أنا طالب بالصف الأول بكلية الطب البشري ، المشكلة بدأت من بعد ظهور نتيجة الثانوية العامة ، وتتمثل في أن هناك مادة إضافية كنت قد امتحنتها ، ولكن بعد الامتحان مباشرة وجدت أني قد أخطأت في إجابة سؤالين في الامتحان ، ولكني فوجئت عند ظهور النتيجة أني قد حصلت على الدرجة الكاملة في هذه المادة ، وهذه المادة قد رفعت مجموعي عدة درجات ليصل إلى مجموع كلية الطب ، وقد أبلغت أمي بهذه المشكلة وإني أخاف أن أغضب الله عز وجل بدخولي كلية الطب بهذا المجموع ، ولكنها قالت لي : إن الله عز وجل هو الذي أراد لي هذا المجموع . أعتذر على الإسهاب ولكن أريد أن أضيف بعض التفاصيل المهمة بعد إذنكم ، هذه المادة رفعت مجموعي من 403 إلى 408 من 410 وكلية الطب كانت تقبل آنذاك من 406.5 ، علمًا بأنني لا أتذكر جيدًا درجات الأسئلة التي أخطأت بها في الامتحان ، وبالتالي لا أستطيع أن أجزم عدد الدرجات التي كان من المفروض أن تخصم مني من هذه المادة ، فبالرغم من دخولي الكلية أشعر ببعض الذنب . فما الحكم ؟
أعطاه المدرس أكثر مما يستحق من الدرجات ، فدخل بذلك الجامعة ، فما الحكم ؟
السؤال: 200876
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وبعد.
أولاً :
لا يجوز للمدرس أن يعطي الطالب أكثر مما يستحق من الدرجات ، فإن فعل ذلك ، فهو ظالم وغاش لباقي الطلاب ، وللفائدة ينظر جواب السؤال رقم : (130096) .
ثانياً :
إذا ثبت أن المدرس قد أعطى الطالب أكثر مما يستحق من الدرجات ، وهو يعلم ذلك ، فالإثم عليه ، وأما الطالب ، فليس عليه شيء ؛ لأنه لم يحدث منه فعل ، فهو لم يغش – مثلاً – في الامتحان ، حتى يقال إنه ارتكب أمراً محرماً .
وقد سئل الشيخ ابن عثيمين رحمه الله – في نفس المعنى – من سمع جوابا في الامتحان ولم يقصد الغش : ، ونص السؤال : تلميذ على الماسة ( طاولة ) يكتب الجواب ولا يريد الغش بأي حال من الأحوال ، لكنه سمع شخصاً يقول لجاره : الجواب كذا وكذا ، والجواب صحيح ، فهل يجوز أن ينقل الجواب أم لا يجوز ؟
فأجاب رحمه الله : " إنما علمه الله ، هذا رزق جاء بدون تعب ، فلا حرج أن يكتب الجواب ، حتى لو فرض أنه لم يكن يعرفه فيكتبه ؛ لأنه ما حاول الغش ولا غش " .
انتهى من " اللقاء الشهري لابن عثيمين " (5/61) بترقيم الشاملة .
على أنه ليس من اللازم أن يكون تقديرك للجواب ، بعد امتحانك صحيحا ، وقد يبدو للمصحح وجهة نظر ، يستحق الطالب بها عنده الدرجة ، وعوارض هذا الأمر كثيرة ، لا يلزم منها تخطئة أي من الطرفين : التلميذ ، والمصحح ، أو تأثيمه ، لا سيما وأنت لا تعرف المصحح ، ولا هو يعرفك .
وإذا قدر أن المصحح قد أخطأ في ذلك : فإنه متى كان مؤتمنا على مثل ذلك العمل ، مؤهلا له : ثم اجتهد في أداء أمانته ، فأخطأ نظره : فليس عليه شيء إن شاء الله ، بل يرجى له ألا يخلو من أجر أو أجرين .
والحاصل : أنه ليس عليك حرج – إن شاء الله – في إكمال دراستك وتعليمك في تلك الكلية ، وليس عليك شيء من خطأ أو إثم في ذلك ، إن شاء الله ، ونرجو ـ أيضا ـ ألا يكون على المصحح من ذلك شيء .
ونسأل الله لك التيسير والإعانة .
والله أعلم .
هل انتفعت بهذه الإجابة؟
المصدر:
موقع الإسلام سؤال وجواب
موضوعات ذات صلة