تنزيل
0 / 0
5329631/03/2013

تأمرهم المدرِّسة بالقيام لها إذا دخلت بحجة أن هذا من تعظيم العِلْم

السؤال: 196524

عندنا أستاذة لنا ، وبعد دخولنا إلى القسم ، تأمرنا بالقيام ، ليس قياما لها ، بل قياما تحية للعِلم (بكسر العين) وتحية لقوله تعالى : ( اقرأ باسم ربك الذي خلق ) ، فما حكم ذلك ؟

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وبعد.

فلا يجوز للمدرس أن يأمر التلاميذ بالقيام له لنهيه صلى الله عليه وسلم عن ذلك ففي
الحديث : ( مَنْ أَحَبَّ أَنْ يَمْثُلَ لَهُ الرِّجَالُ قِيَامًا فَلْيَتَبَوَّأْ
مَقْعَدَهُ مِنَ النَّارِ ) أخرجه أبو داود (5229) , وأحمد (16830), وأخرجه الترمذي
(2755) بلفظ : ( مَنْ سَرَّهُ أَنْ يَتَمَثَّلَ لَهُ الرِّجَالُ قِيَامًا
فَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَدَهُ مِنَ النَّارِ) . وصححه الشيخ الألباني في ” مشكاة
المصابيح ” برقم (4699) .
وقول المدرسة إن القيام تحية للعِلم : قول غير صحيح ، ولو كان هذا صحيحا لكان أولى
بذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فإنه أعلم الخلق وأتقاهم ، ومع ذلك لم يكن
الصحابة رضوان الله عليهم يقومون له ، لما يعلمون من كراهيته لذلك.
وأما قيام الطلاب من تلقاء أنفسهم للمدرس دون أن يطلب ذلك منهم , فهذا قد اختلف فيه
أهل العلم : فبعضهم كرهه ، وبعضهم استحبه :
أما من استحبه فقد استدل بحديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه، قال : ” لما نزلت بنو
قريظة على حكم سعد بن معاذ ، بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى سعد وكان قريبا
منه، فجاء على حمار ، فلما دنا قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( قوموا إلى
سيدكم) ” البخاري (3043) , مسلم (1768) .
جاء في ” مرقاة المفاتيح شرح مشكاة المصابيح ” (7 / 2974) : “وقيام المتعلم للمعلم
مستحب غير مكروه , وقال البيهقي : هذا القيام يكون على وجه البر والإكرام ، كما كان
قيام الأنصار لسعد ، وقيام طلحة لكعب بن مالك ، ولا ينبغي للذي يقام له أن يريد ذلك
من صاحبه ، حتى إن لم يفعل حقد عليه أو شكاه أو عاتبه ” انتهى .
وأما من كرهه فقد استدل بحديث أَنَسٍ قَالَ : ” لَمْ يَكُنْ شَخْصٌ أَحَبَّ
إِلَيْهِمْ مِنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، وَكَانُوا
إِذَا رَأَوْهُ لَمْ يَقُومُوا لِمَا يَعْلَمُونَ مِنْ كَرَاهِيَتِهِ لِذَلِكَ ” .
رواه الترمذي ( 2754 ) وصححه ، وصححه أيضا الألباني في ” صحيح الترمذي ” .
قال الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله : “بلغني أن كثيراً من المدرسين يأمرون
الطلبة بالقيام لهم إذا دخلوا عليهم الفصل ولا شك أن هذا مخالف للسنة الصحيحة .
فقد ثبت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال : ( من أحب أن يمثل له الرجال
قياماً فليتبوأ مقعده من النار) أخرجه الإمام أحمد وأبو داود والترمذي عن معاوية
رضي الله عنه بإسناد صحيح ، وروى الإمام أحمد والترمذي بإسناد صحيح عن أنس رضي الله
عنه قال : ” لم يكن شخص أحب إليهم – يعني الصحابة رضوان الله عليهم – من رسول الله
صلى الله عليه وسلم ، وكانوا لا يقومون له إذا دخل عليهم لما يعلمون من كراهيته
لذلك ” .
فالسنة ، عدم القيام للمدرسين إذا دخلوا على الطلبة في الفصول عملاً بهذين الحدثين
الشريفين . وما جاء في معناهما .
ولا يجوز للمدرس أن يأمرهم بالقيام ، لما في حديث معاوية من الوعيد في ذلك ، ويكره
للطلبة أن يقوموا عملاً بحديث أنس المذكور ، ولا يخفى أن الخير كله في اتباع سنة
الرسول صلى الله عليه وسلم والتأسي به وأصحابه رضي الله عنهم ، جعلنا الله وإياكم
من أتباعهم بإحسان ، ووفقنا للفقه في دينه ، والثبات عليه” انتهـى من “مجلة البحوث
الإسلامية” (26/347) .
وقال أيضا رحمه الله ” قيام البنات للمُدرسة والبنين للمُدرس أمر لا ينبغي ، وأقل
ما فيه الكراهة الشديدة ، لقول أنس رضي الله عنه : (ولم يكن أحد أحب إليهم – يعني
الصحابة رضي الله عنهم – من رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ولم يكونوا يقومون له
إذا دخل عليهم ، لما يعلمون من كراهته لذلك) ، وقول النبي صلى الله عليه وسلم : (من
أحب أن يمثل له الرجال قياماً فليتبوأ مقعده من النار) .
وحكم النساء حكم الرجال في هذا الأمر ، وفق الله الجميع لما يرضيه وجنبنا جميعاً
مساخطه ، ومنح الجميع العلم النافع والعمل به ، إنه جواد كريم” .
انتهى من “فتاوى علماء البلد الحرام” (ص 390) .
والله أعلم .

المصدر

موقع الإسلام سؤال وجواب

هل انتفعتم بهذه الإجابة؟

at email

النشرة البريدية

اشترك في النشرة البريدية الخاصة بموقع الإسلام سؤال وجواب

phone

تطبيق الإسلام سؤال وجواب

لوصول أسرع للمحتوى وإمكانية التصفح بدون انترنت

download iosdownload android