تنزيل
0 / 0
116,86203/11/2013

حديث مروي في فضل صالحي متأخري هذه الأمة !!

السؤال: 201514

ما مدى صحة ثبوت هذا الحديث ،وأين روي ؟
سأل رسول الله الصحابة : ( من أفضل الناس ؟ ) ، قالوا الملائكة ، قال النبي : ( لا ) ، ثم قالوا الأنبياء ، قال النبي : ( لا ) ، ثم قالوا : الصحابة . فقال النبي : ( لا ) ، وقال : (هم قوم ، يأتون بعدي ) . فقالوا من هم ؟ فأجاب النبي : ( هم الذين يأخذون علمهم من الكتب المعلقة “) .

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وبعد.

أولا :
اللفظ المروي في ذلك :
رواه الحاكم في “مستدركه” (6993) ، وابن عساكر في “تاريخ دمشق” (58/ 255) من طريق
مُحَمَّد بْن أَبِي حُمَيْدٍ ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ
عُمَرَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ : ” كُنْتُ مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ جَالِسًا ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ : ( أَتَدْرُونَ أَيُّ أَهْلِ الْإِيمَانِ أَفْضَلُ إِيمَانًا ؟ ) ،
قَالُوا يَا رَسُولَ اللَّهِ الْمَلَائِكَةُ ؟ ، قَالَ : (هُمْ كَذَلِكَ وَيَحِقُّ
ذَلِكَ لَهُمْ وَمَا يَمْنَعُهُمْ وَقَدْ أَنْزَلَهُمُ اللَّهُ الْمَنْزِلَةَ
الَّتِي أَنْزَلَهُمْ بِهَا، بَلْ غَيْرُهُم ) ، قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ
فَالْأَنْبِيَاءُ الَّذِينَ أَكْرَمَهُمُ اللَّهُ تَعَالَى بِالنُّبُوَّةِ
وَالرِّسَالَةِ ؟ ، قَالَ : ( هُمْ كَذَلِكَ وَيَحِقُّ لَهُمْ ذَلِكَ وَمَا
يَمْنَعُهُمْ وَقَدْ أَنْزَلَهُمُ اللَّهُ الْمَنْزِلَةَ الَّتِي أَنْزَلَهُمْ
بِهَا ، بَلْ غَيْرُهُمْ ) ، قَالَ: قُلْنَا: فَمَنْ هُمْ يَا رَسُولَ اللَّهِ ؟
قَالَ: ( أَقْوَامٌ يَأْتُونَ مِنْ بَعْدِي فِي أَصْلَابِ الرِّجَالِ فَيُؤْمِنُونَ
بِي وَلَمْ يَرَوْنِي وَيَجِدُونَ الْوَرَقَ الْمُعَلَّقَ فَيَعْمَلُونَ بِمَا
فِيهِ فَهَؤُلَاءِ أَفْضَلُ أَهْلِ الْإِيمَانِ إِيمَانًا ) وقال الحاكم عقبه : ”
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحُ الْإِسْنَادِ وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ “
فرده الذهبي بقوله : بل محمد بن أبي حميد ضعفوه ” .
وابن أبي حميد هذا : متروك الحديث ، قال الإمام أحمد أحاديثه مناكير ، وقال ابن
معين ضعيف ليس حديثه بشيء ، وقال الجوزجاني واهي الحديث ضعيف ، وقال البخاري منكر
الحديث ، وقال النسائي ليس بثقة ، وقال أبو زرعة ضعيف الحديث وقال أبو حاتم كان
رجلا ضريرا وهو منكر الحديث ضعيف الحديث مثل ابن أبي سبرة ويزيد بن عياض يروي عن
الثقات المناكير .
“تهذيب التهذيب” (9/ 133) .
ورواه ابن عساكر في “تاريخ دمشق” (39/ 244) من طريق أحمد بن إسحاق بن إبراهيم بن
نبيط الأشجعي حدثني أبي حدثنا أبي حدثني أبي قال : ” لما نسخ عثمان المصاحف ، قال
له أبو هريرة أصبت ووفقت أشهد لسمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : ( إن أشد
أمتي حبا لي قوم يأتون من بعدي يؤمنون بي ولم يروني يعملون بما في الورق المعلق ) .
وأحمد بن إسحاق هذا متهم ، قال الذهبي في “الميزان” (1/ 83):
” لا يحل الاحتجاج به، فإنه كذاب ” .

