0 / 0

أعطاه المدرس أكثر مما يستحق من الدرجات ، فدخل بذلك الجامعة ، فما الحكم ؟

السؤال: 200876

أنا طالب بالصف الأول بكلية الطب البشري ، المشكلة بدأت من بعد ظهور نتيجة الثانوية العامة ، وتتمثل في أن هناك مادة إضافية كنت قد امتحنتها ، ولكن بعد الامتحان مباشرة وجدت أني قد أخطأت في إجابة سؤالين في الامتحان ، ولكني فوجئت عند ظهور النتيجة أني قد حصلت على الدرجة الكاملة في هذه المادة ، وهذه المادة قد رفعت مجموعي عدة درجات ليصل إلى مجموع كلية الطب ، وقد أبلغت أمي بهذه المشكلة وإني أخاف أن أغضب الله عز وجل بدخولي كلية الطب بهذا المجموع ، ولكنها قالت لي : إن الله عز وجل هو الذي أراد لي هذا المجموع . أعتذر على الإسهاب ولكن أريد أن أضيف بعض التفاصيل المهمة بعد إذنكم ، هذه المادة رفعت مجموعي من 403 إلى 408 من 410 وكلية الطب كانت تقبل آنذاك من 406.5 ، علمًا بأنني لا أتذكر جيدًا درجات الأسئلة التي أخطأت بها في الامتحان ، وبالتالي لا أستطيع أن أجزم عدد الدرجات التي كان من المفروض أن تخصم مني من هذه المادة ، فبالرغم من دخولي الكلية أشعر ببعض الذنب . فما الحكم ؟

الجواب

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وبعد.

أولاً :
لا يجوز للمدرس أن يعطي الطالب أكثر مما يستحق من الدرجات ، فإن فعل ذلك ، فهو ظالم وغاش لباقي الطلاب ، وللفائدة ينظر جواب السؤال رقم : (130096) .

ثانياً :
إذا ثبت أن المدرس قد أعطى الطالب أكثر مما يستحق من الدرجات ، وهو يعلم ذلك ، فالإثم عليه ، وأما الطالب ، فليس عليه شيء ؛ لأنه لم يحدث منه فعل ، فهو لم يغش – مثلاً – في الامتحان ، حتى يقال إنه ارتكب أمراً محرماً .

 

وقد سئل الشيخ ابن عثيمين رحمه الله – في نفس المعنى – من سمع جوابا في الامتحان ولم يقصد الغش : ، ونص السؤال : تلميذ على الماسة ( طاولة ) يكتب الجواب ولا يريد الغش بأي حال من الأحوال ، لكنه سمع شخصاً يقول لجاره : الجواب كذا وكذا ، والجواب صحيح ، فهل يجوز أن ينقل الجواب أم لا يجوز ؟

فأجاب رحمه الله : " إنما علمه الله ، هذا رزق جاء بدون تعب ، فلا حرج أن يكتب الجواب ، حتى لو فرض أنه لم يكن يعرفه فيكتبه ؛ لأنه ما حاول الغش ولا غش " .
انتهى من " اللقاء الشهري لابن عثيمين " (5/61) بترقيم الشاملة .

على أنه ليس من اللازم أن يكون تقديرك للجواب ، بعد امتحانك صحيحا ، وقد يبدو للمصحح وجهة نظر ، يستحق الطالب بها عنده الدرجة ، وعوارض هذا الأمر كثيرة ، لا يلزم منها تخطئة أي من الطرفين : التلميذ ، والمصحح ، أو تأثيمه ، لا سيما وأنت لا تعرف المصحح ، ولا هو يعرفك .
وإذا قدر أن المصحح قد أخطأ في ذلك : فإنه متى كان مؤتمنا على مثل ذلك العمل ، مؤهلا له : ثم اجتهد في أداء أمانته ، فأخطأ نظره : فليس عليه شيء إن شاء الله ، بل يرجى له ألا يخلو من أجر أو أجرين .
والحاصل : أنه ليس عليك حرج – إن شاء الله – في إكمال دراستك وتعليمك في تلك الكلية ، وليس عليك شيء من خطأ أو إثم في ذلك ، إن شاء الله ، ونرجو ـ أيضا ـ ألا يكون على المصحح من ذلك شيء .
ونسأل الله لك التيسير والإعانة .

والله أعلم .

هل انتفعت بهذه الإجابة؟

المصدر

موقع الإسلام سؤال وجواب

at email

النشرة البريدية

اشترك في النشرة البريدية الخاصة بموقع الإسلام سؤال وجواب

phone

تطبيق الإسلام سؤال وجواب

لوصول أسرع للمحتوى وإمكانية التصفح بدون انترنت

download iosdownload android