تنزيل
0 / 0

تسأل : لماذا قيد الإسلام تعدد الزوجات بأربع لا يزيد عليهن ؟

السؤال: 201309

امرأة تود أن تعرف : لماذا قيد الإسلام تعدد الزوجات بأربع نساء ؟ ولماذا لم يقيده بثلاث ، أو

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وبعد.

أولا :
يجب على المسلم أن يسلم لحكم الله كله ، أمره ونهيه ، على ما وافق رأيه أو خالفه ،
وما ناسب هواه ، أو عانده ؛ فإن تبين له وجه الحكمة – تحريما وتحليلا – : زاده
إيمانا ، وتسليما.
وإن لم يتبين له رضي به وسلم ، مع يقينه أن الله تعالى ما شرع شيئا إلا لحكمة ، وأن
هذه الحكمة قد تخفى على بعض الناس ، وقد يعلم البعض بعضها .
قال تعالى : قال تعالى : ( فَلَا وَرَبِّكَ لَا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ
فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لَا يَجِدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ حَرَجًا مِمَّا
قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيمًا ) النساء/ 65
وروى البخاري (321) ومسلم (335) عَنْ مُعَاذَةَ، قَالَتْ: سَأَلْتُ عَائِشَةَ
فَقُلْتُ: مَا بَالُ الْحَائِضِ تَقْضِي الصَّوْمَ، وَلَا تَقْضِي الصَّلَاةَ.
فَقَالَتْ: أَحَرُورِيَّةٌ أَنْتِ؟ قُلْتُ: لَسْتُ بِحَرُورِيَّةٍ، وَلَكِنِّي
أَسْأَلُ. قَالَتْ: (كَانَ يُصِيبُنَا ذَلِكَ، فَنُؤْمَرُ بِقَضَاءِ الصَّوْمِ،
وَلَا نُؤْمَرُ بِقَضَاءِ الصَّلَاةِ)
وينظر جواب السؤال رقم : (50330)
ثانيا :
تعدد الزوجات قضية فطرية متعارف عليها في جميع الأمم ، على اختلاف بينهم في التطبيق
، وحينما يحظر القانون البشري تعدد الزوجات ، يتجه الناس إلى إقامة علاقات محرمة
خارج البيوت ، وكان تعدد الزوجات معروفا في الجاهلية فجاء الإسلام بما يناسب الفطرة
، فهذب ما كان عليه الناس وقيده وحكمه بالشرائع.
ثالثا :
هذا تشريع إلهي ، والتشريع الإلهي حكيم بذاته ، ولا يفتقر إلى معرفة المكلف وجه
الحكمة فيه ، وعلى المكلف التسليم .
ومن حكم التشريع : الابتلاء ؛ فلما كان الناس على قبلة بيت المقدس أول الإسلام،
نسخها الله ، وأمر بالتوجه إلى البيت الحرام ، فأما المؤمنون الصادقون الموقنون
فقالوا سمعنا وأطعنا، وأما الكافرون والمنافقون الذين في قلوبهم ريب فقالوا : ( مَا
وَلَّاهُمْ عَنْ قِبْلَتِهِمُ الَّتِي كَانُوا عَلَيْهَا ) .

وفتح باب الجدل في مثل
هذه التساؤلات يورث التشكيك في الشريعة وأحكامها ، فيقول قائل : لماذا كانت الصلوات
خمس صلوات ولم تكن ستا ؟ ولماذا كانت صلاة الظهر أربع ركعات وليست ثمان ؟ ولماذا خص
شهر رمضان بالصيام دون غيره ؟ فإن قيل لأنه أنزل فيه القرآن قيل ؟ لماذا أنزل فيه
القرآن خاصة ؟ لماذا لم ينزل في شهر حرام ، فإن الأشهر الحرم معظمة ؟ وهكذا بلا
انتهاء ، إنما ينتهي عن هذا أصلا من قال : سمعنا وأطعنا .
وقد قال تعالى : ( وَمَا جَعَلْنَا الْقِبْلَةَ الَّتِي كُنْتَ عَلَيْهَا إِلَّا
لِنَعْلَمَ مَنْ يَتَّبِعُ الرَّسُولَ مِمَّنْ يَنْقَلِبُ عَلَى عَقِبَيْهِ )
البقرة/ 143 ، فإذا جاء الأمر مما أمر الله به أو نهى عنه قال سمعنا وأطعنا ، فإن
ظهر له وجه الحكمة أو بعضها زاده ذلك إيمانا وتسليما ، وإلا فهو على السمع والطاعة
؛ لأنه يعلم أن الله لا يشرع شرعا إلا بحكمة بالغة .
قال الله تعالى : (آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِ مِنْ رَبِّهِ
وَالْمُؤْمِنُونَ كُلٌّ آمَنَ بِاللَّهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ لَا
نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْ رُسُلِهِ وَقَالُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا
غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ) البقرة/285 .
وقال تعالى : (وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ
وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَنْ يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَنْ
يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا مُبِينًا) الأحزاب/36

وينظر للفائدة جواب
السؤال رقم : (14022)
والله تعالى أعلم .

المصدر

موقع الإسلام سؤال وجواب

هل انتفعتم بهذه الإجابة؟

at email

النشرة البريدية

اشترك في النشرة البريدية الخاصة بموقع الإسلام سؤال وجواب

phone

تطبيق الإسلام سؤال وجواب

لوصول أسرع للمحتوى وإمكانية التصفح بدون انترنت

download iosdownload android