0 / 0

هل يصح الدعاء بمنع عينه وحسده عن الناس ؟

السؤال: 198616

ما صحة هذا الدعاء : ( اللهم أبطل عيني وحسدي ، وتعلق نفسي ممن أصبتهم بها ، بقصد أو غير قصد ) ؟

الجواب

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وبعد.

أولا :
لا نعرف لهذا الدعاء أصلا عن النبي صلى الله عليه وسلم ، ولا عن أحد من أصحابه ، ولا نعرف أحدا من علماء المسلمين ممن صنف في الأدعية والأذكار ذكره في كتابه ، فلا يشرع التزامه والدعاء به .
ثانيا :
الحسد من الصفات الذميمة التي يتنزه عنها المؤمن كما روى النسائي (3109) عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : ( لَا يَجْتَمِعَانِ فِي جَوْفِ مُؤْمِنٍ : غُبَارٌ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَفَيْحُ جَهَنَّمَ ، وَلَا يَجْتَمِعَانِ فِي قَلْبِ عَبْدٍ : الْإِيمَانُ وَالْحَسَدُ ) وحسنه الألباني في “صحيح النسائي” .
وكما روى مسلم (2559) عَنْ أَبي هُرَيرَةَ رضي الله عنه أنه قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم : ( لاَ تَحَاسَدوا ، وَلاَتَنَاجَشوا ، وَلاَ تَبَاغَضوا ، وَلاَ تَدَابَروا … )

ومثل ذلك أيضا : الإصابة بالعين :
وقد روى ابن ماجة (3508) والحاكم (7497) عَنْ عَائِشَةَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ( اسْتَعِيذُوا بِاللَّهِ تَعَالَى مِنَ الْعَيْنِ فَإِنَّ الْعَيْنَ حَقٌّ ) وصححه الألباني في “صحيح ابن ماجة” .

وينظر للفائدة : جواب السؤال رقم : (167352) ورقم (163185) .

ولأجل ذلك شرع الاستعاذة بالله من العين ، والاستعاذة به من شر حاسد إذا حسد .
وكان النبي صلى الله عليه وسلم يعلم أصحابه ذلك :
وفي مسند الإمام أحمد (28/612ـ الرسالة) وغيره ، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لعقبة بن عامر الجهني : ( أَلَا أُخْبِرُكَ بِأَفْضَلِ مَا تَعَوَّذَ الْمُتَعَوِّذُونَ ؟ ) . قَالَ : قُلْتُ : بَلَى !! فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ ، وَقُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ : هَاتَيْنِ السُّورَتَيْنِ ) .
وفي رواية : ( مَا تَعَوَّذَ النَّاسُ بِأَفْضَلَ مِنْهُمَا ) .

ثانيا :
من وجد في نفسه شيئا من ذلك ، أو خشي أن تصيب عينه أحدا من المسلمين ، فالواجب عليه أن يجاهد نفسه في ذلك ، ويكفها عن السوء والأذى ، ويدفع شره عن المسلمين ما استطاع ، ويدعو ويبرك على ما يعجبه من شأن إخوانه ؛ كما روى أحمد (15700) والحاكم (7500) عَنْ عَامِرِ بْنِ رَبِيعَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: ( إِذَا رَأَى أَحَدُكُمْ مِنْ أَخِيهِ، أَوْ مِنْ نَفْسِهِ، أَوْ مِنْ مَالِهِ مَا يُعْجِبُهُ، فَلْيُبَرِّكْهُ فَإِنَّ الْعَيْنَ حَقٌّ ) وصححه الألباني في “الصحيحة” (2572)

ومن الدعاء المشروع في ذلك : أن يفتقر إلى الله أن يطهر قلبه من الآفات والأمراض :
وقد كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ مُنْكَرَاتِ الأَخْلَاقِ، وَالأَعْمَالِ وَالأَهْوَاءِ رواه الترمذي (3591) وحسنه ، وصححه الألباني .

وكان من دعائه الشريف ، صلى الله عليه وسلم ، أيضا : ( اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّ سَمْعِي، وَمِنْ شَرِّ بَصَرِي، وَمِنْ شَرِّ لِسَانِي، وَمِنْ شَرِّ قَلْبِي، وَمِنْ شَرِّ مَنِيِّي ) يَعْنِي فَرْجَهُ .
رواه الترمذي (3492) وحسنه ، وصححه الألباني في “صحيح الترمذي” .

وفي دعاء آخر : ( اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنَ الْفَقْرِ، وَالْقِلَّةِ، وَالذِّلَّةِ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ أَنْ أَظْلِمَ، أَوْ أُظْلَمَ ) رواه أبو داود (1544) وصححه الألباني .
وفي الحديث الآخر : ( اللهُمَّ عَالِمَ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ، فَاطِرَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ – رَبَّ كُلِّ شَيْءٍ وَمَلِيكَهُ، أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ، أَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّ نَفْسِي، وَشَرِّ الشَّيْطَانِ وَشِرْكِهِ ) رواه أحمد (51) وصححه محققو المسند .

وأما الدعاء المذكور في السؤال :
فلا حرج على العبد أن يدعو به لنفسه ، خاصة إذا وجد من نفسه شيئا من ذلك ، لكن الأولى به أن يتخير من دعاء النبي صلى الله عليه وسلم : ما يوافق حاله ، فهو أعظم بركة ، وأرجى للقبول .
فإن تخير لنفسه من الدعاء ما يعجبه ، الدعاء المذكور أو غيره مما كان معناه سليما مستقيما ، مناسبا للحال : فلا حرج عليه في ذلك ، لكن لا يجعله وردا ثابتا يلتزمه ، كما تلتزم الأوراد والأذكار الواردة عن النبي صلى الله عليه وسلم .

ولمزيد الفائدة ينظر جواب السؤال رقم : (122968) ورقم (141669) .

والله تعالى أعلم .

هل انتفعت بهذه الإجابة؟

المصدر

الإسلام سؤال وجواب

at email

النشرة البريدية

اشترك في النشرة البريدية الخاصة بموقع الإسلام سؤال وجواب

phone

تطبيق الإسلام سؤال وجواب

لوصول أسرع للمحتوى وإمكانية التصفح بدون انترنت

download iosdownload android