0 / 0

هل يوصف الله بالقديم ، والموجود

السؤال: 198069

هل يوصف الله بالقديم ، فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم “… وبسلطانك القديم ” ، وهل يوصف الله بالشيء ؟ وكذا قول “الله موجود” فهي من صيغة مفعول ؟
ويقول النبي صلى الله عليه وسلم : “خلق الله الخلق فلما فرغ منه قامت الرحم فأخذت بحقو الرحمن” متفق عليه ، فهل يوصف الله بالحقو ؟

الجواب

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وبعد.

أولا :

” القديم ” ليس أسما من أسماء الله الحسنى ، ولا صفة من صفاته ، وإنما يجوز إطلاقه على الله تعالى في مقام الإخبار عنه ، لا مقام التسمية والوصف .

قال ابن القيم رحمه الله : ” أن ما يدخل في باب الإخبار عنه تعالى ، أوسع مما يدخل في باب أسمائه وصفاته ؛ كالشيء ، والموجود ، والقائم بنفسه ، فإنه يخبر به عنه ولا يدخل في أسمائه الحسنى وصفاته العليا” انتهى من “بدائع الفوائد (1/284).

وأما قوله صلى الله عليه وسلم : ( أَعُوذُ بِاللَّهِ الْعَظِيمِ، وَبِوَجْهِهِ الْكَرِيمِ، وَسُلْطَانِهِ الْقَدِيمِ، مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ ) رواه أبو داود (466) وصححه الألباني في صحيح أبي داود .

فالقديم في الحديث وصف لسلطان الله تعالى ، وليس وصفا لله .

سئل الشيخ ابن عثيمين رحمه الله :

هل (القديم) اسم لله تعالى, أو من صفاته؟

فأجاب :

” لا, القديم ليس من أسماء الله, وليس من صفاته, لكن المقدِّم من أسماء الله، كما في الحديث: (أنت المقدم وأنت المؤخر) .

السائل: توجيه الحديث يا شيخ: (وسلطانك القديم) .

الجواب: هذا وصف للصفة ، وليس وصفاً للموصوف, سلطانه القديم، أي: القديم هو السلطان.” انتهى من “لقاء الباب المفتوح” (209/ 23) بترقيم الشاملة .

وينظر جواب السؤال رقم 100585

ثانياً :

وكذلك ( الشيء ) و(الموجود) : يخبر بهما عن الله تعالى ، وليسا من أسماء الله .

قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله :

” وَيُفَرِّقُ بَيْنَ دُعَائِهِ وَالْإِخْبَارِ عَنْهُ فَلَا يُدْعَى إلَّا بِالْأَسْمَاءِ الْحُسْنَى؛ وَأَمَّا الْإِخْبَارُ عَنْهُ: فَلَا يَكُونُ بِاسْمِ سَيِّئٍ؛ لَكِنْ قَدْ يَكُونُ بِاسْمِ حَسَنٍ أَوْ بِاسْمِ لَيْسَ بِسَيِّئِ وَإِنْ لَمْ يُحْكَمْ بِحُسْنِهِ. مِثْلَ اسْمِ شَيْءٍ وَذَاتٍ وَمَوْجُودٍ … ” انتهى من “مجموع الفتاوى” (6/ 142)

وقال ابن القيم رحمه الله :

” ما يطلق عليه في باب الأسماء والصفات توقيفي وما يطلق عليه من الأخبار لا يجب أن يكون توقيفا كالقديم والشيء والموجود والقائم بنفسه ” انتهى من “بدائع الفوائد” (1/ 285) .

وينظر جواب السؤال رقم (121180) .

ثالثاً :

يجوز وصف الله تعالى بأنه ( موجود ) ووجود الله معلوم من الدين بالضرورة ، وهو صفة لله بإجماع المسلمين ، فيخبر به عنه ويوصف به ، ولكنه ليس اسما من أسمائه الحسنى .

سئل الشيخ محمد خليل هراس رحمه الله : كلمة “موجود” أليس كل موجود لابد له من واجد؟

فأجاب : “لا يقصد هذا ، يقصد موجود ، أي : هو متصف بصفة الوجود ،…. وليس كل موجود يحتاج إلى موجِد ، والله موجود” انتهى باختصار من “فتاوى كبار علماء الأمة” ص (43) .

وينظر جواب السؤال رقم 121180

ولمعرفة كلام أهل العلم في الحقو : ينظر جواب السؤال رقم (205650)

والله أعلم .

هل انتفعت بهذه الإجابة؟

المصدر

موقع الإسلام سؤال وجواب

at email

النشرة البريدية

اشترك في النشرة البريدية الخاصة بموقع الإسلام سؤال وجواب

phone

تطبيق الإسلام سؤال وجواب

لوصول أسرع للمحتوى وإمكانية التصفح بدون انترنت

download iosdownload android