تنزيل
0 / 0

وضع الكحل على الرأس وحكم المسح عليه في الوضوء

السؤال: 194116

بداية أعلمكم أني أعاني من مرض الوسواس القهري ، وذهبت إلي الطبيب ، وأقوم بأخذ علاج ، وأدعو الله أن يشفيني ؛ لأن هذا المرض جاء لي من فتره ، ثم بعد شفائي رجع مره أخرى ، فهو مرض يجعلني أعيش في حزن وكآبة ، ولدي وساوس في أموري الدينية :
أولاً : لدي شعر خفيف في مقدمة رأسي ، أي أن رأسي من الأمام كله شعره خفيف ، وجلد رأسي يظهر ، وجزء صغير من خلف رأسي أيضاً ، هذا الأمر يؤثر علي نفسيتي عند خروجي وظهوري أمام الناس ، فأشعر بالإحراج ، فنفسياً لا أستطيع الخروج هكذا ، مما أضطر إلى أن أقوم بوضع دهان الكحل الذي يوضع في العيون أو الحواجب لإخفاء الشعر الخفيف ، حتى يصبح ثقيلا .

فهل هذا يعتبر كذبا أو تغيرا في خلقة الله ؟
وإذا كان كذلك فأنا مضطر إلى وضعه بسبب الإحراج ، بقصد رفع الحرج ، هل يصح في مثل حالتي ؟ وهل علي إثم في ذلك ؟ وإذا كان علي إثم كيف يغفر هذا الإثم ؟

ثانياً :
عند وضع دهان الحكل ، لا أشعر بوجود جرم ، أي أنني عند وضع يدي أشعر بوجود الشعر ، ولكن يراودني وسواس : أن هناك جرم ، فأرجو توضيح ما هو الجرم ؟
فأنا قد قرأت يصح الوضوء مع وجود الجرم .

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وبعد.

أولاً :
من أنفع الأدوية لعلاج الوساوس الأعراض التام مع الاستعاذة بالله من الشيطان الرجيم
وقراءة القرآن ، وقد سبق في موقعنا إجابات كثيرة فراجعها للفائدة (131496)
، (100268) ، (39684
.

ثانيا :
هون عليك أخي السائل ، فإن الأمر لا يحتاج إلى كل هذا التفكير والحزن ، فقوة المسلم
بالاستقامة على دين الله تعالى وليس بشعر الرأس ولا بغيره من أجزاء البدن ، وانظر
إلى من حولك من الناس تجد الأعمى والمقعد والأقرع ، وفيهم من هم من أئمة الهدى
والعلم ، ولا ينقصهم ذلك شيئاً.
فالذي عليك أن تتذكر ما أنت فيه من النعم المستحقة للشكر وقد قال صلى الله عليه
وسلم : ( انْظُرُوا إِلَى مَنْ أَسْفَلَ مِنْكُمْ وَلَا تَنْظُرُوا إِلَى مَنْ هُوَ
فَوْقَكُمْ فَهُوَ أَجْدَرُ أَنْ لَا تَزْدَرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ ) رواه مسلم
(2963).

ثالثا :
لا بأس بوضع الكحل ــ إذا كان لا بد منه ــ لإخفاء ما قد يظهر من جلدة الرأس ، ولا
يُعدَّ من تغيير خلق الله تعالى ، بل هو من الزينة المباحة ، ما لم يكن في وضع ذلك
تشبه بالنساء أو الكفار ؛ فيحرم استعماله حينئذٍ .
جاء في ” الموسوعة الفقهية ” (2/280) : ” يستحب الاختضاب بالحناء والكتم ؛ لحديث :
( غيروا الشيب ) , فهو أمر , وهو للاستحباب , ولقول النبي صلى الله عليه وسلم : (
إن أحسن ما غيرتم به الشيب الحناء والكتم ) , فإنه يدل على أن الحناء والكتم من
أحسن الصباغات التي يغير بها الشيب ، وأن الصبغ غير مقصور عليهما , بل يشاركهما
غيرهما من الصباغات في أصل الحسن ؛ لما ورد من حديث أنس رضي الله عنه قال : ( اختضب
أبو بكر بالحناء والكتم , واختضب عمر بالحناء بحتاً ) ” انتهى .

ولمعرفة الضابط في تغيير خلق
الله تعالى ينظر جواب سؤال رقم : (129370).

رابعاً :

لا بأس بالمسح على الرأس عند
الوضوء مع وجود الكحل ، ولو كان له جرم ؛ لأن المسح مبني على التخفيف ، فلا يشترط
فيه إيصال الماء إلى جميع شعر الرأس ولا إلى منابته ، بل يكفي إمرار اليد على الرأس
بما يغلب على الظن تعميم الرأس بالمسح .
وأما الحناء : فهذه لا يكون لها جرم على الرأس ، أو البدن ، إذا أزيلت ، وإنما يبقى
منها اللون فقط ؛ فلا تكثر من الالتفات إلى مثل ذلك ، لأن هذا سيزيدك وسواسا وبلاء
.

والله أعلم .

المصدر

موقع الإسلام سؤال وجواب

هل انتفعتم بهذه الإجابة؟

at email

النشرة البريدية

اشترك في النشرة البريدية الخاصة بموقع الإسلام سؤال وجواب

phone

تطبيق الإسلام سؤال وجواب

لوصول أسرع للمحتوى وإمكانية التصفح بدون انترنت

download iosdownload android