تنزيل
0 / 0

كيف ينصح والده الذي يتصفح مواقع إباحية ؟

السؤال: 193088

أنا شاب عمري 16 ، قبل شهر قمنا بتوصيل الانترنت وكان أبي يتصفح الفيسبوك ، ومواقع معلومات ، لكن بعد حوالي أسبوعين شاهدة المحفوظات للمتصفح ، فرأيت مواقعا إباحية محرمة يشاهدها ، وأبي ملتزم بالصلاة والصيام وإيمانه قوي .
ويمنعني الحياء من التحدث مع أبي في هذا الموضوع فماذا أفعل ؟

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وبعد.

الابن الفاضل :
بارك الله فيك ، وأصلحك ، وكتب أجرك !!
جرت العادة أن يرسل الأب للاستشارة في أمر ابنه الذي غرق في سراديب النت المجهولة
المحفوفة بالأخطار ، لكن يأبى الله إلا أن يجعل في أمة نبيه ناصحين أمناء من النشأ
الصغير ، قبل الكبير.
لتعلم يا بني ، أن الله قد خلق هذه النفس البشرية ضعيفة متقلبة بين الخير والشر ،
وبين المعصية والطاعة ، ولولا أننا نخطئ ، ونتوب ، ونستغفر لكان حري بنا أن تصافحنا
الملائكة في فرشنا وفي الطرقات ؛ كما قال رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ: ( وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ إِنْ لَوْ تَدُومُونَ عَلَى مَا
تَكُونُونَ عِنْدِي ، وَفِي الذِّكْرِ ، لَصَافَحَتْكُمُ الْمَلَائِكَةُ عَلَى
فُرُشِكُمْ وَفِي طُرُقِكُمْ ، وَلَكِنْ يَا حَنْظَلَةُ سَاعَةً وَسَاعَةً ثَلَاثَ
مَرَّاتٍ ) رواه مسلم (2750).
لكن شاء الله للإنسان أن يبتلى ، وأن يصطدم بالشهوات ، وبالضعف أمامها ، فإن وفقه
الله : تجاوزها ومنع نفسه من السقوط فيها ، وإن مُنع التوفيق : غرق فيها ، ثم بعد
سقوطه ، لو جاهد نفسه ، واستغاث ربه أن يهديه للتوبة ، وجد الله توابا رحيما .
الابن الكريم ؛
إنما أبوك إنسان ، يعتريه ما يعتري البشر من ضعف ، ومن حب استطلاع ، قد لا يصل إلى
الإدمان أحيانا ، لكن لا يمنع أن يكون سقوطا في معصية نكراء ، فإياك أن يحملك ما
رأيت من سوأة أبيك ، أو نقصه وزللـه ، على أن تنتقص أباك ، أو أن تزدريه ، أو تسقطه
من عينك ، أو تعتدي على مقام الأب ، الذي له على ابنه كل البر ، والتوقير والاحترام
!!
فقط ، لتكن رحمتك به ، رحمة الشفيق بالشفيق ، رحمة الطبيب الرحيم ، بالمريض ؛ لا
يريد أن يقتله ، ولا أن يتخلص منه ؛ فقط يريد له العلاج ، وأن ينتشله من مرضه ،
ويريحه من ألمه .
انظر إليه يا بني بعين المشفق الرحيم ، الذي يعلم أن الطاعة إنما هي توفيق من الله
، وأن الله إن كان قد عصمك دون غيرك : فتلك منة وفضل منه سبحانه ، وليس استحقاقا
منك ذلك.
واعلم يا بني حفظك الله ، أن أباك في سن سيجعله يعرف خطأه ، ويتراجع عنه بإذن الله
، وأن بذرة الإيمان التي في قلبه ، والتي شهدت له بها أنت ، كفيلة بإثنائه عما تلبس
به ، إن شاء الله .
لا نرى لك أن تواجهه بما رأيت ، ولا أن تصرح له بذلك ؛ لكن : لا بأس بإشارة ،
وتلميح بعيد ، يتفطن إلى مثله .
ومن المناسب أن تبحث له عن بعض الموضوعات في الشبكة التي تتحدث عن آفات النت ، وعن
هذه الآفة تحديدا ، وتجمع بعض المقاطع الصوتية والمرئية ، وبعض الفتاوى المتعلقة
بذلك ، وضعها في المفضلة ، أو في مكان تعلم أنه سيفتحه غالبا ، ويطلع على ما فيه .

إذا لم يجد ذلك شيئا ، وبقي والدك على ذلك ، فتحيل على قطع النت عن البيت ، ولو
لفترة ما ، حتى يكف عن ذلك .
واسأل يا بني لك ولأبيك التوبة النصوح والعافية والمعافاة ، وألح على ربك في سجودك
بهدايته وهدايتك ، وتوفيقكما والمسلمين لما يحبه ويرضاه.
نسأل الله العظيم رب العرش الكريم أن لا يزيغ قلبك بعد أن هداك للإيمان , وأن يكره
إليك الكفر والفسوق والعصيان .
والله أعلم .

المصدر

موقع الإسلام سؤال وجواب

هل انتفعت بهذه الإجابة؟

at email

النشرة البريدية

اشترك في النشرة البريدية الخاصة بموقع الإسلام سؤال وجواب

phone

تطبيق الإسلام سؤال وجواب

لوصول أسرع للمحتوى وإمكانية التصفح بدون انترنت

download iosdownload android
at email

النشرة البريدية

اشترك في النشرة البريدية الخاصة بموقع الإسلام سؤال وجواب

phone

تطبيق الإسلام سؤال وجواب

لوصول أسرع للمحتوى وإمكانية التصفح بدون انترنت

download iosdownload android