ورواه البيهقي في “دلائل النبوة” (6/ 538) من طريق إِسْمَاعِيل بْن عَيَّاشٍ،
عَنِ الْمُغِيرَةِ بْنِ قَيْسٍ التَّمِيمِيِّ ، عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ ، عَنْ
أَبِيهِ ، عَنْ جَدِّهِ ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ: ( أَيُّ الْخَلْقِ أَعْجَبُ إِلَيْكُمْ إِيمَانًا؟ ) ، قَالُوا:
الْمَلَائِكَةُ ، قَالَ: ( وَمَا لَهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ وَهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ ؟
) ، قَالُوا : فَالنَّبِيُّونَ ، قَالَ : ( وَمَا لَهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ
وَالْوَحْيُ يَنْزِلُ عَلَيْهِمْ ؟ ) ، قَالُوا: فَنَحْنُ. قَالَ : ( وَمَا لَكُمْ
لَا تُؤْمِنُونَ وَأَنَا بَيْنَ أَظْهُرِكُمْ ؟ ) ، قَالَ : فَقَالَ رَسُولُ اللهِ
صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ( إِنَّ أَعْجَبَ الْخَلْقِ إِلَيَّ إِيمَانًا
لَقَوْمٌ يَكُونُونَ بَعْدَكُمْ يَجِدُونَ صُحُفًا فِيهَا كِتَابٌ يُؤْمِنُونَ
بِمَا فِيهَا ) .
المغيرة بن قيس ، قال أبو حاتم منكر الحديث .
“لسان الميزان” (6/ 79) .
وإسماعيل بن عياش ضعيف في روايته عن غير الشاميين وهذه منها ، فإن المغيرة بن قيس
بصري.

وللحديث شواهد وطرق أخرى ، لا يخلو شيء منها من ضعف ، وعلة .
وقد حسنه الشيخ الألباني رحمه الله بطرقه في “السلسلة (3215) . وينظر : “عمدة
التفسير” للشيخ أحمد شاكر(3/14) .
وينظر أيضا بحثا حول ذلك في هذا الرابط :
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=224330

ثانيا :
معنى الحديث – على فرض صحته ، أو تحسينه كما ذهب إليه بعض أهل العلم – : أن هؤلاء
الذين آمنوا بالصحف التي بلغتهم من عند الله ، إيمانا بغيب ، لم يشهدوا تنزيله ،
ولم يروا رسوله : هم أعجب إيمانا من غيرهم ، ممن رأى آيات ذلك عيانا ، أو شاهد رسول
الله صلى الله عليه وسلم ، والوحي ينزل عليه .
وهذا لا يدل على تقدم أفضلية هؤلاء على الصحابة ، وإنما يدل على أن إيمانهم يتعجب
منه لعلو منزلته في زمان انتشر فيه الكفر والجهل والانحراف .

قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله :
” قَوْلُهُ: ( أَيُّ النَّاسِ أَعْجَبُ إيمَانًا ) إلَى قَوْلِهِ: ( قَوْمٌ
يَأْتُونَ بَعْدِي يُؤْمِنُونَ بِالْوَرَقِ الْمُعَلَّقِ ) هُوَ يَدُلُّ عَلَى
أَنَّ إيمَانَهُمْ عَجَبٌ أَعْجَبُ مِنْ إيمَانِ غَيْرِهِمْ ، وَلَا يَدُلُّ عَلَى
أَنَّهُمْ أَفْضَلُ ؛ فَإِنَّ فِي الْحَدِيثِ أَنَّهُمْ ذَكَرُوا الْمَلَائِكَةَ
وَالْأَنْبِيَاءَ ، وَمَعْلُومٌ أَنَّ الْأَنْبِيَاءَ أَفْضَلُ مِنْ هَؤُلَاءِ
الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْوَرَقِ الْمُعَلَّقِ.
وَنَظِيرُهُ : كَوْنُ الْفُقَرَاءِ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ قَبْلَ الْأَغْنِيَاءِ ؛
فَإِنَّهُ لَا يَدُلُّ عَلَى أَنَّهُمْ بَعْدَ الدُّخُولِ يَكُونُونَ أَرْفَعَ
مَرْتَبَةً مِنْ جَمِيعِ الْأَغْنِيَاءِ ، وَإِنَّمَا سَبَقُوا لِسَلَامَتِهِمْ
مِنْ الْحِسَابِ.
وَهَذَا بَابُ التَّفْضِيلِ بَيْنَ الْأَنْوَاعِ فِي الْأَعْيَانِ وَالْأَعْمَالِ
وَالصِّفَاتِ أَوْ بَيْنَ أَشْخَاصِ النَّوْعِ بَابٌ عَظِيمٌ يَغْلَطُ فِيهِ خَلْقٌ
كَثِيرٌ ” انتهى من “مجموع الفتاوى” (11/ 371-372) .

المصدر

موقع الإسلام سؤال وجواب

هل انتفعت بهذه الإجابة؟

at email

النشرة البريدية

اشترك في النشرة البريدية الخاصة بموقع الإسلام سؤال وجواب

phone

تطبيق الإسلام سؤال وجواب

لوصول أسرع للمحتوى وإمكانية التصفح بدون انترنت

download iosdownload android
at email

النشرة البريدية

اشترك في النشرة البريدية الخاصة بموقع الإسلام سؤال وجواب

phone

تطبيق الإسلام سؤال وجواب

لوصول أسرع للمحتوى وإمكانية التصفح بدون انترنت

download iosdownload android