0 / 0

المصاحف المكتوبة بطريقة ” برايل ” ، هل لها حكم المصحف ؟

السؤال: 199357

ما هو حكم ترجمة معاني القرآن إلى طريقة برايل للمكفوفين ؟ وهل تأخذ حكم المصحف ؟

الجواب

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وبعد.

أولاً :
طريقة " برايل " نسبة إلى رجل فرنسي اسمه : " لويس برايل " ، وهو نظام كتابي يساعد المكفوفين على القراءة عن طريق حاسة اللمس .

 

ثانياً :
كتابة ترجمة لمعاني القرآن بطريقة " برايل " ليس هناك ما يمنع منها شرعاً ، إذا كانت تلك الترجمة المراد كتابتها بتلك الطريقة ترجمة موثوقة وصحيحة في ترجمة القرآن .
وكذلك الحال في كتابة القرآن الكريم بتلك الطريقة ، فالأصل جواز ذلك ، لكن يُراعى في كتابة القرآن بتلك الطريقة الرسم العثماني ما أمكن .
قال الشيخ عبد الله المطلق حفظه الله – عضو اللجنة الدائمة للافتاء في السعودية – : " كتابة المصحف بخط برايل مع التزام الرسم العثماني في كتابة كلمات القرآن بحروفها الموجودة في رسم مصحف عثمان … وقد يستحيل تطبيق الرسم القرآني في كلمات معدودة ، فيعفى عن ذلك لمشقته ، ولأن التكليف مربوط بالاستطاعة ، كما قال تعالى : ( لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا ) ، ولا يجوز أن يُجعل هذا عائقا عن طباعة المصحف الشريف لهذه الشريحة المهمة من المجتمع ، ونجعلها بسببه عالة على غيرها في متابعة القراءة والحفظ ، مع إمكان قيامها به معتمدة على نفسها إذا توفر مطبوعا " انتهى من " مجلة البحوث الإسلامية " (العدد السادس والستون/361).

 

وقال الشيخ صلاح الصاوي حفظه الله تعالى : " أما إن كان سؤالك حول جواز هذا العمل في ذاته – أي : المصحف المترجم بطريقة برايل – ، فلا شك في مشروعيته ، وأنه يمثل إنجازا حضاريا كبيرا ، ونعمة من أجل نعم الله على المكفوفين ، والله تعالى أعلى وأعلم " انتهى .

ثالثاً :
كتابة القرآن بطريقة " برايل " لا تأخذ حكم المصحف ، من جهة وجوب الطهارة ، فيجوز مسه مع الحدث .
جاء في تقريرات الشيخ محمد بن إبراهيم آل الشيخ رحمه الله : " ترجمة المصحف بغير العربية ، لا يثبت لها أَحكام المصحف من الحرمة ، وكذلك ما يكتب للمكفوفين " .
انتهى من " فتاوى ورسائل محمد بن إبراهيم آل الشيخ " .

وقد سئل الشيخ ابن باز رحمه الله تعالى:  من المعلوم أن القرآن المكتوب بطريقة برايل يشتمل على رموز واصطلاحات بارزة خاصة بالمكفوفين ، فهل ينطبق عليه ما ينطبق على المصحف من أحكام مثل الوضوء وغيره ، أفيدونا أثابكم الله .

فأجاب رحمه الله : " ليس بقرآن هذا ، هذا شبه ترجمة ، فلا ينطبق عليه حكم المصحف يجوز لمسه للمحدث والجنب ، ولا بأس أن يقرأ فيه المحدث ؛ لأن هذا شبه ترجمة وشبه تفسير ، بل هو أشبه شيء للترجمة ، ترجمة معاني القرآن للغة الأجنبية " .

وقد سئلت اللجنة الدائمة للإفتاء في السعودية : هل مصاحف ( البرايل ) المكتوبة بنقاط ( البرايل ) للمكفوفين لها نفس الحرمة للمصاحف المكتوبة باللغة العربية للمبصر ؟

فأجابت : " لا يظهر أن المصاحف المكتوبة بطريقة برايل لها حكم المصاحف المكتوبة بالحروف العربية " انتهى من " فتاوى اللجنة الدائمة – المجموعة الثانية " (3/41) .

وقال الشيخ عمر بن محمد السبيل رحمه الله : " كما أرى أن يلحق بهذا – أي : الأشرطة التي فيها قرآن – في الحكم أيضًا ، ما لو كتب القرآن الكريم بطريقة برايل للمكفوفين ، فإنه لا يأخذ حكم المصحف ، فيجوز مسه مع الحدث ؛ لأن المصحف إنما هو لما كتب باللغة التي نزل بها ، وهي اللغة العربية التي يقرؤها كل متعلم لها ، كما قال سبحانه : ( وإنه لتنـزيل رب العالمين نزل به الروح الأمين على قلبك لتكون من المنذرين بلسان عربي مبين ) ، أما طريقة برايل ، فليست حروفًا ، وإنما هي طريقة يتعرف من خلالها على الحروف من خلال اللمس ، فلذا فإنه إذا كتب بها المصحف – إن قيل بجوازه – ، فإنه يجوز مسه للمحدث ، وإن كان حدثه أكبر ، هذا ما يظهر لي والعلم عند الله تعالى " .
انتهى من " من أحكام مس القرآن الكريم دراسة فقهية مقارنة " .

والله أعلم .

هل انتفعت بهذه الإجابة؟

المصدر

موقع الإسلام سؤال وجواب

at email

النشرة البريدية

اشترك في النشرة البريدية الخاصة بموقع الإسلام سؤال وجواب

phone

تطبيق الإسلام سؤال وجواب

لوصول أسرع للمحتوى وإمكانية التصفح بدون انترنت

download iosdownload android