تنزيل
0 / 0

تحقيق الإسلام لا يكون إلا باتباع الكتاب والسنة .

السؤال: 192055

أخبرتُ الناس أن اتباع الإسلام يكون باتباع التوراة والإنجيل والقرآن ، بدلا من القرآن والسنة فقط . فقالوا : إنني مخطئ ؛ لأنني لست عالما ، لذلك أردت أن توضح لي خطئي ، وعلي كل الأحوال سأصدق وسأتفق مع ما تعتقد . وهذا نص نقاشي معهم : السورة الخامسة من القرآن الكريم : ( سَمَّاعُونَ لِلْكَذِبِ أَكَّالُونَ لِلسُّحْتِ فَإِنْ جَاءُوكَ فَاحْكُمْ بَيْنَهُمْ أَوْ أَعْرِضْ عَنْهُمْ وَإِنْ تُعْرِضْ عَنْهُمْ فَلَنْ يَضُرُّوكَ شَيْئًا وَإِنْ حَكَمْتَ فَاحْكُمْ بَيْنَهُمْ بِالْقِسْطِ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ * وَكَيْفَ يُحَكِّمُونَكَ وَعِنْدَهُمُ التَّوْرَاةُ فِيهَا حُكْمُ اللَّهِ ثُمَّ يَتَوَلَّوْنَ مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ وَمَا أُولَئِكَ بِالْمُؤْمِنِينَ). وهذه هي الترجمة للمعني العربي ، وهذا دليل علي أن النبي محمد قد احتكم للقرآن والتوراة ، ويقول الله تعالي أيضا في سورة القصص : (فَلَمَّا جَاءَهُمُ الْحَقُّ مِنْ عِنْدِنَا قَالُوا لَوْلَا أُوتِيَ مِثْلَ مَا أُوتِيَ مُوسَى أَوَلَمْ يَكْفُرُوا بِمَا أُوتِيَ مُوسَى مِنْ قَبْلُ قَالُوا سِحْرَانِ تَظَاهَرَا وَقَالُوا إِنَّا بِكُلٍّ كَافِرُونَ * قُلْ فَأْتُوا بِكِتَابٍ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ هُوَ أَهْدَى مِنْهُمَا أَتَّبِعْهُ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ * فَإِنْ لَمْ يَسْتَجِيبُوا لَكَ فَاعْلَمْ أَنَّمَا يَتَّبِعُونَ أَهْوَاءَهُمْ وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّنِ اتَّبَعَ هَوَاهُ بِغَيْرِ هُدًى مِنَ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ) .

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وبعد.

