0 / 0

ما حكم قول الإنسان : ” يا باسط ” ؟

السؤال: 194187

هل الباسط من أسماء الله تعالى ؟ وهل يصح أن يدعو الإنسان بقوله ” يا باسط ” دون أن يقرنه بـ ” القابض ” فيقول ” الباسط القابض ” ؟

الجواب

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وبعد.

أولاً :
الباسط ” من أسماء الله تعالى ، وقد ذكره في الأسماء الحسنى غير واحد من أهل العلم.
ودليلهم ما رواه أبو داود (3451) ، والترمذي (3451)، وابن ماجه (2200) عَنْ أَنَسٍ : ” قَالَ النَّاسُ : يَا رَسُولَ اللَّهِ غَلَا السِّعْرُ ، فَسَعِّرْ لَنَا .
فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( إِنَّ اللَّهَ هُوَ الْمُسَعِّرُ الْقَابِضُ الْبَاسِطُ الرَّازِقُ ، وَإِنِّي لَأَرْجُو أَنْ أَلْقَى اللَّهَ وَلَيْسَ أَحَدٌ مِنْكُمْ يُطَالِبُنِي بِمَظْلَمَةٍ فِي دَمٍ وَلَا مَالٍ ) وصححه الألباني في “صحيح أبي داود” .

ثانياً :
من أسماء الله عز وجل ما لا يطلق عليه إلا مقترناً بمقابله ، فإذا أطلق وحده أوهم نقصاً ، وقد سبق بيان هذا في إجابة السؤال رقم : (20476) .
قال ابن القيم رحمه الله :
” من أسمائه سبحانه : الأسماء المزدوجة ، كالمعز المذل ، والخافض الرافع ، والقابض الباسط ، والمعطي المانع ، ومن صفاته الصفات المتقابلة : كالرضا والسخط ، والحب والبغض ، والعفو والانتقام ”  انتهى من “شفاء العليل” (ص: 219) .

وقال أيضا :
” فهذه الأسماء المزدوجة تجري الأسماء منها مجرى الاسم الواحد الذي يمتنع فصل بعض حروفه عن بعض ، فهي وإن تعددت جاريةٌ مجرى الاسم الواحد ؛ ولذلك لم تجيء مفردةً ، ولم تُطلق عليه إلا مقترنة ، فاعلمه .
فلو قلت: يا مذل ، يا ضار ، يا مانع ، وأخبرت بذلك لم تكن مثنياً عليه ، ولا حامداً له حتى تذكر مقابلها ” انتهى من “بدائع الفوائد” (1/ 167) .
والذي يظهر : أن ما أوهم انفراده من هذه الأسماء ما لا يليق بالله يشترط فيه الازدواج ، كالضار والمانع والقابض ، وما لا يوهم انفراده ذلك ، فلا حرج في إطلاقه منفرداً ، كالمعطي والباسط ، وأن تمام الكمال في ازدواج الأسماء المتقابلة مطلقاً .
فمن الأسماء المزدوجة مثلاً [ المعطي ، المانع ] ومع ذلك فقد ثبت في الحديث عن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أنه قال : ( وَاللَّهُ الْمُعْطِي ، وَأَنَا الْقَاسِمُ ) رواه البخاري (2884) ، ومسلم (1721) – واللفظ للبخاري ، فذكر اسم ” المعطي ” ولم يذكر مقابله ” المانع “.

وعليه :
فلا حرج من قول الإنسان ” يا باسط ” ؛ لأنه من الأسماء الثابتة لله ، وتقال مقرونة ، ومفردة ، وإن كان الأحسن أن لا يقوله إلا مقروناً باسم القابض ، كما ورد في الحديث .

والله أعلم .

هل انتفعت بهذه الإجابة؟

المصدر

موقع الإسلام سؤال وجواب

answer

موضوعات ذات صلة

at email

النشرة البريدية

اشترك في النشرة البريدية الخاصة بموقع الإسلام سؤال وجواب

phone

تطبيق الإسلام سؤال وجواب

لوصول أسرع للمحتوى وإمكانية التصفح بدون انترنت

download iosdownload android