تنزيل
0 / 0

حكم قول : ” دخيل الله ” و ” دخيل النبي “

السؤال: 198777

أود أن أستفسر عن حكم التلفظ ببعض الكلمات المنتشرة على ألسن الناس عندنا في سوريا ، من أمثلة : ( دخيل الله ) أو ( دخيل النبي ) أو : لعن السماء ؟

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وبعد.

أولا : الأولى بالمسلم تجنب الألفاظ التي لا يُدرَى معناها والمقصود منها بشكل واضح
، أو تحتمل معنى قبيحاً ، حتى لا يزلَّ لسانه بكلمة لا يدري أين تذهب به ؛ وفي
الحديث الصحيح : ( إِنَّ أَحَدَكُمْ لَيَتَكَلَّمُ بِالْكَلِمَةِ مِنْ سَخَطِ
اللَّهِ مَا يَظُنُّ أَنْ تَبْلُغَ مَا بَلَغَتْ ، فَيَكْتُبُ اللَّهُ عَلَيْهِ
بِهَا سَخَطَهُ إِلَى يَوْمِ يَلْقَاهُ ) ، رواه الترمذي (2319) وصححه.

ثانياً : كلمة ( دخيل الله ) الأصل في معناها : أنه مستجير بالله لاجئ إليه ،
وفي حمايته وحفظه .
وهذا معنى صحيح ، لا لبس ولا إشكال فيه .
وقد يستعملها البعض بمعنى آخر غير الاستجارة بالله ، وهذا لا حرج فيه كذلك .

ثالثاً : أما كلمة ( دخيل النبي ) فهي تعني في أصلها : الاستجارة بالنبي
والاستغاثة به ، وهذا معنى باطل لا يجوز لمسلم أن يقصده .

إلا أن كثيراً من الناس في بلاد الشام يطلق هذه اللفظة ، ولا يقصد بها الاستغاثة
ولا المعنى الحرفي للكلمة ، بل هي تستعمل في سياقات مختلفة ، عند التعجب ، وعند
الطلب ، أو بمعنى ( من أجل النبي ) ، وليس منها الاستغاثة في غالب الأحوال .

فهي ـ في مثل ذلك ـ تشبه الكلمات التي كانت تجري على ألسنة العرب ولا يقصد بها
معناها ، كـ ( ثكلتك أمك ، عقرى حلقى ، تربت يداك …) .

والواجب تجنب استعمال هذا اللفظ ، ونحوه من المشتبهات ، لما يتضمنه من إيهام
المعنى المنكر ، إلا أنه لا يقال في حق قائله : إنه استغاث بغير الله .

ثالثاً : أما قول بعضهم ” يلعن سَمَاك ” ، فهي كلمة تطلق للسب والشتم ، وأكثر
الناس لا يدري معناها الدقيق ، لكنها تدور حول لعن السماء ، أو ما هو فوقك ،
وأحيانا يستخدمها الساب تهرباً من سب الذات الإلهية ، فيلجأ لهذا اللفظ توريةً ،
وبعضهم يطلقها ولا يقصد منها شيئاً محدداً.

وعلى كل الأحوال : فالمسلم مطالب بتجنب مثل هذه الكلمات الموهمة .
ومن قصد بهذا اللفظ لعن السماء ، فقد وقع في الحرام وارتكب محظوراً ؛ لأن من لعن
شيئاً بغير حق : ردت عليه اللعنة ؛ كما قال النبي صلى الله عليه وسلم : ( لَا
تَلْعَنِ الرِّيحَ فَإِنَّهَا مَأْمُورَةٌ ، وَإِنَّهُ مَنْ لَعَنَ شَيْئًا لَيْسَ
لَهُ بِأَهْلٍ رَجَعَتِ اللَّعْنَةُ عَلَيْهِ ) رواه الترمذي (1978) وصححه
الألباني.
ولا شك أن السماء أولى ألا تُلعن ، لأنها ليست أهلا للعن والعياذ بالله .

وكذلك فإن اللعن منهي عنه ، وليس هو من أخلاق أهل الإيمان ؛ كما قال النبي صلى
الله عليه وسلم : ( لَيْسَ الْمُؤْمِنُ بِالطَّعَّانِ وَلا اللَّعَّانِ وَلا
الْفَاحِشِ وَلا الْبَذِيءِ ) رواه الترمذي (1977) وصححه الألباني في صحيح الترمذي
.
وينظر جواب السؤال (83390) و (223069).

والله أعلم

المصدر

موقع الإسلام سؤال وجواب

هل انتفعت بهذه الإجابة؟

at email

النشرة البريدية

اشترك في النشرة البريدية الخاصة بموقع الإسلام سؤال وجواب

phone

تطبيق الإسلام سؤال وجواب

لوصول أسرع للمحتوى وإمكانية التصفح بدون انترنت

download iosdownload android