أولا :
أصل دين الأنبياء والرسل واحد لا يختلف ، وهو توحيد الله وعبادته وحده ، ونبذ عبادة ما يعبد من دونه ، قال تعالى : ( وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَسُولًا أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ ) النحل/ 36 ، وقال تعالى : ( وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ إِلَّا نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدُونِ ) الأنبياء/ 25 .
فالتوراة والإنجيل والقرآن متفقون على هذا الأصل .
أما أحكام الحلال والحرام وتفاصيل العبادات فلكل نبي شرعه ، قال تعالى : ( لِكُلٍّ جَعَلْنَا مِنْكُمْ شِرْعَةً وَمِنْهَاجًا ) المائدة/48.
وانظر إجابة السؤال رقم 🙁159831). .
ثانيا :
لما كان النبي محمد صلى الله عليه وسلم خاتم النبيين ، وكانت شريعته أكمل الشرائع وأتمها ، وكانت سنته من كمال شرعه وجب التحاكم إلى الكتاب والسنة إلى يوم القيامة ، لأنه لا نبي بعده صلى الله عليه وسلم ، ولا بد للناس من شريعة تحكمهم ، وشريعة النبي صلى الله عليه وسلم أكمل الشرائع وآخرها ، فوجب اتباع شريعته ، وهي الكتاب والسنة .
وقد قال النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( أَلَا إِنِّي أُوتِيتُ الْكِتَابَ، وَمِثْلَهُ مَعَهُ ) .
رواه أبو داود (4604) ، وصححه الألباني .
فكانت شريعة الكتاب والسنة هي التي يجب اتباعها إلى يوم القيامة ، ولا يجوز لأحد الخروج عنها ، كما لا يجوز الرجوع إلى شريعة التوراة أو الإنجيل ؛ لأن الله تعالى قد نسخ بشريعة محمد صلى الله عليه وسلم ما سبقه من الشرائع إلا ما أُقر منها ، بخلاف الاعتقاد ومسائل الإيمان فإنها ثابتة .
قال تعالى :
( وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ الْكِتَابِ وَمُهَيْمِنًا عَلَيْهِ فَاحْكُمْ بَيْنَهُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَهُمْ عَمَّا جَاءَكَ مِنَ الْحَقِّ لِكُلٍّ جَعَلْنَا مِنْكُمْ شِرْعَةً وَمِنْهَاجًا ) المائدة/ 48 .
قال ابن كثير رحمه الله :
” فالقرآن أَمِينٌ وَشَاهِدٌ وَحَاكِمٌ عَلَى كُلِّ كِتَابٍ قَبْلَهُ ، جَعَلَ اللَّهُ هَذَا الْكِتَابَ الْعَظِيمَ، الَّذِي أَنْزَلَهُ آخِرَ الْكُتُبِ وَخَاتَمَهَا، أَشْمَلَهَا وَأَعْظَمَهَا وَأَحْكَمَهَا ؛ حَيْثُ جَمَعَ فِيهِ مَحَاسِنَ مَا قَبْلَهُ، وَزَادَهُ مِنَ الْكَمَالَاتِ مَا لَيْسَ فِي غَيْرِهِ ؛ فَلِهَذَا جَعَلَهُ شَاهِدًا وَأَمِينًا وَحَاكِمًا عَلَيْهَا كُلِّهَا، وَتَكَفَّلَ تَعَالَى بِحِفْظِهِ بِنَفْسِهِ الْكَرِيمَةِ .
وَقَوْلُهُ: (فَاحْكُمْ بَيْنَهُمْ بِمَا أَنزلَ اللَّهُ) أَيْ : فَاحْكُمْ يَا مُحَمَّدُ بَيْنَ النَّاسِ : عَرَبهم وَعَجَمِهِمْ ، أُميهم وَكِتَابَيِّهِمْ بِمَا أَنزلَ اللَّهُ إِلَيْكَ فِي هَذَا الْكِتَابِ الْعَظِيمِ ، وَبِمَا قَرَّرَهُ لَكَ مِنْ حُكْمِ مَنْ كَانَ قَبْلَكَ مِنَ الْأَنْبِيَاءِ وَلَمْ يَنْسَخْهُ فِي شَرْعِكَ ” .
انتهى باختصار من “تفسير ابن كثير” (3/ 128) .
وقال ابن عثيمين رحمه الله :
” جميع الأديان السماوية منسوخة بالدين الإسلامي ، وهي الآن ليست مما يدان به لله عز وجل لأن الذي شرعها ووضعها ديناً هو الذي نسخها بدين محمد صلى الله عليه وسلم ” انتهى من “فتاوى نور على الدرب” (4/ 2) بترقيم الشاملة .

ثالثا :
ولذلك فإن قولك : ” اتباع الإسلام يكون باتباع التوراة والإنجيل والقرآن بدلا من القرآن والسنة فقط ” قول مردود لعدة أسباب :
الأول : أن أهل الكتاب من اليهود والنصارى قد حرفوا التوراة والإنجيل ، فكيف يكون اتباع الإسلام يعني اتباع الكتب المحرفة ؟!
الثاني : هذا القول لا يصلح عند الكلام عن الشرائع والأحكام لما تقدم من أن تفاصيل الأحكام مختلفة في شرائع الرسل ، والواجب على جميع الأمم اتباع شريعة محمد صلى الله عليه وسلم وحده ، والتي هي الكتاب والسنة .
وقد روى أحمد (14736) عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ رضي الله عنهما : ” أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ أَتَى النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِكِتَابٍ أَصَابَهُ مِنْ بَعْضِ أَهْلِ الْكُتُبِ فَقَرَأَهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَغَضِبَ فَقَالَ : ( أَمُتَهَوِّكُونَ فِيهَا يَا ابْنَ الْخَطَّابِ ؟ – يعني أمتحيرون ؟ – وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَقَدْ جِئْتُكُمْ بِهَا بَيْضَاءَ نَقِيَّةً ، لَا تَسْأَلُوهُمْ عَنْ شَيْءٍ فَيُخْبِرُوكُمْ بِحَقٍّ فَتُكَذِّبُوا بِهِ أَوْ بِبَاطِلٍ فَتُصَدِّقُوا بِهِ ، وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَوْ أَنَّ مُوسَى صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ حَيًّا مَا وَسِعَهُ إِلَّا أَنْ يَتَّبِعَنِي ) .
حسنه الألباني في “الإرواء” (6/34) .
الثالث : أن الله عز وجل أكمل الدين وأتم النعمة بالكتاب والسنة ، فلا خروج لأحد عن حكمهما .
قال الله عز وجل : (الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا ) المائدة/3 .
وعن أبي ذر رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ( ما بقي شيء يقرب من الجنة ويباعد من النار إلا وقد بين لكم ) .
رواه الطبراني في الكبير (1647) ، وصححه الألباني في الصحيحة (1803) .
سادسا : أن تحقيق شهادة أن محمدا رسول الله لا يتم إلا باتباع السنة .
قال ابن القيم رحمه الله :
” فقد بيَّن الله – سبحانه – على لسان رسوله بكلامه وكلام رسوله جميع ما أمره به ، وجميع ما نهى عنه ، وجميع ما أحله ، وجميع ما حرمه ، وجميع ما عفا عنه , وبهذا يكون دينُه كاملا كما قال تعالى : ( اليَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُم دينَكُم وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُم نعْمَتي) ” انتهى من ” إعلام الموقعين ” ( 1 / 250 ) .

