تنزيل
0 / 0

هل جاء في نصوص الشريعة تحديد أقل مدة يقضيها عصاة الموحدين في النار ؟

السؤال: 200252

ما هي أقل مدة يقضيها المسلم في جهنم ، بالقرآن والسنة الثابتة ؟

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وبعد.

أولا :
من دخل النار من عصاة الموحدين يكون عذابه فيها ومكثه فيها على قدر معاصيه ثم يخرجون منها ، فمنهم من يخرج منها بشفاعة النبيين ، ومنهم من يخرج منها بشفاعة الصالحين ، ومنهم من يخرج منها برحمة رب العالمين دون شفاعة من أحد.
راجع إجابة السؤال رقم : (21672) .
وروى مسلم (2845) عَنْ سَمُرَةَ رضي الله عنه أَنَّهُ سَمِعَ نَبِيَّ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: ( إِنَّ مِنْهُمْ مَنْ تَأْخُذُهُ النَّارُ إِلَى كَعْبَيْهِ ، وَمِنْهُمْ مَنْ تَأْخُذُهُ إِلَى حُجْزَتِهِ ، وَمِنْهُمْ مَنْ تَأْخُذُهُ إِلَى عُنُقِهِ ) .
قال الحافظ رحمه الله :
" يُمْكِنُ أَنْ يَكُونَ وَرَدَ فِي حَقِّ مَنْ يَدْخُلُ النَّارَ مِنَ الْمُوَحِّدِينَ ، فَإِنَّ أَحْوَالَهُمْ فِي التَّعْذِيبِ تَخْتَلِفُ بِحَسَبِ أَعْمَالِهِمْ ، وَأَمَّا الْكُفَّارُ فَإِنَّهُمْ فِي الْغَمَرَاتِ " . انتهى من "فتح الباري" (11/ 394) .
وقال الحافظ ابن رجب رحمه الله :
" وكذلك تفاوت عذاب عصاة الموحدين في النار، بحسب أعمالهم، فليس عقوبة أهل الكبائر، كعقوبة أصحاب الصغائر ، وقد يخفف عن بعضهم العذاب ، بحسنات أخر له ، أو بما شاء الله من الأسباب ، ولهذا يموت بعضهم في النار " .
انتهى من "التخويف من النار" (ص 182) .
وقال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله :
" عصاة المسلمين ثلاثة أقسام : قسم يغفر الله له ولا يدخل النار أصلاً ، وقسم آخر يدخل النار ويعذب بقدر ذنوبه ثم يخرج ، وقسم ثالث يدخل النار ويعذب ، ولكن يكون له الشفاعة ، فيخرج من النار قبل أن يستكمل ما يستحقه من العذاب " .
"فتاوى نور على الدرب" (4/ 2) بترقيم الشاملة .
ثانيا :
هذا القدر من العذاب لا يعلم قدر شدته ولا قدر مدته إلا الله ، وهم في ذلك يتفاوتون بحسب معاصيهم .
فلا يعلم أحد أقل مدة يمكث فيها هؤلاء العصاة في النار ، كما لا يعلم أحد أكثر مدة يمكثون فيها ، ولكن الذي اتفق عليه أهل السنة أنهم يعذبون فيها ما شاء الله أن يعذبوا ، كل بحسب معاصيه ومخازيه ، ثم يدخلهم الله الجنة برحمته .
قال الشيخ عبد العزيز الراجحي حفظه الله :
" تواترت الأخبار عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه يدخل النار جملة من أهل الكبائر من المؤمنين الموحدين ، دخلوها بالكبائر ماتوا عليها بغير توبة ، فهذا دخل النار لأنه مات على الزنا من غير توبة ، وهذا مات على الربا من غير توبة ، وهذا مات على عقوق الوالدين ، وهذا مات على قطع الرحم ، وهذا مات على الغيبة ، وهذا مات على نصرة الباطل ، وهذا مات على شهادة الزور، منهم من يعفى عنه ، ومنهم من يدخل النار ويعذب ، ولكنهم يتفاوت خروجهم ، منهم من يمكث مدة طويلة ، ومنهم من يمكث مدة قليلة ، حسب جرائمهم وأعمالهم ، ثم يخرجهم بالشفاعة .
فإذا تكامل خروج العصاة والموحدين ولم يبق منهم أحد أطبقت النار على الكفرة بجميع أصنافهم .
والمؤمنون الذين خرجوا يلقون في نهر الحياة فينبتون كما تنبت الحبة في حميل السيل ، فإذا هذبوا ونقوا أذن لهم في دخول الجنة " انتهى ببعض تصرف واختصار . من شرح الاقتصاد في الاعتقاد – الإيمان بالشفاعة  موقع الشيخ عبد العزيز الراجحي

