0 / 0
104,62907/05/2013

حكم الحلويات التي يوجد في تكوينها نسبة ضئيلة جداً من الكحول

السؤال: 198536

لدي أربعة أطفال ، أكبرهم في التاسعة من عمره ، عادة ما أشتري لهم ريبينا ، أو ليكوزادا – حلويات – ، حتى أخبرتني إحدى صديقاتي بأن ليكوزاد تحتوي على نسبو 0.01 % من الكحول وأن الريبينا يتم تمريره من مرشح مصنوع من خنازير . بحثت على شبكة الانترنت ووجدت في مجلس الشريعة في المملكة البريطانية أنها حلال . وكان هذا في عام ألفين وأربعة .
فماذا تقولون بهذا الشأن ؟

الجواب

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وبعد.

هذه المسألة ننبه في جوابها إلى أمور :

1- لا يحل للمسلم ابتداء أن يضيف شيئا من الكحول أو الخنزير ، أو غيرها من المواد المحرمة إلى شيء من طعامه ، أو شرابه ، ولو كان شيئا يسيرا ؛ لأنه مأمور باجتناب ذلك كله .
2- إذا وجد المسلم شيئا من الطعام أو الشراب يباع في السوق ، ولم يتيقن ، أو يغلب على ظنه ، أنه أضيف إليه شيء من المواد المحرمة ، فإن الأصل هو حل ذلك الطعام أو الشراب ، والشك وحده لا يؤثر .
3- إذا علم أنه قد أضيف شيء من الكحول أو الخنزير ، أو غيره من المحرمات ، إلى الطعام أو الشراب : فإن كان بنسبة يسيرة ، استهلكت في المواد الأخرى ، ولم يبق لها أثر في الطعام أو الشراب ، بحيث لم يظهر لها لون ، أو طعم ، أو ريح : فإن ذلك أيضا لا يؤثر ، ولا يحرم تناول هذه الأطعمة أو المشروبات ، وهذا هو الحال في النسبة الضئيلة المذكورة في السؤال ، فمثل هذه النسبة تستهلك فيما أضيفت إليه ، ولا يبقى لها أثر .
4- يحرم تناول شيء من هذه الأطعمة ، أو المشروبات ، إذا كان قد أضيف إليها نسبة كبيرة مؤثرة من المحرمات ، أو نسبة يسيرة ، لكنها مؤثرة لم تستهلك ، بل بقي شيء من صفاتها : اللون ، أو الطعم ، أو الرائحة ، أو شيء من آثارها : كالإسكار بالنسبة للكحول ونحوه من المواد المخدرة .
5- بالنسبة للمواد المسكرة : لا يشترط أن يكون القدر الذي يتناوله عادة من هذه الأطعمة : مسكرا ؛ فمن المعلوم أن الحلوى أو الشيكولاتات ، لا يمكن أن يكون فيها نسبة من الكحول تسبب الإسكار بصورة مباشرة ، من القدر الذي يتناوله الناس عادة ؛ وإنما القاعدة الشرعية في ذلك : أن ما أسكر كثيره ، فقليله حرام .
6- هناك أصل عام ، وأدب شرعي للمؤمن : أن ما حاك في صدرك : فدعه ؛ وما سبب لك الريب وعدم الطمأنينة : فدعه ، وخذ من الطيبات ما لا يسبب لك ذلك ؛ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( دَعْ مَا يَرِيبُكَ إِلَى مَا لَا يَرِيبُكَ ؛ فَإِنَّ الصِّدْقَ طُمَأْنِينَةٌ ، وَإِنَّ الْكَذِبَ رِيبَةٌ ) رواه الترمذي (2442) وغيره ، وصححه الألباني ، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( إِنَّ الْحَلَالَ بَيِّنٌ ، وَإِنَّ الْحَرَامَ بَيِّنٌ ، وَبَيْنَهُمَا مُشْتَبِهَاتٌ لَا يَعْلَمُهُنَّ كَثِيرٌ مِنْ النَّاسِ ؛ فَمَنْ اتَّقَى الشُّبُهَاتِ : اسْتَبْرَأَ لِدِينِهِ وَعِرْضِهِ ، وَمَنْ وَقَعَ فِي الشُّبُهَاتِ وَقَعَ فِي الْحَرَامِ ؛ كَالرَّاعِي يَرْعَى حَوْلَ الْحِمَى يُوشِكُ أَنْ يَرْتَعَ فِيهِ ، أَلَا وَإِنَّ لِكُلِّ مَلِكٍ حِمًى ، أَلَا وَإِنَّ حِمَى اللَّهِ مَحَارِمُهُ ) . رواه البخاري (1910) ومسلم (2996) .

وينظر جواب سؤال رقم : (114129).
والله أعلم .

هل انتفعت بهذه الإجابة؟

المصدر

موقع الإسلام سؤال وجواب

at email

النشرة البريدية

اشترك في النشرة البريدية الخاصة بموقع الإسلام سؤال وجواب

phone

تطبيق الإسلام سؤال وجواب

لوصول أسرع للمحتوى وإمكانية التصفح بدون انترنت

download iosdownload android