0 / 0

حج مع الناس متمتعاً ، وهو لم ينو العمرة ابتداءً ، فما الحكم ؟

السؤال: 196976

لقد أديت حج التمتع ، وكنت جاهلاً بنية حج التمتع ، فعملت كما يعمل الجماعة ، ونويت عمل الحج عند الميقات ، ولم أكن أعلم أنه يجب علي نية العمرة ، فما الحكم ؟

الجواب

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وبعد.

أولاً :
ينبغي على المسلم قبل الشروع في أي عبادة من العبادات ، أن يتعلم أحكام تلك العبادة ؛ حتى يؤديها على الوجه المشروع .

وللفائدة ينظر جواب السؤال رقم : (109337) .

ثانياً :
الذي فهمناه من سؤالك : أنك أحرمت بالحج ابتداءً ، ثم لما وصلت إلى مكة أديت العمرة مع الناس ، فإذا كان كذلك ، فحجك صحيح ، وتكون تلك العمرة فاسخة لحجك ، ولا يضر كونك لم تنو العمرة من الميقات ، فالصحابة لم ينووا العمرة ابتداءً ، بل نووا الحج ومع هذا أمرهم النبي صلى الله عليه وسلم بفسخ الحج إلى عمرة .

فقد روى أبو داود (1788) عن جابر رضي الله عنه قال : " قَدِم رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه لأربع ليال خلون من ذي الحجة ، فلما طافوا بالبيت وبالصفا والمروة ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( اجْعَلُوهَا عُمْرَةً ، إِلَّا مَنْ كَانَ مَعَهُ الْهَدْيَ ) ، فلما كان يوم التروية : أهلوا بالحج ، فلما كان يوم النحر ، قدموا فطافوا بالبيت ، ولم يطوفوا بين الصفا والمروة ". وصححه الشيخ الألباني في " صحيح سنن أبي داود " .

قال العظيم آبادي رحمه الله :
" ( اِجْعَلُوهَا عُمْرَة ) : خطاب لمن كان أهل بالحج مفردا ؛ لأنهم كانوا ثلاث فرق قاله العيني ، أي : افسخوه إلى العمرة ؛ لبيان مخالفة ما كانت عليه الجاهلية من تحريم العمرة في أشهر الحج " انتهى من " عون المعبود شرح سنن أبي داود " (5/148) – ترقيم الشاملة – .

وقد سئل الشيخ صالح بن فوزان الفوزان : هل يجوز تغيير النية للمفرد بعد الطواف والسعي ليصبح متمتعًا ؟

فأجاب حفظه الله : " لا مانع من ذلك ، بل الأحسن أن يتحول من كونه مفردًا إلى كونه متمتعًا ، فإذا طاف وسعى يقصر من رأسه ويتحلل ويعتبرها عمرة ، ثم يحرم بالحج بعد ذلك ويكون متمتعًا ، وهذا يسمى فسخ الحج إلى العمرة ، وقد أمر به النبي صلى الله عليه وسلم أصحابه بعدما طافوا وسعوا أن يقصروا ويجعلوها عمرة ، يحرمون بعدها بالحج ليكونوا متمتعين ، إلا من كان ساق الهدي ، فإنه يبقى على إحرامه " انتهى من " المنتقى من فتاوى الفوزان " (5/162) .

وقد سئل سماحة الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله : " من حج مع الناس ، وفعل كما يفعلون ، دون معرفة بالأركان والواجبات والسنن ، فما الحكم في هذا الحج ؟

فأجاب رحمه الله : " حجه صحيح ، ما دام فعل ما يفعله المسلمون ، من الوقوف بعرفات والذهاب إلى مزدلفة والمبيت فيها والطواف والسعي ، وبقية الأعمال ، ورمي الجمار ، فالحمد لله حجه صحيح .
المقصود : ما دام فعل أعمال الحج ، وإن كان ما عنده علم ، إنما قلَّد الناس فيما يفعلون ، وفعل كفعلهم في أعمال الحج ، فإنه يكون حجه صحيحاً مجزئاً له ، لكن ليس مثل من حج عن فقه وعن علم ؛ ذاك أفضل .
والمطلوب من الحاج : أنه يتعلم ، ويسأل أهل العلم عما أشكل عليه ، حتى يكون على بينة ، على بصيرة ، وهنا بحمد الله مناسك الآن موجودة فيها بيان أعمال الحج ، ولنا منسك مستوفٍ غالب أعمال الحج ، وسميناه : ( التحقيق والإيضاح لكثير من مسائل الحج والعمرة والزيارة ) ، فهو منسك مفيد ، وغيره من مناسك أخرى ، المقصود أن طالب العلم والمسلم الذي يريد الحج يستطيع أن يحفظ منسكاً من مناسك أهل العلم ، يفيده في مسائل الحج ، وهكذا سؤال أهل العلم قبل أن يتوجه إلى مكة عما قد يخفى عليه ، وهكذا سؤاله للمدرسين في مكة ، في المسجد الحرام عما أشكل عليه " انتهى من " فتاوى نور على الدرب للشيخ ابن باز " .

وينظر للفائدة جواب السؤال رقم : (109357) .

والله أعلم .

هل انتفعت بهذه الإجابة؟

المصدر

موقع الإسلام سؤال وجواب

at email

النشرة البريدية

اشترك في النشرة البريدية الخاصة بموقع الإسلام سؤال وجواب

phone

تطبيق الإسلام سؤال وجواب

لوصول أسرع للمحتوى وإمكانية التصفح بدون انترنت

download iosdownload android