ولا نعلم شيئا يروى في تحديد مدة مكث عصاة المسلمين في النار إلا حديثين ، وهما منكران لا يصحان .
أولهما : ما رواه ابن أبي حاتم في تفسيره كما في "تفسير ابن كثير" (4/452) من طريق مسكين أبي فاطمة ، حدثني اليمان بن يزيد ، عن محمد بن حمير ، عن محمد بن علي ، عن أبيه ، عن جده ، عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال : ( إن أصحاب الكبائر ، من موحدي الأمم كلها ، إذا ماتوا على كبائرهم ، غير نادمين ولا تائبين ، من دخل النار منهم ، في الباب الأول من جهنم ، لا تزرق أعينهم ، ولا تسود وجوههم ، ولا يقرنون بالشياطين ، ولا يغلون بالسلاسل ، ولا يجرعون الحميم، ولا يلبسون القطران في النار ، حرم الله أجسادهم على الخلود من أجل التوحيد ، وحرم صورهم على النار من أجل السجود ، منهم من تأخذه النار إلى قدميه ، ومنهم من تأخذه النار إلى حجزته ، ومنهم من تأخذه النار إلى عنقه ، على قدر ذنوبهم وأعمالهم ، فمنهم من يمكث فيها شهراً ، ثم يخرج : ومنهم من يمكث فيها سنة ، ثم يخرج منها ، وأطولهم فيها مكثاً، بقدر الدنيا منذ يوم خلقت إلى أن تفنى … ) الحديث .
وهكذا ذكره الحافظ ابن رجب رحمه الله في "التخويف من النار" (ص 259) ثم قال
: " خرجه ابن أبي حاتم وغيره ، وخرجه الإسماعيلي مطولاً ، وقال الدارقطني في كتاب "المختلق": هو حديث منكر، واليمان مجهول، ومسكين ضعيف ، ومحمد بن حمير لا أعرفه إلا في هذا الحديث " انتهى .

 

ثانيهما : ما رواه الحكيم الترمذي في "نوادر الأصول" (2/36) عن أبي هريرة رضي الله عنه مرفوعا : ( إنما الشفاعة يوم القيامة لمن عمل الكبائر من أمتي ثم ماتوا عليها، وهو في الباب الأول من جهنم ، لا تسود وجوههم ولا تزرق عيونهم ، ولا يغلون بالأغلال ، ولا يقرنون مع الشياطين ، ولا يضربون بالمقامع ، ولا يطرحون في الأدراك ، منهم من يمكث فيها ساعة ثم يخرج ، ومنهم من يمكث فيها يوماً ثم يخرج ، ومنهم من يمكث فيها شهراً ثم يخرج ، ومنهم من يمكث فيها سنة ثم يخرج، وأطولهم مكثاً فيها: مثل الدنيا منذ يوم خلقت إلى يوم أفنيت، وذلك سبعة آلاف سنة … وذكر بقية الحديث) .
ذكره الألباني في "الضعيفة" (5381) وقال : " موضوع " .

راجع للفائدة إجابة السؤال رقم : (26792) ، والسؤال رقم : (27075) .
والله أعلم .

المصدر

موقع الإسلام سؤال وجواب

هل انتفعتم بهذه الإجابة؟

at email

النشرة البريدية

اشترك في النشرة البريدية الخاصة بموقع الإسلام سؤال وجواب

phone

تطبيق الإسلام سؤال وجواب

لوصول أسرع للمحتوى وإمكانية التصفح بدون انترنت

download iosdownload android