0 / 0

بلال : ( هَانَتْ عَلَيْهِ نَفْسُهُ فِي اللَّهِ ، وَهَانَ عَلَى قَوْمِهِ ) ؟

السؤال: 193584

أريد شرح هذا الحديث :
(….. فما منهم إنسان إلا وقد واتاهم على ما أرادوا ، إلا بلالا ، فإنه هانت عليه نفسه في الله وهان على قومه فأعطوه الولدان وأخذوا يطوفون به شعاب مكة وهو يقول: أحد أحد) رواه أحمد.
ما معنى : فإنه هانت عليه نفسه في الله ، وهان على قومه .

الجواب

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وبعد.

أولا :
روى ابن ماجة (150) وأحمد (3822) عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ قَالَ : ( كَانَ أَوَّلَ مَنْ أَظْهَرَ إِسْلَامَهُ سَبْعَةٌ : رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَبُو بَكْرٍ وَعَمَّارٌ وَأُمُّهُ سُمَيَّةُ وَصُهَيْبٌ وَبِلَالٌ وَالْمِقْدَادُ ، فَأَمَّا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَمَنَعَهُ اللَّهُ بِعَمِّهِ أَبِي طَالِبٍ ، وَأَمَّا أَبُو بَكْرٍ فَمَنَعَهُ اللَّهُ بِقَوْمِهِ ، وَأَمَّا سَائِرُهُمْ فَأَخَذَهُمْ الْمُشْرِكُونَ وَأَلْبَسُوهُمْ أَدْرَاعَ الْحَدِيدِ وَصَهَرُوهُمْ فِي الشَّمْسِ ، فَمَا مِنْهُمْ مِنْ أَحَدٍ إِلَّا وَقَدْ وَاتَاهُمْ عَلَى مَا أَرَادُوا ، إِلَّا بِلَالًا فَإِنَّهُ هَانَتْ عَلَيْهِ نَفْسُهُ فِي اللَّهِ وَهَانَ عَلَى قَوْمِهِ ، فَأَخَذُوهُ فَأَعْطَوْهُ الْوِلْدَانَ فَجَعَلُوا يَطُوفُونَ بِهِ فِي شِعَابِ مَكَّةَ وَهُوَ يَقُولُ : أَحَدٌ أَحَدٌ ) .
وصححه الألباني في “صحيح ابن ماجة” .
قال السندي رحمه الله :
” قَوْله ( فَإِنَّهُ هَانَتْ عَلَيْهِ نَفْسه ) أَيْ صَغُرَتْ وَحَقُرَتْ عِنْده لِأَجْلِهِ تَعَالَى وَفِي شَأْنه ” .
فالمعنى : أن نفسه رضي الله عنه تضاءلت نفسه وصغرت في عينه ، فلم يبال بما أصابها في سبيل الله ، فسواء عليه ضربوه أم سبّوه أم قتلوه ، فكل ذلك عنده هين يسير في جنب الله ، ما دام أنه في سبيل الله وفي رضا الله فلا التفات إليه ؛ فكل شيء ـ في رضا الله ـ رخيص قليل ، حقيق أن تبذل النفس مسرعة طائعة ، ولا تبخل به على الله .
ولما كان بهذه المثابة من الصلابة والصمود والثبات لم يتابعهم على شيء مما أرادوه عليه ، مرددا كلمة التوحيد التي كانت تزيدهم حنقا وغيظا عليه ، فيزيدون في عذابه فيزداد قوة وإيمانا وثباتا ويقينا – رضي الله عنه .
وقوله : ( وَهَانَ عَلَى قَوْمِهِ ) أي : لم يكن له عندهم قيمة وقدر ؛ لأنه عبد أسود كفر بآلهتهم وعارضهم وعاندهم ، ولم يكن له منعة ولا قبيلة تحميه وتدفع عنه ؛ فزادوا في عذابه ، وأعطوه الولدان وأخذوا يطوفون به شعاب مكة ، تنكيلا به وتشنيعا ، حتى أنقذه الله منهم بأبي بكر رضي الله عنه ، فاشتراه وأعتقه .
وقد روى البخاري (3574) عن جَابِر بْن عَبْدِ اللَّهِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ : ” كَانَ عُمَرُ يَقُولُ : أَبُو بَكْرٍ سَيِّدُنَا ، وَأَعْتَقَ سَيِّدَنَا – يَعْنِي بِلَالًا ” .
والله أعلم .

هل انتفعت بهذه الإجابة؟

المصدر

موقع الإسلام سؤال وجواب

at email

النشرة البريدية

اشترك في النشرة البريدية الخاصة بموقع الإسلام سؤال وجواب

phone

تطبيق الإسلام سؤال وجواب

لوصول أسرع للمحتوى وإمكانية التصفح بدون انترنت

download iosdownload android