تنزيل
0 / 0

كل الديانات غير الإسلام تخالف فطرة الله التي فطر الناس عليها .

السؤال: 199420

في حديث النبي صلى الله عليه وسلم : ” ما من مولود إلا على الفطرة يولد فأبواه يهودانه أو ينصرانه أو يمجسانه” أو كما قال .

لماذا لم يذكر الديانات الأخرى غير اليهودية والنصرانية والمجوسية ؟

هل تلك الديانات لا تخالف الفطرة ؟ أم إن أصل كل الديانات الأخرى يرجع إلى الديانات المذكورة في الحديث الشريف ؟

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وبعد.

أولا :
روى البخاري (1359) ، ومسلم (2658) عن أبي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ،
قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( مَا مِنْ
مَوْلُودٍ إِلَّا يُولَدُ عَلَى الفِطْرَةِ ، فَأَبَوَاهُ يُهَوِّدَانِهِ ، أو
يُنَصِّرَانِهِ ، أَوْ يُمَجِّسَانِهِ ، كَمَا تُنْتَجُ البَهِيمَةُ بَهِيمَةً
جَمْعَاءَ، هَلْ تُحِسُّونَ فِيهَا مِنْ جَدْعَاءَ ) ثُمَّ يَقُولُ أَبُو
هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ : ” وَاقْرَءُوا إِنْ شِئْتُمْ : ( فِطْرَةَ
اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا لاَ تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ ذَلِكَ
الدِّينُ القَيِّمُ ) الروم/ 30 .
قال ابن عثيمين رحمه الله :
” كل مخلوق قد فطر على الإيمان بخالقه من غير سبق تفكير أو تعليم ، ولا ينصرف عن
مقتضى هذه الفطرة إلا من طرأ على قلبه ما يصرفه عنها ، لقول النبي صلى الله عليه
وسلم : ( ما من مولود إلا يولد على الفطرة ، فأبواه يهودانه أو ينصرانه أو يمجسانه
) ” انتهى من “مجموع فتاوى ورسائل العثيمين” (5/ 107) .
ثانيا :
لا فرق بين ملة من ملل الكفر ، وملة أخرى ، فالكل سواء في مخالفة فطرة الله التي
فطر الناس عليها ، قال الله تعالى : ( وَلَنْ تَرْضَى عَنْكَ الْيَهُودُ وَلَا
النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ ) البقرة/ 120 ، وقال عز وجل : ( قُلْ
يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ * لَا أَعْبُدُ مَا تَعْبُدُونَ * وَلَا أَنْتُمْ
عَابِدُونَ مَا أَعْبُدُ * وَلَا أَنَا عَابِدٌ مَا عَبَدْتُمْ * وَلَا أَنْتُمْ
عَابِدُونَ مَا أَعْبُدُ * لَكُمْ دِينُكُمْ وَلِيَ دِينِ ) الكافرون/ 1 – 6 .
قال ابن عثيمين رحمه الله :
” الكفر ملة واحدة ؛ لقوله تعالى: (ملتهم) ؛ وهو باعتبار مضادة الإسلام ملة واحدة؛
أما باعتبار أنواعه فإنه ملل: اليهودية ملة ؛ والنصرانية ملة ؛ والبوذية ملة ؛
وهكذا بقية الملل؛ ولكن كل هذه الملل باعتبار مضادة الإسلام تعتبر ملة واحدة ؛ لأنه
يصدق عليها اسم الكفر؛ فتكون جنساً ، والملل أنواعاً ” .
انتهى من “تفسير ابن عثيمين” – الفاتحة والبقرة (2/ 32) – بترقيم الشاملة .

ثالثا :
قوله في الحديث ( فَأَبَوَاهُ يُهَوِّدَانِهِ ، أو يُنَصِّرَانِهِ ، أَوْ
يُمَجِّسَانِهِ ) أي يعلمانه اليهودية أو النصرانية أو المجوسية ، ويجعلانه كذلك .
وإنما ذكر هذه الثلاثة : لأنها أعظم أديان الناس يومئذ ، وأكثر الناس تبع لها ،
فذكرها باعتبار الغلبة والشهرة ، ودل بها على ما سواها من الأديان .

وقد جاء في رواية لمسلم
(2658)، والترمذي (2138) : ( … فَأَبَوَاهُ يُهَوِّدَانِهِ وَيُنَصِّرَانِهِ
وَيُشَرِّكَانِهِ ) .
قال في “تحفة الأحوذي” (6/ 287):
” أَيْ يُعَلِّمَانِهِ الشِّرْكَ وَيَجْعَلَانِهِ مُشْرِكًا ” انتهى .
فهذه الرواية تدل دلالة صريحة على أن المراد عموم الديانات الأخرى غير الإسلام ، لا
مجرد هذه الديانات الثلاث وحسب ؛ ولذلك قال تعالى : ( وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ
الْإِسْلَامِ دِينًا فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الْآخِرَةِ مِنَ
الْخَاسِرِينَ ) آل عمران/ 85 .

راجع للفائدة جواب السؤال
رقم : (21525) ، (175339)
.
والله تعالى أعلم .

المصدر

موقع الإسلام سؤال وجواب

هل انتفعتم بهذه الإجابة؟

answer

موضوعات ذات صلة

at email

النشرة البريدية

اشترك في النشرة البريدية الخاصة بموقع الإسلام سؤال وجواب

phone

تطبيق الإسلام سؤال وجواب

لوصول أسرع للمحتوى وإمكانية التصفح بدون انترنت

download iosdownload android