ثالثا :
أما قول الله تعالى : ( سَمَّاعُونَ لِلْكَذِبِ أَكَّالُونَ لِلسُّحْتِ فَإِنْ جَاءُوكَ فَاحْكُمْ بَيْنَهُمْ أَوْ أَعْرِضْ عَنْهُمْ وَإِنْ تُعْرِضْ عَنْهُمْ فَلَنْ يَضُرُّوكَ شَيْئًا وَإِنْ حَكَمْتَ فَاحْكُمْ بَيْنَهُمْ بِالْقِسْطِ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ * وَكَيْفَ يُحَكِّمُونَكَ وَعِنْدَهُمُ التَّوْرَاةُ فِيهَا حُكْمُ اللَّهِ ثُمَّ يَتَوَلَّوْنَ مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ وَمَا أُولَئِكَ بِالْمُؤْمِنِينَ ) المائدة/ 42، 43 .
فمعنى هاتين الآيتين تبكيت هؤلاء اليهود الذين لا يرضون بحكم الله ولا بحكم رسوله ، وهم إنما جاءوه ليحكم بينهم ، عسى أن يوافق أهواءهم ، فخيره الله عز وجل بين أن يحكم بينهم، أو يعرض عن الحكم بينهم ، فإن حكم بينهم : وجب عليه أن يحكم بالقسط ولا يتبع أهواءهم .
ثم قال متعجبا لهم : ( وَكَيْفَ يُحَكِّمُونَكَ وَعِندَهُمُ التَّوْرَاةُ فِيهَا حُكْمُ اللَّهِ ثُمَّ يَتَوَلَّوْنَ مِن بَعْدِ ذَلِكَ وَمَا أُولَئِكَ بِالْمُؤْمِنِينَ ) فإنهم – لو كانوا مؤمنين عاملين بما يقتضيه الإيمان ويوجبه – لم يعرضوا عن حكم الله الذي في التوراة التي بين أيديهم ، ويبحثوا عما لعله يوافق أهواءهم في غيره .
وحين حكمت بينهم بحكم الله الموافق لما عندهم أيضا ، لم يرضوا بذلك ، بل أعرضوا عنه ، فلم يرتضوه .
قال تعالى: (وَمَا أُولَئِكَ) الذين هذا صنيعهم (بِالْمُؤْمِنِينَ) أي: ليس هذا دأب المؤمنين ، وليسوا أهلا للإيمان ، لأنهم جعلوا آلهتهم أهواءهم ، وجعلوا أحكام الإيمان تابعة لأهوائهم .
انظر : ” تفسير السعدي” (ص232) .

