِكَهَا لِتَلْبَسَهَا ) ، قَالَ فَمَا أَصْنَعُ بِهَا ؟ قَالَ : ( أَرْسِلْ بِهَا إِلَى أَخِيكَ النَّجَاشِيِّ ).
وهذا منكر ، والصحيح من حديث أنس ما رواه البخاري (2616) ومسلم (2468) من طريق قتادة ، والترمذي (1723) من طريق واقد بن عمرو ، وأحمد (13080) من طريق عاصم بن عمر بن قتادة ، ثلاثتهم عن أنس رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ” أنّ أُكَيْدِرَ دُومَةَ أَهْدَى إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ جُبَّة سُنْدُسٍ ، وَكَانَ يَنْهَى عَنْ الْحَرِيرِ فَعَجِبَ النَّاسُ مِنْهَا فَقَالَ : ( وَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ لَمَنَادِيلُ سَعْدِ بْنِ مُعَاذٍ فِي الْجَنَّةِ أَحْسَنُ مِنْ هَذَا ) .
هذا هو الصحيح من حديث أنس ، بل هذا هو الصحيح في الباب ، وأما ما رواه علي بن زيد فمنكر كما تقدم ، وخاصة قوله :
(أَرْسِلْ بِهَا إِلَى أَخِيكَ النَّجَاشِيِّ) قال الألباني رحمه الله : ” هذه الجملة منكرة ” .
“السلسلة الصحيحة” (13 /149) .

وعلي بن زيد هو ابن جدعان ضعيف ، ضعفه أحمد ، وابن معين ، وأبو زرعة ، وأبو حاتم والنسائي ، وابن خزيمة ، والدارقطني ، وغيرهم .
راجع : “تهذيب التهذيب” (7/284)
وأولى منه بالنكارة خبر عمرو بن حكام المتقدم .

والله تعالى أعلم .

هل انتفعت بهذه الإجابة؟

المصدر

موقع الإسلام سؤال وجواب

at email

النشرة البريدية

اشترك في النشرة البريدية الخاصة بموقع الإسلام سؤال وجواب

phone

تطبيق الإسلام سؤال وجواب

لوصول أسرع للمحتوى وإمكانية التصفح بدون انترنت

download iosdownload android