0 / 0

تعاني من قسوة والديها في معاملاتها وضربها المستمر، ويريدان منعها من الرجوع لزوجها

السؤال: 194404

أنا ولله الحمد بارة جدا جدا بأمي وأبي ، والكل يشهد على ذلك ، وأفعل كل شيء يطلب مني تجاههما ، ومع ذلك لا تقدير ، ولا اهتمام لي أبدا ، وأقسم بالله العظيم أني لا أكذب ولا أزيد ، أعامل جدا بقسوة من أمي وأبي ، والله يعاملونني مثل الخدامة في البيت ، بل معاملة الخدامة أفضل ، فهم لا يضربونها ، ولا يعذبونها أبدا ؛ وأما أنا فأهان مثل الحيوان ، وأعمل ليلا ونهارا ، بل إذا نمت أوقظ بالضرب ، وأعاقب ، وأكوى بالنار على يدي وأرجلي ، وأذكر والله أياما كثيرة متواصلة لا أنام ، وبالرغم من وجود خادمة ، وإخوتي كثيرون والحمد لله ، إلا أنني الوحيدة التي أعامل هكذا ، ووالله يحرمونني من المصروف ، واللبس ، والمذاكرة ، والنوم ، وحتى الكلام سواء معهم أو الهاتف ؛ ووالله طيلة عمري 20 سنة أعامل هكذا ، ووالله إني أبكي طول الليل ، ولا أستطيع النوم ، وفي الصباح أقوم بالعمل وأضرب كثيرا ، وفي المقابل : أخواتي وأخي مثل الأمراء ، لا يعملون ولا شيء ، ومع كل هذا فالابتسامة لا تفارقني ، ولا أقول لأحد ، ولا أشتكي ، ومره قالت لي أمي : إنني أكرهك كثيرا ، وتبصق في وجهي ، وتقول لأخي : اضربها إلى أن أرى الدم ، والله والله لا أكذب ، وأبي يدعو علي رغم أنهم يعرفون أني الوحيدة البارة ، ومحبوبة من الكل ، وأمي أقسمت أمامي أنها لا تجعلني أفرح أبدا ، وأنها سوف تحرمني من كل شيء ، وقالت : أنا أتلذذ بهذا ، وأبي أيضا يساعدها في ذلك ، وعذرا أطلت عليك ، ولكن بقي الكثير والكثير ، والحمد الله رزقني الله زوجا صالحا ، وتزوجت بسرعة ، وكان زواجي مفاجأة لهم ، وإلى الآن لم تتوقف أمي عن أفعالها معي ولا أبي ، وتريد مني أن آتي إلى البيت وأخدمهم ، ولا أذهب لزوجي ، وأبي قبل أمس قال : المرة المقبلة سأحلف أن لا أرجعك إلى البيت ، وأجعلك خادمة عندنا ، وقال : أنا أكرهك جدا ، ولا أريد منك أن تكوني سعيدة أبدا ، ولا أريدك إلا ذليلة منكسرة .
وأقسم لك لا أكذب ، ومع ذلك كل يوم أدعو بهذا الدعاء : اللهم لا تجعل في قلبي غلا للذين آمنوا ، يا رب …

سؤالي :
هل يجوز لي أن أقاطعهم ولا أذهب إليهم ، علما بأن آخر مرة قال لي أبي : لن أجعلك ترجعين إلى زوجك ؟!
أنا أريد ألا أذهب إليهم ، وأنساهم ؛ لأني كل ما ذهبت إليهم أبكوني ، وأسمعوني كلاما سيئا ، ولا يكفون عن ضربي ؛ فهل يجوز لي ذلك ؟!

الجواب

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وبعد.

أولاً :
لقد آلمتنا معاناتك وأحزننا ألمك ، فنسأل الله أن يفرج كربك وهمك ، ويبدلك فرجاً وراحة وسروراً من عنده إنه هو البر الرحيم.
واعلمي يا أمة الله أنه مهما بلغ بك الألم والأذى ، فهناك من عانى أكثر مما عانيت ، وتألم أكثر مما تألمت ، وقاتل وقتل ، وأوذي لكن صبر! فتلك حكمة الله تعالى ، التي يراها المؤمن فيما يقدره الله تعالى عليه : أن يبتلي عباده بالسراء والضراء : ( وَنَبْلُوكُمْ بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِ فِتْنَةً وَإِلَيْنَا تُرْجَعُونَ ) الأنبياء/35 .
ثانياً :
ينبغي أن تعلمي أن الإحسان إلى الوالدين واجب حتى ولو مع فسقهما وكفرهما، بل حتى لو ألحا على ولدهما ليكفر ، يجب عليه أن يثبت على الإيمان ، ومع ذلك: يحسن إليهما .
قال تعالى : (وَإِنْ جَاهَدَاكَ عَلى أَنْ تُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلَا تُطِعْهُمَا وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفًا) لقمان/15 .
وقال النبي صلى الله عليه وسلم لأسماء رضي الله عنها وقد جاءت إليها أمها تزورها وهي كافرة لحاجة فقال لها : ( صلي أمَّك ) كما رواه البخاري ( 2477 ) ومسلم ( 1003 ) .
ثالثاً :
إذا كانت زيارة والديك ستكون سبباً في أن يصيبك منهما ضرر وأذية مستمرة ، ويحصل بسببها تدخل في حياتك، أو تكدير لما بينك وبين زوجك ، أو تفريق بينكما : فلا حرج عليك أن تمتنعي عن زيارتهم بالكلية ، ولو لفترة ما ، حتى تنقطع الأذية عنك ويمكن أن تكتفي بالوسائل الأخرى للصلة ، ومن ذلك الاتصال الهاتفي ونحوه .
وإذا أمكن أن تجعلي سكنك أنت وزوجك في بلد آخر ، بعيدا عنهم ، فهو أحسن ؛ ثم إذا تبين لك صلاح حالهم ، وانتهاؤهم عن أذاك والإضرار بك ، فواصليهم ؛ وإن بقوا على حالهم : فلا حرج عليك في الابتعاد عنهم .
وليس هناك حد لذلك الأمر ؛ بل متى غلب على ظنك أن أذاهم قد انقطع ، وتغيرت معاملتهم معك : فعودي إلى زيارتهم وصلتهم بما يمكنك.
وأكثري من دعاء الله عز وجل أن يلين قلوبهم ويصلح أحوالهم ، نسأل الله أن يجبر كسرك، ويصلح لك بالك ، ويهدي والديك .
والله أعلم .

هل انتفعت بهذه الإجابة؟

المصدر

موقع الإسلام سؤال وجواب

at email

النشرة البريدية

اشترك في النشرة البريدية الخاصة بموقع الإسلام سؤال وجواب

phone

تطبيق الإسلام سؤال وجواب

لوصول أسرع للمحتوى وإمكانية التصفح بدون انترنت

download iosdownload android