واليهود قوم بهت ، يحرفون الكلم من بعد مواضعه ، وقد تبين أنهم يحرفون الكتاب ، ولا يؤمنون بالتوراة التي أنزلها الله إنما يتبعون أهواءهم .
وقد روى البخاري (3635) ، ومسلم (1699) عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا : ” أَنَّ اليَهُودَ جَاءُوا إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَذَكَرُوا لَهُ أَنَّ رَجُلًا مِنْهُمْ وَامْرَأَةً زَنَيَا، فَقَالَ لَهُمْ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( مَا تَجِدُونَ فِي التَّوْرَاةِ فِي شَأْنِ الرَّجْمِ ؟ )، فَقَالُوا: نَفْضَحُهُمْ وَيُجْلَدُونَ ، فَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سَلاَمٍ : كَذَبْتُمْ إِنَّ فِيهَا الرَّجْمَ فَأَتَوْا بِالتَّوْرَاةِ فَنَشَرُوهَا، فَوَضَعَ أَحَدُهُمْ يَدَهُ عَلَى آيَةِ الرَّجْمِ ، فَقَرَأَ مَا قَبْلَهَا وَمَا بَعْدَهَا، فَقَالَ لَهُ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سَلاَمٍ : ارْفَعْ يَدَكَ ، فَرَفَعَ يَدَهُ فَإِذَا فِيهَا آيَةُ الرَّجْمِ ، فَقَالُوا: صَدَقَ يَا مُحَمَّدُ ، فِيهَا آيَةُ الرَّجْمِ ، فَأَمَرَ بِهِمَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَرُجِمَا، قَالَ عَبْدُ اللَّهِ : فَرَأَيْتُ الرَّجُلَ يَجْنَأُ عَلَى المَرْأَةِ يَقِيهَا الحِجَارَةَ ” .
وفي رواية مسلم : ” فَانْطَلَقَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَتَّى جَاءَ يَهُودَ ، فَقَالَ: ( مَا تَجِدُونَ فِي التَّوْرَاةِ عَلَى مَنْ زَنَى؟ ) ، قَالُوا: نُسَوِّدُ وُجُوهَهُمَا، وَنُحَمِّلُهُمَا، وَنُخَالِفُ بَيْنَ وُجُوهِهِمَا، وَيُطَافُ بِهِمَا، قَالَ: ( فَأْتُوا بِالتَّوْرَاةِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ) ” .
فلما كان حكم التوراة في هذه المسألة ، موافقا لحكم القرآن : لم يمتنع النبي صلى الله عليه وسلم من الحكم بما في التوراة ، ولأن ذلك مما يدل على أنهم كانوا يحرفون كلام الله ويبدلون حكم الله .

رابعا :
الآيات التي أوردها السائل : إنما هي في معرض محاجة الكافرين الذين كفروا بالتوراة من قبل ، وكفروا بالقرآن بعد ذلك ، فقالوا أولا : ( لَوْلَا أُوتِيَ مِثْلَ مَا أُوتِيَ مُوسَى) قال الله : ( أَوَلَمْ يَكْفُرُوا بِمَا أُوتِيَ مُوسَى مِنْ قَبْلُ قَالُوا سِحْرَانِ تَظَاهَرَا ) أي: القرآن والتوراة ، تعاونا في سحرهما ، وإضلال الناس ( وَقَالُوا إِنَّا بِكُلٍّ كَافِرُونَ ) فثبت بهذا أن القوم يريدون إبطال الحق بما ليس ببرهان ، ويقولون الأقوال المتناقضة المختلفة ، وهذا شأن كل كافر، ولهذا صرح أنهم كفروا بالكتابين والرسولين .
انظر : “تفسير السعدي” (ص 618) .
فأراد الله تعالى أن يبين للناس أنهم يكفرون بكل رسول ، ويكفرون بكل كتاب .
فمثل هذا في معرض المحاجة ليبين لهم أنهم لا يؤمنون لا بمحمد ولا بموسى ولا بغيرهما من رسل الله ، ولا يقرون بشريعة التوراة ولا شريعة القرآن ، ولذلك قال : ( فَإِنْ لَمْ يَسْتَجِيبُوا لَكَ فَاعْلَمْ أَنَّمَا يَتَّبِعُونَ أَهْوَاءَهُمْ وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّنِ اتَّبَعَ هَوَاهُ بِغَيْرِ هُدًى مِنَ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ ) القصص/ 50 .

والخلاصة :
أنه لا يجوز الخروج عن حكم الكتاب والسنة إلى يوم القيامة ، ومن ترك حكم السنة ولم يلتزمه زاعما أن اتباع الإسلام إنما يكون باتباع القرآن والتوراة والإنجيل فقد ضل سواء السبيل .
وهذا أمر معلوم بالضرورة من دين الإسلام ، أنه لا يحل لأحد الخروج عن حكمه في كتابه وسنة نبيه ، ولا طلب الهدى فيما سواهما ، بعد بعثة نبيه صلى الله عليه وسلم .
ولا حرج إن كان عندك شيء من شبهة ، أو رأي ، أن تعرضه على أهل العلم الثقات الذي يمكنك التواصل معهم .

نسأل الله لنا ولك الثبات على الدين ، والاستقامة على منهج الكتاب والسنة .
والله أعلم .

المصدر

موقع الإسلام سؤال وجواب

هل انتفعت بهذه الإجابة؟

at email

النشرة البريدية

اشترك في النشرة البريدية الخاصة بموقع الإسلام سؤال وجواب

phone

تطبيق الإسلام سؤال وجواب

لوصول أسرع للمحتوى وإمكانية التصفح بدون انترنت

download iosdownload android