هل لعب الألعاب المتلفزة المشتملة على شرك يؤدى إلى الكفر ؟
ماذا لو لعب مسلم لعبة متلفزة مشتملة على شرك ؟
هل سيصبح كافرا بلعبه لتلك اللعبة المشتملة على الشرك ؟
هل عليه أن يدخل الإسلام من جديد ويردد الشهادتين ؟
ما حكم من يعلم بحرمة لعب مثل هذه اللعبة التى تشتمل على الشرك ولا يزال يلعبها مع علمه بحرمة هذ ا؟ هل يكْفُرُ بهذا ؟
حكم اللّعب بلعبة الكترونية تشتمل على شرك .
السؤال: 201005
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وبعد.
أخي الكريم لم توضح كيف تشتمل اللعبة على شرك ؛ هل المقصود أن اللعبة تحتوي على مشاهد شركية ؟ أو أنّ اللاعب أثناء اللعبة يمارس أفعالا شركية ؟
فإن كان الأول : فوجود مشاهد شركية في اللعبة لا يقتضي كفر لاعبها ، لكن لا يجوز للمسلم اللعب بمثل هذه الألعاب ؛ لأنّ على المسلم أن ينكر هذا الشرك بما يستطيع ، وأقل درجات هذا الإنكار هو الإنكار القلبي ، ومن عودّ نفسه على مشاهدة هذه المشاهد قد يزيل من قلبه هذا الإنكار – والعياذ بالله تعالى من هذا – .
عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال : سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ : ( مَنْ رَأَى مِنْكُمْ مُنْكَرًا فَلْيُغَيِّرْهُ بِيَدِهِ ، فَإِنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَبِلِسَانِهِ ، فَإِنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَبِقَلْبِهِ ، وَذَلِكَ أَضْعَفُ الإِيمَانِ ) رواه مسلم ( 49 ).
قال الشيخ ابن باز رحمه الله تعالى :
” والإنكار بالقلب فرض على كل واحد لأنه مستطاع للجميع وهو بغض المنكر وكراهيته ومفارقة أهله عند العجز عن إنكاره باليد واللسان لقول الله سبحانه : ( وَإِذَا رَأَيْتَ الَّذِينَ يَخُوضُونَ فِي آيَاتِنَا فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ حَتَّى يَخُوضُوا فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ وَإِمَّا يُنسِيَنَّكَ الشَّيْطَانُ فَلَا تَقْعُدْ بَعْدَ الذِّكْرَى مَعَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ ) الأنعام /68 ، وقال تعالى : ( وَقَدْ نَزَّلَ عَلَيْكُمْ فِي الْكِتَابِ أَنْ إِذَا سَمِعْتُمْ آيَاتِ اللَّهِ يُكْفَرُ بِهَا وَيُسْتَهْزَأُ بِهَا فَلَا تَقْعُدُوا مَعَهُمْ حَتَّى يَخُوضُوا فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ إِنَّكُمْ إِذًا مِّثْلُهُمْ ) النساء /140 ، وقال تعالى : ( وَالَّذِينَ لَا يَشْهَدُونَ الزُّورَ وَإِذَا مَرُّوا بِاللَّغْوِ مَرُّوا كِرَامًا ) الفرقان / 72 ، ومعنى لا يشهدون الزور لا يحضرونه … والزور يشمل كل منكر، ويدخل في ذلك الشرك والكفر وأعياد المشركين والاجتماع على شرب الخمور والتدخين والأغاني وآلات الطرب وأفلام السينما وأشباه ذلك من المنكرات ، ذكر معنى ذلك الحافظ ابن كثير في تفسير هذه الآية. ” انتهى من ” مجموع فتاوى ومقالات متنوعة ” ( 3/212-213 ) .
وإذا كانت تحتوي على شركيات فغالب الظن يصحبها غيرها من المعاصي كالموسيقى وغيرها ، وهي في الغالب خالية من الفائدة إلا مجرد التسلية وضياع الوقت .
ولمزيد الفائدة راجع الفتوى رقم : (192671 ) .
ومن علم حرمة مثل هذه النوع من اللعب واستمر في اللعب غير مستحل له ، فهو ذنب من الذنوب عليه أن يتوب إلى الله منه ويقلع عنه .
وإن كان الثاني : فإن فعل المسلم للشرك الصريح على سبيل اللهو واللعب عدّه العلماء من الكفر – نسأل الله السلامة والعافية – .
قال الله تعالى :
( وَلَئِن سَأَلْتَهُمْ لَيَقُولُنَّ إِنَّمَا كُنَّا نَخُوضُ وَنَلْعَبُ قُلْ أَبِاللَّهِ وَآيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنتُمْ تَسْتَهْزِئُونَ ، لَا تَعْتَذِرُوا قَدْ كَفَرْتُم بَعْدَ إِيمَانِكُمْ إِن نَّعْفُ عَن طَائِفَةٍ مِّنكُمْ نُعَذِّبْ طَائِفَةً بِأَنَّهُمْ كَانُوا مُجْرِمِينَ ) التوبة / 65 – 66) .
قال القاضي أبو بكر بن العربي : ” لا يخلو أن يكون ما قالوه من ذلك جدّا أو هزلا، وهو كيفما كان كفر، فإن الهزل بالكفر كفر ، لا خلاف فيه بين الأمّة ” .
انتهى من ” أحكام القرآن ” ( 2/543 ) .
لكن الحكم على اللّاعب المعيّن بهذه اللعبة بالكفر يحتاج إلى النظر في توفر شروط التكفير فيه وانتفاء موانعه ، لأن ليس كل فاعل للكفر كافر ، وللأهمية انظر فتوى رقم : (85102 ) .
والله أعلم .
هل انتفعت بهذه الإجابة؟
المصدر:
موقع الإسلام سؤال وجواب
موضوعات ذات صلة