0 / 0

مشاهدة أفلام الكرتون التي تحتوي على مخالفات في العقيدة وشرك بالله

السؤال: 192671

أريد أن أسأل عن حكم مشاهدة بعض " الأنمي "، مثل " ناروتو "، علما أن فيه بعض الأمور المخلة بالعقيدة كإحياء الموتى . وهل يصل حكم مشاهدتها للكفر ؟، أم أن هذا الحكم خاص بمن يرضى بهذا الكفر ؟

الجواب

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وبعد.

" الأنمي " كلمة يابانية تعني نوعا معينا من الرسوم المتحركة ، أو تقنية محددة لصنع الرسوم المتحركة ، وتسمى بالإنجليزية (animation)، تعتمد كثير من لقطاتها على تقريب وتبعيد لصورة جامدة واحدة لمنح وهم الحركة ، في حين أن الرسوم المتحركة التقليدية تعتمد على مئات الصور التي تختلف عن بعضها لتشكل لقطة حركية واحدة .
فالحديث عن " الأنمي " ، من حيث الأصل : لا يختلف في سياقه وحكمه عن الحديث حول الرسوم المتحركة والأفلام الكرتونية ، وقد سبق في موقعنا تفصيل الكلام حول هذه المنتجات ، وتناولنا بعض أطراف الحديث حول الآثار الإيجابية أو السلبية لها على الناشئة ، وذلك في الفتوى رقم : (71170) ، (97444) ، (166038) ، (112018) .
وخلاصة ما سبق : أنه لا يمكن الجزم بحكم شرعي واحد لجميع منتجات الرسوم المتحركة ، فهي متفاوتة في قصتها وأهدافها وما اشتملت عليه ، وأيضا في تأثيرها على الأطفال نحو الفضائل أو نحو الرذائل ، فلكل إنتاج حكمه الخاص بعد دراسته ونقده من قبل المختصين الشرعيين والتربويين والنفسيين .
وقد سبق إصدار بعض الأحكام الخاصة على بعض تلك المنتجات بعد دراستها ونقدها ، يمكن مراجعة نتائج تلك الدراسات في الأرقام الآتية : (110352) ، (116126) ، (115149) .
ونحن لم نقم بدراسة مفصلة لمنتج " الأنمي " الشهير : " ناروتو "، فحلقاته تبلغ المئات ، وذلك ما يقتضي تخصيص بعض الباحثين أياما طويلة للنظر فيما يشتمل عليه من قيم وأحداث ، إلا أننا نتكئ على ما تقدم بيانه وتفصيله في الإجابات السابقة من ضوابط عامة ، وقواعد تعين الناظر على تحديد الحكم الشرعي في كل ما يشاهده من تلك المنتجات ، فهي كثيرة جدا ، والقواعد العامة تمنح القدرة للباحثين جميعا على تعرف الحكم الشرعي الخاص .
ومن تلك القواعد التي نحرص على بيانها ضرورة ضبط الخيال الممارس في منتجات " الأنمي " أو الرسوم المتحركة بما لا يتعارض مع العقيدة الإسلامية كإحياء الموتى ، والسحر ، وعلم الغيب ونحو ذلك ، وقد سبق تقريره أيضا في الفتاوى : (1107) ، (115294) ، (118258) ، (118292) .
يقول ابن حجر الهيتمي رحمه الله – بعد أن ذكر تحريم السحر والكهانة ونحوها من الشعوذات -: " [ ويحرم ] التفرج على فاعل شيء من ذلك كما هو ظاهر ؛ لأنه إعانة على معصية ، ثم رأيت في فتاوى [ النووي ] ما يصرح بذلك ، والخبر الصحيح : ( من أتى عرافا لم تقبل له صلاة أربعين يوما ) يشمله " انتهى من " تحفة المحتاج " (8/62) .
ويقول الإمام الرملي رحمه الله " اعلم أنه يحرم التفرج على هذه الأشياء المحرمة ، لأن فيه إعانة لهم على الحرام " انتهى من " حاشية الرملي على أسنى المطالب " (4/344) .
ومع ما سبق من القول بتحريم مشاهدة البرامج المشتملة على السحر ، أو عقائد ، أو أعمال كفرية باطلة ، فإن ذلك لا يبلغ حد الكفر بمجرده ، ما لم تدل القرينة على رضاه بما فيه من الكفر ، أو قبوله له .
والله أعلم .

هل انتفعت بهذه الإجابة؟

المصدر

موقع الإسلام سؤال وجواب

at email

النشرة البريدية

اشترك في النشرة البريدية الخاصة بموقع الإسلام سؤال وجواب

phone

تطبيق الإسلام سؤال وجواب

لوصول أسرع للمحتوى وإمكانية التصفح بدون انترنت

download iosdownload android