0 / 0
10,92607/05/2013

تقدم لخطبتها رجل صاحب خلق ودين إلا أنه ضعيف البصر ، فهل توافق عليه ؟

السؤال: 197267

أخبرتني أمي أن هناك خاطب قد تقدم للزواج مني ، وسيعد هذا الخاطب الأول لي ، وتسلمت صورة لهذا الرجل ، وأعجبت بما رأيت – ما شاء الله – ، ومما سمعت فهو رجل لطيف ، وهو شخص ملتزم بالدين ، ويدرس في المسجد ، وقد انتهى من دراسة إحدى الدرجات العلمية ، وقد سمعت أيضاً أن نظره ضعيف ، فهو يرتدي عدسة غليظة .
أعيش في المملكة البريطانية وهو يعيش في كندا ، أشعر أنني في حاجة إلى تفكير عميق ، وطويل نحو مستقبلي معه ، لو حدثت له مشكلة في بصره ، وأرغب في النصيحة حول قراري الذي سأتخذه من فضلكم .

الجواب

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وبعد.

أولا :
الضابط الأساس في اختيار الزوج هو الخلق والدين ، ولا يجوز للمرأة المسلمة أن ترضى بغير رضيّ الخلق أو الدين ؛ لقوله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( إِذَا خَطَبَ إِلَيْكُمْ مَنْ تَرْضَوْنَ دِينَهُ وَخُلُقَهُ فَزَوِّجُوهُ ، إِلَّا تَفْعَلُوا تَكُنْ فِتْنَةٌ فِي الْأَرْضِ وَفَسَادٌ عَرِيضٌ ) .
رواه الترمذي (1084) ، وحسنه الألباني في “صحيح الترمذي” .
ثانيا :
المستحب في الخطبة أن يرى الخاطب خطيبته وتراه ، فتنظر إليه وينظر إليها ؛ ويتم التعارف بصورة مباشرة ؛ فهنا فقط يتحقق المقصود الشرعي من إباحة نظر كل من الخاطبين ، بعضهما إلى بعض ؛ وأما الصورة الفوتوغرافية ، أو حتى المحادثات المرئية ، فإنها لا تعبر بصورة كافية عن ذلك ، وكثيرا ما تنقل انطباعا غير حقيقي ، وقد تكون نسبة الاختلاف مؤثرة في اتخاذ القرار .

وينظر جواب السؤال رقم : (166249) .

ثالثا :
مجرد وجود ضعف في النظر ولبس النظارة الطبية لا يبعث على المخاوف ، فهذا شيء طبيعي ، والتقدم في طب العيون يبعث كثيرا على الطمأنينة والراحة ، ولا حرج من مصارحته بهذا الخصوص وسؤاله عن ضعف نظره ، سواء من قِبَلك أو من قبل أحد أقاربك : هل هو ضعف شديد أم محتمل ؟ هل يمكن أن يرى بدون النظارة أم لا ؟ هل تضعف رؤيته بدونها جدا ؟ أم يمكنه الرؤية بدونها بصورة معقولة ؟
على أية حال :
كل ما نستطيع أن ننصحك به الآن : هو عدم التعجل باتخاذ قرار القبول ، بناء على مجرد الصورة المقبولة ، أو الرفض بناء على ما سمعت من أمر بصره ؛ بل ننصحك بالتأني أكثر ، وأن يزورك في بيت الأسرة ، لتتعرفوا عليه أكثر ، وأن تكون الأخبار التي وصلتكم عنه : من مصدر موثوق في نقله ، وفي تقديره للأمور .

وعلى كل حال :
فإن من حقك ألا تقبلي على هذه الخطبة ، ولو بناء على عدم قبولك للصورة ، أو إحساسك أنك غير قادرة على تحمل حالته المرضية ، إن قدر أن حالته مرضية حقيقة .
مع اعتبار مهم في اتخاذ القرار : وهو مقدرتك على الانتقال من مكان إقامتك ، إلى بلد بعيد عن أهلك ، كندا ، إن كانت إقامته الطبيعية هناك ؛ وهو أمر لا يتيسر لكل النساء احتماله ، والتكيف مع متطلباته .
وينظر : جواب السؤال رقم : (130596) .

خامسا :
عليك باستشارة من يمكن استشارته في ذلك من ذوي الديانة والعقول المستقيمة .
وعليك أيضا إذا قررت شيئا بعد النظر والتفكر والاستشارة ألا تمضي أمرا إلا بعد الاستخارة .
ينظر : لمعرفة صلاة الاستخارة والحكمة من مشروعيتها جواب السؤال رقم : (11981) .

والله تعالى أعلم .

هل انتفعت بهذه الإجابة؟

المصدر

موقع الإسلام سؤال وجواب

at email

النشرة البريدية

اشترك في النشرة البريدية الخاصة بموقع الإسلام سؤال وجواب

phone

تطبيق الإسلام سؤال وجواب

لوصول أسرع للمحتوى وإمكانية التصفح بدون انترنت

download iosdownload android