0 / 0
11,92003/05/2013

الدلائل الشرعية وحدها هي الفرقان بين أهل الحق وأهل الباطل .

السؤال: 194012

كنت في حوار مع إباضي ، فقال لي : إنه استخار بين المذهب الإباضي ومذهب أهل السنة والجماعة ، فاطمأن قلبه لمذهب الإباضية ، وقال لي أيضا : إن هناك شخصا إباضيا مات بحسن خاتمة ، ورآه البعض في المنام أنه في الجنة ، وقال : لو كان هذا الإباضي مبتدعا بدعة كفر ، كما تقولون ، لما وفّق لهذا .

فكيف أرد عليه ؟ وما هي الكتب التي انصحه به لقراءتها عن مذهب أهل السنة والجماعة ، وعن بطلان عقيدته ؟

الجواب

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وبعد.

أولا :
الإباضية إحدى الفرق الضالة ، التي تخالف في منهجها واعتقاداتها مذهب أهل السنة ، هذا مع اعتبار أن ما جاء في السؤال من أن بدعة الإباضية بدعة كفر ، فنحن لم نقل في موقعنا قط إن الإباضية كفار ، لا على وجه العموم ، ولا على وجه التعيين .
وينظر لمعرفة المزيد عن هذه الفرقة إجابة السؤال رقم : (11529) ، والسؤال رقم : (40147) .
ثانيا :
الاستخارة لا تشرع إلا في الأمر الذي يتردد فيه الإنسان ، والأمور الواجبة لا تحتمل التردد والشك في فعلها لوجوب القيام بها ، فلا تشرع لها الاستخارة .
وهكذا لا تشرع الاستخارة في الأمور المستحبة ، لترجح جانب الفعل بأصل الشرع .
راجع إجابة السؤال رقم : (41709) .
وعلى ذلك فلا يستخار في كل أمر طلب الشارع من المكلف فعله ، سواء كان الطلب جازما ( واجب ) ، أو غير جازم ( مستحب ) .
ثالثا :
أما ما ذكره من شأن حسن خاتمة ذلك الإباضي ، أو ما رآه في المنامات ؛ فكل هذا مما لا تعويل عليه في تبين الحق من الباطل ، فكم ممن زعم أهله له المرائي الحسان ، ولم يكن على خير ولا هدى ، بل لم يكن على دين الإسلام أصلا ، وإنما كان مدار الأمر على كذب القائل ، أو الناقل ، أو بطلان التأويل الذي تأولوه لرؤياه ؛ فيقال في ذلك : معرفة الحق لا يتوصل إليها عن طريق المنامات والأحلام ؛ لأن الله تعالى دلنا بالبينات والهدى الذي جاءنا من عنده على تمييز الحق من الباطل ، ولم يردنا في معرفة شيء من ذلك إلى : الإلهام ، أو المنام ، أو … ، وإنما أمرنا أن نرد ما تنازعنا فيه إلى الله ورسوله ، يعني : إلى كتاب الله ، وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم ، قال تعالى : ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلًا ) النساء/55 ؛ فكيف يبني أمرا بذلك الخطر كله على : منام ، أو ظن ؟ ومن ضمن له سلامة هذا المنام من تلاعب الشيطان به ، وإغوائه له ، وكم ممن ظن فيه أهله ومحبوه ومعظِّموه : أنه مات بخاتمة حسنة ، وبأحسن حال ، ثم هو في شر حال عند الله ، والله أعلم بالخفيات .
رابعا :
ثم ، على فرض أن هذا العبد كان قد ختم له بالحسنى ، فما الذي أدراه أنه لم يتب قبل موته من بدعته وضلالته ، وإنما الأعمال بالخواتيم ، فكم ممن تاب قبل موته ، وختم له بخاتمة خير لأجل توبته ، لا لأجل ما كان يعمله من السيئات والبدع والضلالات ، فإنه الشر لا يأتي بالخير ، ولا يجتنى العنب من أشجار الشوك : ( كما لا يُجتنى من الشوك العنب ؛ كذلك لا ينزل الفجار منازل الأبرار ، وهما طريقان ؛ فأيهما أخذتم أدركتم إليه ) رواه ابن عساكر وغيره ، وصححه الألباني في ” الصحيحة ” .
هذا على
خامسا :
لمعرفة منهج واعتقاد أهل السنة والجماعة ، راجع :
” معارج القبول ” لحافظ حكمي ، ” العقيدة في ضوء الكتاب والسنة ” للشيخ الدكتور عمر سليمان الأشقر ، و ” الإرشاد إلى صحيح الاعتقاد ” للشيخ صالح الفوزان ، و” منهج أهل السنة والجماعة في العقيدة والعمل ” للعثيمين ، و” الوجيز في عقيدة السلف ” لعبد الله بن عبد الحميد ، ” وسطية أهل السنة بين الفرق ” لمحمد باكريم .
وللتعريف بالإباضية وبزعيمهم عبد الله بن إباض ، راجع :
” مقالات الإسلاميين ” (1/170 – 176) ، الفرق بين الفرق (ص 61 – 65) ، الفصل في الملل والنحل (5/51) ، ” الخطط ” للمقريزي (2/355) ، ” الإباضية في موكب التاريخ ” /علي يحيى معمر ، ” فرق معاصرة ” د. غالب بن علي عواجي (1/244-276) ، ” موسوعة الأديان والمذاهب المعاصرة ” ( 1 / 63 ) ، ” عقيدة أهل السنة في الصحابة ” ناصر بن علي (ص1153-1156) .

والله أعلم .

هل انتفعت بهذه الإجابة؟

المصدر

موقع الإسلام سؤال وجواب

answer

موضوعات ذات صلة

at email

النشرة البريدية

اشترك في النشرة البريدية الخاصة بموقع الإسلام سؤال وجواب

phone

تطبيق الإسلام سؤال وجواب

لوصول أسرع للمحتوى وإمكانية التصفح بدون انترنت

download iosdownload android