0 / 0

يمازح زوجته فيقول إذا أردت فلانا فخذيه

السؤال: 198577

هل إذا قلت لزوجتي مزاحا : إذا أردت فلانا فخذيه ، وزوجته تأخذ مكانك . فهل هذا الكلام يحرِّم عليَّ زوجتي ؟

الجواب

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وبعد.

قول الزوج لزوجته " إذا أردت فلانا فخذيه ، وزوجته تأخذ مكانك " ليس طلاقا ولا فراقا ، إذ لا يشتمل على شيء من ألفاظ الطلاق أو كناياته ، ولا يحرِّمُ زوجته عليه ، كما أنه معلق على شرط إرادة الزوجة ، ومثل ذلك لا يوقع الطلاق .
على أننا نرى أن ذلك من تكلف القول الذي لا يحمد ، ومن آفات اللسان التي تورد المرء المهالك ؛ لما في ذلك من استخفاف بالحرمات ، واعتداء لفظي على أعراض المسلمين ، وذهاب للغيرة التي تصون الأسر المسلمة عن الفواحش ؛ فهل من المروءة ومكارم الخلق أن يحدث الرجل امرأته بأن تكون تحت رجل آخر سواه ، وفي فراشه ، ولو كان مقابل ذلك أن يأخذ هو زوجة الآخر ؟ وبأي وجه ، وأي حق : يسمح الرجل لنفسه بذلك ، ويستحل من شأن الرجل الآخر ، وامرأته : أن يكون شأنهم ، وفراشهم ، عرضة لحديثه ومزاحه مع امرأته ؟
والعشرة بالمعروف تقتضي من الزوجين أن يرضى كل منهما بالآخر ، وأن يعلم يقينا أن ما يمنيه الشيطان به من حياة سعيدة مع زوج آخر إنما هي أضغاث أحلام ، كما قال الله عز وجل : ( وَمَنْ يَتَّخِذِ الشَّيْطَانَ وَلِيًّا مِنْ دُونِ اللَّهِ فَقَدْ خَسِرَ خُسْرَانًا مُبِينًا . يَعِدُهُمْ وَيُمَنِّيهِمْ وَمَا يَعِدُهُمُ الشَّيْطَانُ إِلَّا غُرُورًا ) النساء/119-120. كما أن المناكفات اللفظية بين الزوجين قد تبلغ بهما حد المعصية ، أو طلب الوقوع في الفاحشة ، سواء وقعت على وجه المزاح أم الجد ، وأحيانا ما تكون سببا للشقاق والنزاع المؤدي إلى الفراق ، والعاقل هو الذي يسد باب الشيطان ، ويقي نفسه وأسرته ألوانا من الشرور بعمل واحد ميسور ، دلنا عليه النبي صلى الله عليه وسلم بقوله : ( امْلِكْ عَلَيْكَ لِسَانَكَ ، وَلْيَسَعْكَ بَيْتُكَ ، وَابْكِ عَلَى خَطِيئَتِكَ ) رواه الترمذي في " السنن " (2406) وقال : حديث حسن . وصححه الألباني في " صحيح الترمذي ".
وقد سمعنا من بعض الصالحين في زماننا من أخبر عن نفسه فقال : تزوجت منذ خمسين سنة لم أمازح زوجتي يوما أني سأتزوج عليها ؛ خوفا أن ينكسر قلبها .
فليتق امرؤ ربه أن يتكلف من القول ما لا ينبغي له ، أو ينتقل بالمزاح من الحد المعقول المباح المشروع ، إلى وجه من المزاح البعيد ، يكثر سقطه ، ويستطير شرره ، ثم لعله أن يندم يوما ، ساعة لا ينفع الندم .
والله أعلم .

هل انتفعت بهذه الإجابة؟

المصدر

موقع الإسلام سؤال وجواب

at email

النشرة البريدية

اشترك في النشرة البريدية الخاصة بموقع الإسلام سؤال وجواب

phone

تطبيق الإسلام سؤال وجواب

لوصول أسرع للمحتوى وإمكانية التصفح بدون انترنت

download iosdownload android