0 / 0
187,65708/06/2014

لا يجوز للمسلم أن يدعو على أخيه المسلم أو على أهله بالهلاك

السؤال: 199554

لقد دعا عليَّ أحد اصدقائي ، وقال لي : جعلك الحادث أنت وأهلك ، ويموتون كلهم إلا أنت .
فهل يستجاب الدعاء إذا بدأ بجعلك مع العلم أنه كثير الذنوب والمعاصي فهل تستجاب دعوته ؟

الجواب

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وبعد.

أولا :
لا يجوز للمسلم أن يدعو على أخيه المسلم بغير حق ، ولا أن يتمنى له حصول المكروه في دينه أو دنياه .
فإذا ظلمه أخوه المسلم أو أساء إليه فله أن يدعو عليه بقدر ظلمه وإساءته لا يتعدى ذلك ، فإن صبر على أذاه وتجاوز عنه فهو خير له عند ربه ، قال تعالى : ( وَإِنْ عَاقَبْتُمْ فَعَاقِبُوا بِمِثْلِ مَا عُوقِبْتُمْ بِهِ وَلَئِنْ صَبَرْتُمْ لَهُوَ خَيْرٌ لِلصَّابِرِينَ ) النحل/ 126
وانظر جواب السؤال رقم : (106446) ، (129911) .
ثانيا :
إذا أراد المظلوم أن يدعو على ظالمه لم يجز له أن يتعدى في ذلك بالإساءة إلى أهله أو الدعاء عليهم ؛ لأنهم لا يؤاخذون بذنب صاحبهم لا في الدنيا ولا في الآخرة.
روى أبو داود (4495) ، والنسائي (4832) عَنْ أَبِي رِمْثَةَ رضي الله عنه قَالَ : ” انْطَلَقْتُ مَعَ أَبِي نَحْوَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، ثُمَّ إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ لِأَبِي : ابْنُكَ هَذَا ؟ قَالَ : إِي وَرَبِّ الْكَعْبَةِ . فقَالَ : ( أَمَا إِنَّهُ لَا يَجْنِي عَلَيْكَ وَلَا تَجْنِي عَلَيْهِ ) وَقَرَأَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى ) ” . صححه الألباني في “صحيح أبي داود” .
قال في ” عون المعبود ” (11/176) :
” ( لَا تَجْنِي عَلَيْهِ ) : أَيْ : عَلَى اِبْنك , وَالْجِنَايَة الذَّنْب وَالْجُرْم مِمَّا يُوجِب الْعِقَاب أَوْ الْقِصَاص , أَيْ لَا يُطَالَب اِبْنك بِجِنَايَتِك , وَلَا يَجْنِي جَانٍ إِلَّا عَلَى نَفْسه ( وَلَا تَزِر وَازِرَة وِزْر أُخْرَى ) : وَهَذَا رَدّ لِمَا اِعْتَادَتْهُ الْعَرَب مِنْ مُؤَاخَذَة أَحَد الْمُتَوَالِدَيْنِ بِالْآخَرِ [أي : معاقبة الأب بذنب ابنه ، أو معاقبة الابن بذنب أبيه]” انتهى .
وانظر جواب السؤال رقم : (129911) .
ثالثا :
دعاء المسلم على أخيه المسلم أو على أهله بالهلاك من التعدي في الدعاء فلا يجوز ، إنما يُدعى بالهلاك على الكفار المحاربين أو المسلم المسرف المفسد الذي لا ينكف شره عن الناس إلا بهلاكه .
رابعا :
لا يشترط لإجابة دعوة الداعي أن يكون من أهل الصلاح – وإن كان صلاح الداعي سببا لقبول دعائه ، لأن الله يستجيب دعوة المظلوم وإن كان عاصيا ؛ فعن أبي هريرة أن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال : ( دعوة المظلوم مستجابة ولو كان فاجراً ، ففجوره على نفسه ) رواه أحمد (8781) وحسنه الألباني في “صحيح الجامع” (3382) .
وانظر جواب السؤال رقم : (41114) .
خامسا :
ليس مجرد أن يبدأ الداعي دعاءه على غيره بقوله ” جعلك ” سببا في استجابة دعائه ، وخاصة إذا تعدى فيه وأساء وظلم ، فإن الله سبحانه وتعالى حكم عدل ، فكما أنه يكره فعل الظالم فإنه أيضا يكره إسراف المظلوم وتعديه ، لأنه ظلم أيضا .
والله تعالى أعلم .

هل انتفعت بهذه الإجابة؟

المصدر

موقع الإسلام سؤال وجواب

at email

النشرة البريدية

اشترك في النشرة البريدية الخاصة بموقع الإسلام سؤال وجواب

phone

تطبيق الإسلام سؤال وجواب

لوصول أسرع للمحتوى وإمكانية التصفح بدون انترنت

download iosdownload android