0 / 0

لديها رغبة شديدة في الإنجاب وتدعو بذلك ، وزوجها يريد تأجيل الحمل فأصابها الإحباط

السؤال: 190396

زوجي ممن يؤمنون بتنظيم النسل ، وأنا امرأة في السادسة والعشرين وقد تزوجت منذ أربعة أشهر ، وأشعر برغبة شديدة في الولد ، لكن زوجي قرر أن لا ننجب إلا بعد عام أو عامين إلى أن يتسنى له جمع بعض المال .
لقد سألت الله أن يعطيني ما أريد في أسرع وقت ، لكني كلما تذكرت قرار زوجي شعرت بالإحباط ، فماذا أفعل ؟

الجواب

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وبعد.

من مقاصد النكاح في الإسلام وجود النسل وتكثير الأمة ، وقد روى أبو داود (2050) عَنْ مَعْقِلِ بْنِ يَسَارٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( تَزَوَّجُوا الْوَدُودَ الْوَلُودَ فَإِنِّي مُكَاثِرٌ بِكُمْ الأُمَمَ ) صححه الألباني في ” صحيح أبي داود ” (1805) .
والإنجاب حق مشترك بين الزوجين ، وليس لأحدهما أن يختص لنفسه بهذا الحق دون الآخر، فإذا رغبت الزوجة في الإنجاب فليس للزوج أن يمنعها منه ، ولهذا قرر الفقهاء أن الزوج لا يعزل عن الحرة إلا بإذنها .
وتأخير الحمل خشية عدم القدرة على الإنفاق على الأولاد فيه سوء ظن بالله تعالى ، لأن الله عز وجل قد تكفل برزقهم فقال : ( نَحْنُ نَرْزُقُهُمْ وَإِيَّاكُمْ ) الإسراء / 31 ، كما أن كثرة الأولاد رغبت فيه الشريعة ، والمؤمن يحسن ظنه بربه تعالى أنه هو الرزاق ، ولو اعتمد الناس على هذا التخوف لقلت الذرية وحصل ما يضاد رغبة الشارع من تكثيرها .
وعليه : فلا يلزمك طاعة زوجك في استعمال ما يمنع الحمل ، لما يترتب عليه من ضياع حقك ، ولك أن تستعملي الحيلة لتتوصلي إلى الإنجاب الذي هو مقصود معتبر من مقاصد النكاح ، لكننا ننصحك أن يتم هذا بالتفاهم بينكما ، وشرح الأمر له ، وأن الرزق بيد الله ؛ فمن يدري لعل هذا المولود أن يكون سببا في فتح أبواب الرزق أمامك ؛ ثم إن تنظيم النسل عند عامة الناس : لا يكون من الطفل الأول !! فما الذي دعاه إلى الزواج أصلا ؛ إن المفهوم أن ينجب طفلا ، طفلين ، ثم يتوقف فترة ما ، بما يتناسب مع وضع الأم ، أو وضع معين للأسرة ؛ أما أن يبدأ من الطفل الأول ، ويقول إنه لن ينجب إلا بعد فترة ؛ فهذا مستغرب جدا .
وإذا قدر أن الأمر تأخر وقتا ما ، ولو عدة أشهر ، ولم تتمكني من إقناع زوجك : فاصبري ، فلعل الله أن يهدي قلبه ، ويقضي لك حاجتك ، وإياك أن تتوقفي عن الدعاء ، فهو من أجل العبادات ، ومن أعظم أسباب حصول المطوب ، وأحسني الظن بربك عز وجل في كل شيء .
والله أعلم .

هل انتفعت بهذه الإجابة؟

المصدر

موقع الإسلام سؤال وجواب

at email

النشرة البريدية

اشترك في النشرة البريدية الخاصة بموقع الإسلام سؤال وجواب

phone

تطبيق الإسلام سؤال وجواب

لوصول أسرع للمحتوى وإمكانية التصفح بدون انترنت

download iosdownload android