0 / 0

ما صحة حديث : ( من صلى عليَّ الجمعة ثمانين مرة غفرت له ذنوب ثمانين سنة )؟

السؤال: 202162

لدي سؤال بخصوص أحد الأحاديث وفيه : عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : ” الذي يقرأ ثمانين مرة يوم الجمعة بعد صلاة العصر وقبل أن يقوم من مقامه غفر الله له خطايا ثمانين سنة ، وكتب له ثواب عبادة ثمانين سنة ” ، ويقول : بأن يقول هذا الذكر ثمانين مرة ” اللهم صلي على محمد النبي الأمي وآله وسلم تسليما .
فهل هذا الحديث صحيح ؟ وهل يمكنني العمل به ؟
لأني أرى كثيرا من الناس يقومون بهذه الأعمال .

الجواب

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وبعد.

هذا الحديث رواه ابن شاهين في ” الترغيب في فضائل الأعمال” (ص: 14) من طريق عَوْن بْن عُمَارَةَ ، عن سَكَن الْبُرْجُمِي ، عَنْ حَجَّاجِ بْنِ سِنَانٍ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ عن أبي هريرة ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : (الصَّلَاةُ عَلَيَّ نُورٌ عَلَى الصِّرَاطِ ، فَمَنْ صَلَّى عَلَيَّ يَوْمَ الْجُمُعَةِ ثَمَانِينَ مَرَّةً ، غُفِرَتْ لَهُ ذُنُوبُ ثَمَانِينَ عَامًا ).
وقد تساهل بعض المتأخرين فحسَّن الحديث ، والصواب : أن الحديث ضعيف ، بل ضعيف جداً ؛ لاشتمال سنده على ثلاثة من الرواة الضعفاء ، وهم :
1- علي بن زيد بن جدعان البصري .
” قَالَ حَمَّاد بن زيد : كَانَ يقلب الْأَحَادِيث ، وَذكر شُعْبَة أَنه اخْتَلَط ، وَقَالَ أَحْمد : لَيْسَ بِشَيْء ، وَقَالَ أَبُو زرْعَة : لَيْسَ بِقَوي يهم ويخطئ ، وَقَالَ أَبُو حَاتِم : لَا يحْتَج بِهِ ، وَقَالَ الدَّارَقُطْنِيّ : لَا يزَال عِنْدِي فِيهِ لين “. انتهى ، من “المغني في الضعفاء” للذهبي (2/447).
2- حجاج بن سنان .
” قال عنه الأزدي : متروك “. ينظر: ” لسان الميزان” لابن حجر (2/ 563) .
3- عَوْنُ بْنُ عُمَارَةَ القيسي.
” قال أبو زرعة : منكر الحديث ، وقال الحاكم : أدركته ولم أكتب عنه ، وكان منكر الحديث ضعيف الحديث … وقال أبو داود : ضعيف “. انتهى من ” تهذيب التهذيب” (8/173).

وممن ضعف الحديث من الائمة : الدارقطني ، والحافظ ابن حجر في ” نتائج الأفكار ” (5/56) ، والسخاوي في ” القول البديع ” صـ 284 ، والمناوي في ” فيض القدير ” (4/249) ، والحوت البيروتي في ” أسنى المطالب ” (ص: 175) ، والشيخ الألباني في ” السلسةالضعيفة ” (8/274).

وللحديث شاهد من حديث أنس بن مالك قال : ” كُنْتُ وَاقِفًا بَيْنَ يَدَيْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم فَقَالَ : ( مَنْ صَلَّى عَلَيَّ يَوْمَ الْجُمُعَةِ ثَمَانِينَ مَرَّةً غَفَرَ اللَّهُ لَهُ ذُنُوبَ ثَمَانِينَ عَامًا).
فَقِيلَ لَهُ : كَيْفَ الصَّلاةُ عَلَيْكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟
قَالَ : ( تَقُولُ اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ عَبْدِكَ ونبيك ورسولك النبي الأمي، وتعقد واحداً) .
رواه الخطيب البغدادي في “تاريخ بغداد” (13/ 464) ، وفي إسناده : وهب بن داود بن سليمان الضرير.
قال الذهبي : ” قَالَ الْخَطِيب : لم يكن بِثِقَة ، ثمَّ أورد لَهُ حَدِيثا من وَضعه ” .
انتهى من ” المغني في الضعفاء” (2/ 727) . .
وكذلك ذكره ابن الجوزي في ” الأحاديث الواهية ” (رقم 796) .

قال الشيخ الألباني : ” وهو بكتابه الآخر ” الأحاديث الموضوعات ” أولى وأحرى ، فإن لوائح الوضع عليه ظاهرة ، وفي الأحاديث الصحيحة في فضل الصلاة عليه صلى الله عليه وسلم غنية عن مثل هذا ، من ذلك قوله صلى الله عليه وسلم: ( من صلى علي مرة واحدة صلى الله عليه بها عشراً ) رواه مسلم وغيره “. انتهى ، “سلسلة الأحاديث الضعيفة والموضوعة” (1/383).
والله أعلم .

هل انتفعت بهذه الإجابة؟

المصدر

موقع الإسلام سؤال وجواب

at email

النشرة البريدية

اشترك في النشرة البريدية الخاصة بموقع الإسلام سؤال وجواب

phone

تطبيق الإسلام سؤال وجواب

لوصول أسرع للمحتوى وإمكانية التصفح بدون انترنت

download iosdownload android